اين نحن من الصراع اليوم ومواحهة العدوان الإسرائيلي واي دور لنا؟ \ قاسم قصير
منذ حوالي الشهر واسبوع تقريبا بدا العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان من خلال عملية البيجر واللاسلكي وصولا لاغتيال القيادات والبدء بعمليات القصف والتدمير لكل القرى والمدن اللبنانية وتهجير حوالي مليون وخمسمائة مائة الف مواطن لبناني وتخلل ذلك عمليات اغتيال وصولا لخطف المواطن اللبناني عماد امهز.
وحاول العدو الإسرائيلي التقدم لاحتلال اراضي لبنانية على الحدود فلم يحقق سوى تقدم محدود لكنه عمد الى تدمير معظم القرى الحدودية.
فاين نحن من الصراع اليوم والى اين تتجه الاوضاع وما هو دورنا كلبنانيين ؟
من الواضح ان العدو الإسرائيلي مستمر في عدوانه وان كانت الانتخابات الرئاسية الأميركية قد تدخلنا في مرحلة جديدة على صعيد الدور الاميركي اضافة لقيام ايران بالرد على إسرائيل وهذا قد يؤدي الى المزيد من التصعيد في المنطقة كلها.
لكن رغم قوة العدوان وما حققه العدو من بعض الإنجازات الامنية والعسكرية والضربات التي تلقتها المقاومة وحجم الضغط الكبير على الجبهة الداخلية عبر قضية النازحين والاغتيالات ومحاولات اثارة الفتنة وتحقيق انجازات سياسية تعطي العدو الإسرائيلي بعض مطالبه التي فشل في تحقيقها عسكريا ، فان المقاومة لا تزال قوية ومستمرة في القتال وتوجه للعدو ضربات قاسية وهذا ما جعل قادته العسكريين يطالبون بانهاء العملية العسكرية.
نحن لا زلنا في قلب المعركة وكل الاحتمالات واردة وان كان صمود المقاومة والشعب اللبناني وعدم الرضوخ للمطالب الإسرائيلية والأميركية سيشكل نقطة مهمة في الاسراع بانهاء العدوان .
وبانتظار وضوح الرؤية وافق المرحلة المقبلة فان مسؤوليتنا يجب ان تتركز على النقاط التالية:
اولا : تعزيز الوحدة الوطنية وعدم الانجرار الى اية سجالات او صراعات داخلية حاليا واستيعاب كل محاولات اثارة الفتنة .
ثانيا: زيادة الاهتمام بملف النازحين عبر كل المستويات وخصوصا وان موسم الشتاء قد بدا والعمل من اجل تأمين كل ما امكن لهم ومراعاة اوضاع المناطق اللبنانية.
ثالثا : التاكيد على اهمية دعم المقاومة بكافة الأشكال ودعوة كل اللبنانيين لدعم المقاومة لانها الخيار الوحيد لوقف العدوان حاليا مع تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية مع كل الدول العربية والإسلامية والجهات الدولية .
رابعا : تعزيز الحوار الداخلي الايجابي من اجل معالجة الازمات الداخلية واعادة بناء المؤسسات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة عندما يتوقف العدوان والعمل من اجل عقد حوار وطني شامل بعد ذلك حول الاستراتيجية الدفاعية وكيفية مواجهة العدو الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية ودور لبنان في المرحلة المقبلة.
خامسا : التركيز على حقيقة المشروع الإسرائيلي في لبنان وفلسطين والمنطقة كلها والمخاطر التي يفرضها هذا المشروع اليوم وغدا والنقاش المعمق حول ذلك انطلاقا من كل الادبيات والافكار التي طرحها كبار المفكرين اللبنانيين والعرب حول هذا المشروع .
نحن اليوم امام عدوان كبير ويجب الابتعاد عن كل الخلافات الداخلية والتركيز على العدو الإسرائيلي وفتح الحوار الهادىء بعيدا عن العصبيات والحزبيات والسجالات او اطلاق المواقف المتسرعة او الحادة ولا بد من الاشادة بكل المواقف الوطنية والجهود التي تبذل لاحتضان النازحين وقطع الطريق على كل من ان يعمل لاثارة الفتنة .