بأقلامنا

فرصة ثمينة أهدرها خصوم المقاومة ..وربحها وليد جنبلاط! (واصف عواضة)

كتب واصف عواضة –الحوارنيوز

 

ثمة مثال شعبي يتداوله العامة في المُلِمات يقول:”عندما تقع البقرة يكثر الذباحون”.

هكذا فعل ويفعل بعض خصوم المقاومة في لبنان والعالم العربي،إما عن حقد دفين، أو عن رهان موعود، أو عن غباء موصوف وموصول بتبعية مزمنة.

كانت فرصة ثمينة لهؤلاء أن يُظهروا شهامتَهم وفروسيتَهم في هذه المرحلة ،على الأقل تجاه طائفة يجري ذبحُها وتدميرُ حاضرها وماضيها،وإن اختلفوا في السياسة مع حزبها ومقاومته.

كانت فرصة ثمينة لهؤلاء أن يراعو انكسار هذه الطائفة باستشهاد سيدها،سيد المقاومة وبعض قادتها،على الأقل بتقديم العزاء ،وليس بالشماتة ورفع العقيرة بدعوة المقاومة إلى الاستسلام ،بما يعنيه من إذلال لطائفة كريمة صرفت خيرة شبابها في الدفاع عن كرامتها وكرامة البلد .

كانت فرصة ثمينة لهؤلاء أن يخرجوا من معاقلهم لتطييب خواطر الناس الذين تشردوا في فيافي البلد،ومسح دموعهم واحتضان أطفالهم وشيوخهم بالكلمة الطيبة ،بدل التحريض والتجييش على المقاومة،وإفلات “الكتبة الفريسيين” في الإعلام ووسائل التواصل للنيل منها ومن بيئتها.. وبدل اجتماع معراب الذي شكل طعنة في الصميم لهؤلاء الناس.

ويُشكر الناس الطيبون في كل المناطق ومن كل الطوائف، الذين مارسوا هذا الدور الأخلاقي عمن يزعمون أنهم قياداتهم، فاحتضنوا الناس في بيوتهم ومؤسساتهم ،وهم كثر والحمد الله.

ربما لن يكون الحزب بعد الحرب على ما كان عليه قبلها. قد يخرج منتصرا أو مهزوما،أو بين ما بين.وبالتأكيد سيُجري مراجعة دقيقة لما كان وما سيكون. لكن في كل الأحوال، الطائفة الشيعية باقية على الرغم من الجراح الفاغرة التي أصابتها،ولن تكون ذليلة لأحد ،ولن تركع إلا لله عز وجل ،بجنوبها المكلوم، وبقاعها الأبي وضاحيتها الشماء، وكل فرد فيها ،مقيما كان أم منتشرا في بلاد الإغتراب.

كانت فرصة ثمينة لخصوم المقاومة أهدرها وضيّعها الحقد والرهانات والغباء..وحده وليد جنبلاط عرف كيف يلتقط الفرصة ، فربح الرهان وأثبت أنه في الملمات،يكون رجل المراحل الصعبة. وسيكتب التاريخ للطائفة الدرزية الكريمة ،بسياسييها ومشايخها وأبنائها أنها كانت على مستوى هذه المرحلة الصعبة ،أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا.

كانت فرصة ثمينة لخصوم المقاومة أن يلهجوا أنفاس القمة الروحية التي انعقدت في بكركي، حيث أثبتت العائلات الروحية أنها على مستوى الحدث الكبير الذي يشهده البلد، فأدانت العدوان واحتضنت النازحين ودعت لوقف فوري للنار.

كان يمكن للبنان ان يكون غده افضل واحسن واجمل وارقى ، لو ان خصوم المقاومة اظهروا فروسية وشهامة في هذه الظروف القاهرة،لكن يبدو ان الاعوجاج سمة من سماة السياسة في هذا البلد الذي يصعب ان يصلح له حال.

وفي الخلاصة،سوف تتوقف الحرب غدا أو بعده أو بعد بعده، ولكن للأسف لن يتغير لبنان،ما دامت فيه شريحة سياسية لا تنظر أبعد من أنوفها . وأخشى ما نخشاه أن تتغير الطائفة الشيعية بعد هذه المعاناة، فترسم مستقبلها على أحقاد الغير، بعد أن كان حلمها الوحيد أن تكون شريكة كريمة في هذا الوطن..والله المستعان!

زر الذهاب إلى الأعلى