استهداف الطواقم الطبية والإنسانية جريمة حرب تستوجب المحاسبة بقلم أبو شريف رباح
31 مارس 2026
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالانتهاكات، تم العثور على جثامين شهداء الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني الذين استُهدفوا بوحشية من قبل جيش الاحتلال. وأسفرت هذه الجريمة المروعة عن استشهاد 15 من العاملين في المجال الإنساني، مما يشكّل دليلًا حيًا على الاستهداف الممنهج الذي يمارسه الاحتلال ضد الطواقم الطبية والإنسانية، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
لم يعد الشجب والاستنكار كافيًا، فالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى جانب المؤسسات الإنسانية والمجتمع الدولي، عبّروا عن أسفهم وغضبهم لهذه الجريمة البشعة، إلا أن ذلك لا يوقف القتل والتدمير والإبادة الجماعية وعليه، يجب اتخاذ خطوات فعلية وعملية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي والإغاثي، مثل الدفاع المدني والهلال الأحمر وموظفي وكالة الأونروا.
إن فظاعة هذه الجرائم تفرض على المجتمع الدولي، والصليب الأحمر الدولي، والهيئات الصحية العربية والإسلامية والعالمية، تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية واتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي وضمان عدم إفلاته من العقاب.
ورغم محاولة جيش الاحتلال تبرير جريمته بالزعم أنه استهدف مركبات اقتربت من قواته بطريقة “مشبوهة” وتقل مقاومين فلسطينيين، إلا أن هذه الادعاءات عارية عن الصحة تمامًا. فمركبات الدفاع المدني والهلال والصليب الأحمر معروفة ومميزة، ولا يمكن الخلط بينها وبين المركبات الأخرى، ما يؤكد أن استهدافها كان متعمدًا وبسبق الإصرار والترصد.
هذه الجريمة ليست مجرد انتهاك، بل هي جريمة حرب موثقة، حيث تم انتشال بعض الشهداء وهم مقيدو الأيدي، في حين كان أحدهم مقطوع الرأس، ما يكشف حجم الوحشية التي تعرضوا لها. كما أن جيش الاحتلال تعمد إطلاق الرصاص على رؤوس وصدور الشهداء قبل دفنهم في حفرة بعمق ثلاثة أمتار لإخفاء معالم الجريمة.
المطلوب اليوم ليس مجرد الإدانة، بل تحرك دولي عاجل لتحقيق سريع مع الضباط والجنود المشاركين في الجريمة، ومحاسبة القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أمام المحاكم الدولية. كما يجب العمل على توفير الحماية للطواقم الطبية والدفاع المدني، لضمان وصولهم إلى الأماكن المستهدفة لأداء عملهم الإنساني في إنقاذ المصابين.
