بأقلامنا

حتى مطلع الفجر بقلم عبد الكريم الراعي

بسم الله الرحمن الرحيم

حتى مطلع الفجر

عبد الكريم الراعي
ت٢٨_٧_٢٠٢٤

هي الحرب دائرةٌ بين عالمين واسعين تكاد تحطم كل الجدران، وبين العماد والعناد ضحايا يكثر فيهم القتلى فهو نزال جذوره الأفكار وادواته تتأصل ببعدي الروح والمادة …

ولأن الإنسان عالمٌ يغلب عليه الجانب المادي تصبح فرصة النصر عليه شقاء وتعب وعذاب، ولأن عالمهم متطور أدواته يتماهى مع الحاجة ضمن معيار الفوز والسعادة الدنيوية، فتصعب الهزيمة …

ولأن عالمنا ليس من الحس، مستصعب المنال عمدته الوعود والآمال ما ورائي يفتقد إلى الإنتظار أدواته بسيطة لا يسعى إليه إلا العارفين فيصعب النصر …

إذا فإن الكلام بالأدوات، بكونه عامل الجذب الأول والأساس والذي يعتبر مدخلاً إلى العالمين وهو ما يرجح كفة أحدهم على الآخر …

لكن السؤال الأبرز هو أنه كيف نطور أدواتنا للتغلب والتخلص من مشروعهم وكيف علينا أن نسعى لإستقطاب فئات المجتمع كافة، من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير، إلى المرأة إعتماداً على إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق …

إنطلاقاً من تقسيم الجهادين بين الأكبر والأصغر كعاملين أساسيين بما يحتويات من متعلقات فضلاً عن التراكم الإيماني وهذا الأخير أشار إليه سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله في أحد اللقاءات عندما كان يستذكر صلاته في مدينة صور كان الإمام الصدر أعاده الله في مسجد الحارة القديمة يصلي خلفه عدد قليل يدأب في إرشادهم إلى الوقوف بالطريقة الصحيحة وهذا إنما إشارة إلى القلة المؤمنة التي تنامت مع مرور الزمن وهو يدل بحسب الآية القرآنية إن إبراهيم كان أمة ونحن نعتقد أن سماحة السيد حفظه الله ورعاه في بيئته الإسلامية هو أمة لما حققه على مستوى الإنجاز التراكمي وأيضاً هو حجة على العلماء والنخب والمؤثرين …

نعم في المقابل تحتل أدواتهم تقدماً وتأثيراً بكونه ممنهجاً إن على المستوى الاقتصادي الموحد عالمياُ أو المستوى التكنولوجي كرابط إفتراضي يعبر عن الواقع أو العسكري التسليحي بخلفية السيطرة الجغرافية أو المستوى الذهني بإحتواء العقول وغيرها، فهي أيضا بمجموعها تشكل سيطرة وتراكم يتنامى فيشكل تهديداً يقضي على مشروع الله في تحقيق الحكومة العادلة …

إن تطوير الأدوات حاجة أساسية في المواجهة وكسر العدو وهو دعوة للنخب كي تأخذ دورها في تشكيل جبهة من عدة مسارات ترتقي إلى جذب الأمة نحو بوصلة التغيير مراعيةً الحاجات والقدرات لتأخذ بزمام المبادرة للقيادة العالمية تحت ظل الولي الفقيه وهو شأننا كل يوم وكل ساعه في المساء في الليل وحتى مطلع الفجر …

زر الذهاب إلى الأعلى