شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

“نصير الدين” عبر إذاعة النور تحفة درامية … تنبهوا إليها! بقلم// جهاد أيوب

 

قدمت إذاعة “النور” المسلسل الإذاعي الدرامي المتميز ” نصير الدين ” عن حياة ودور العالم الإسلامي نصير الدين الطوسي في مرحلة حساسة من تاريخ الأمة أيام همجية المغول، وبطش القائد هولاكو وما فعله بالعلماء والمكتبات حينما قام بغزو بلادنا، وبالاخص المنارة بغداد، وكيف قام نصير بحماية العلماء، ودوره الفاعل في نشر العلوم، وهو الاستاذ الفلكي الشهير في الرياضيات والهندسة حول حركة الأرض والشمس حيث تعلم الغرب من علومه!
العمل إخراج هيسم عمار، وإذ به يقدم ملحمة تاريخية برشاقة انتقاله من حوار إلى حوار بفهم ما يعمل، وبجدية وبراعة إذاعية غاية بالابداع الإذاعي، وتحسب لعالم الدراما الإذاعية التي تعيش الانقراض…عمل وجب التعلم منه والتنبه إليه، وقراءته باتزان، ومخرج ترفع له القبعة احتراماً لجهوده!
هذا الهيسم المسؤول والمدرك لكل ما يقوم به في زمن الدراما التلفزيونية يكاد يكون الوحيد في الإذاعات العربية يقدم الدراما بهذه الحساسية المختلفة لكونه يهتم بكل التفاصيل الواجب من خلالها مخاطبة ذهن وفكر المتلقي ذهنياً، فيتعمد من باب الخبرة والمسؤولية أن يجعل من هكذا نوعية من الأعمال متعة تصور الخيال كصفحة مشاهدة بسبب رشاقته في الحوارات الغنية بالمعلومة خارج اللغة المباشرة، واستخدام الموسيقى التصويرية مع تزاوجها بأداء الممثل عبر إقحام واعتبار ابعاد إيحاءات إيماءات الصوت والنَفَس كجزء اساسي في خدمة البعد الدرامي…وهذا شبه مفقود اليوم، وكان سائداً أيام صناعة الدراما الإذاعية الجادة في “إذاعة لبنان” قبل كل الإذاعات العربية، وحاولت إذاعة “صوت القاهرة” أن تجاريها وتفوقت جداً، وكليهما الآن ابتعدا عن إنتاج تلك الدراما، ولا تزال إذاعة “تونس” تغامر، وأحياناً إذاعة ” الكويت” التي تهتم بذلك ولو قليلاً، وإذاعة “النور” اللبنانية كإذاعة خاصة بين غالبية إذاعات اليوم، وكانت إذاعة ” صوت لبنان” ببدايتها وانتشارها في مشروعها السياسي الواضح آنذاك تهتم بتلك النوعية أيام تفوقها الإذاعي من خلال أعمال كوميدية سياسية تهكمية برع في كتابتها المبدع أنطوان غندور!
كتب ” نصير الدين” للإذاعة الزميل المجتهد عدي الموسوي، وهنا دوره الأساسي وملعبه، يستحق جائزة عن هذا العمل التحفة خارج ما يجتهده في عالم التقديم حيث لا يحسب له وليس ملعبه، هنا لا يغوص بالثرثرة المزعجة، ولا يتعمد تقديم المعرفة بعرض عضلات المعلومة كما في التقديم، هنا في الإعداد الكتابة هو استاذ الجميع، وهناك في التقديم غاية بالإزعاج!
العمل بطولة محمد ابراهيم، وهو الأشطر والابلغ في تجسيد الحالة الموقف الدرامي الإذاعي، وكذلك إلى جانبه مجموعة كبيرة من الممثلين إذ اجتهدوا ضمن رؤية المخرج المختلف، الذي يستحق لقب ” المخرج الإذاعي” وهو المقبل إلى الإذاعة من علوم ودراسة مختلفة، وانسجموا مع النص المكتوب ببراعة فأبدعوا.

زر الذهاب إلى الأعلى