بأقلامنا

يوم التقسيم … يوم حيكت المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني بقلم أبو شريف رباح

30/11/2025

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يقف العالم أمام ذكرى اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم الذي أصبح رمزا للحق الفلسطيني العادل بعد أن تحول من ذكرى تقسيم ظالم إلى يوم تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض.

هذا اليوم لم يبدأ تضامنا مع فلسطين بل بدأ بمؤامرة سياسية استعمارية كبرى حيكت خيوط بأيدي بريطانية – أمريكية لصالح المشروع الصهيوني، المشروع الذي كان يبحث عن موطئ قدم لشعب بلا أرض على حساب شعب عاش على أرضه منذ فجر التاريخ.

ففي الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1917، منحت بريطانيا أرضنا الفلسطينية لليهود الصهاينة، حين قدم وزير خارجيتها آرثر بلفور وعدا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مانحا “أرضا لا يملكها لمن لا يستحقها، وقد مهد هذا الوعد الطريق أمام مخطط استعماري طويل مكن الحركة الصهيونية من الأرض وأقصى الشعب الفلسطيني من أرضه.

ومع اقتراب نهاية الانتداب البريطاني لفلسطين جاء يوم 29 تشرين الثاني 1947 ليشهد المرحلة الثانية من المؤامرة الخبيثة، حين جندت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا نفوذهما السياسي والدبلوماسي والاقتصادي للضغط على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لدعم قرار التقسيم، ومورست الضغوط والتهديدات والإغراءات لتغيير مواقف دول كانت رافضة لقرار التقسيم في واحدة من أكثر عمليات الابتزاز السياسي فجاجة في تاريخ المنظمة الدولية.

ورغم ما نتج عن ذلك القرار من نكبات وتشريد ومجازر وتهجير قسري بحق شعبنا، إلا أن الفلسطينيين، بإصرارهم وصمودهم وتضحياتهم وتمسكهم بهويتهم الوطنية الفلسطينية استطاعوا أن يعيدوا صياغة هذا اليوم، فبعد عقود من الكفاح والنضال أصبح يوم التقسيم نفسه يوما للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليؤكد أن الحق الفلسطيني لا يسقط أمام قوة الاحتلال ولا تمحى عدالته مهما طال الزمن.

إن يوم التقسيم الذي أرادته القوى الاستعمارية محطة لطمس الهوية الفلسطينية تحول بفضل صمود شعبنا وإرادته الثابتة إلى يوم ترفع فيه راية الحق الفلسطيني في كل ساحات العالم، وفي هذا اليوم يجدد الفلسطينيين العهد والقسم ان تبقى فلسطين حاضرة في الوجدان والوعي، وأن الأجيال الفلسطينية ستواصل النضال المشروع حتى ينال شعبنا كامل حقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، فالتاريخ لا يرحم الظالمين والشعوب التي تؤمن بعدالة قضيتها لا تهزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى