بأقلامنا

خارطة ضربة ايران السياسية بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ١٤ / ٤ / ٢٠٢٤ م.

 

عشرة ايام من التهديدات المتبادلة لاعادة توازن الردع ضمن قواعد الاشتباك في معركة غزة من خلال تنسيق ايراني عربي مباشر وغير مباشر مع الاميركي لرسم خارطة سياسية امنية عسكرية تضع فيها حد لتجاوزات الكيان من خارج الامر الواقع لادارة الصراع…

لذلك اتت الضربة الايرانية ضمن حسابات دقيقة ومن خلال تفاهمات اقليمية ودولية لاعادة ترتيب ملفات معركة غزة تحت سقف الصبر الاستراتيجي المعطل لخطة نتنياهو وحكومته في توسيع المواجهة والتي تخدم الكيان لخروجه من مخلفات معركة غزة والتي اصابت الكيان زلزالها في الصميم وما يسمى دولته العميقة في الداخل والخارج وفي شتى الاتجاهات (عسكري امني اقتصادي اعلامي اجتماعي وديموغرافي) ومن مطالبات دولية مؤسساتية وحقوقية ودعائية تكنولوجية وكراهية احتضان عالمي وانقسام دولي…

هي ضربة باطنها سياسي بالمطلق وظاهرها عسكري أني، مما يودي الى لملمة ملفات المنطقة ورسم خارطة سياسية تجعل من الكيان مكشوفا امام التخبط والضعف والوهن في حال تفرده والخروج من عباءة الاميركي بشكل خاص وعدم الانصياع للمجتمع الدولي ومؤسساته والرأي العام بشكل عام…

من هنا ما حصل في سياق المواجهة له تاثيرات كبيرة جدا على اعادة دور الاميركي وقراره في الضغط بشكل قوي على نتنياهو بعد تمرد الاخير على اسياده اولا وحاجة الكيان الملحة له ثانيا والتي لا يمكن ان يتجاوزها منفردا في ظل الصراع القائم…

لذلك الضربة اتت سريعة ومحدوة جدا وغير مفتوحة من خلال طبيعة تحديد الاهداف كما ونوعا وحيثية وانية وكيفية، مما يفرض على الكيان اي امكانية للرد من خلال تفاهمات معلنة وغير معلنة حصلت مسبقا بتنسيق غير مباشر مع الاميركي يستطيع تحمل وهضم الضربة…

لذلك ضربة ايران هي في سياق اعتباري في الرد الانتقامي كرسالة موجهة لكل العالم انها حاضرة للانتقال من معركة ومواجهة الى ساحة حرب وبشكل مباشر في صراعه مع الكيان…

لذا الضربة اقتصرت على جانب معنوي واثر نفسي واقتصادي وضمن القلق والتوتر والاستنزاف والتضييق وشد الخناق على الكيان للوصول الى وقف اطلاق النار وانهاء معركة غزة…

التقييم للضربة يؤكد مدى مفاعيلها الكبيرة على المنطقة والعالم الاوروبي المجاور لها ودور الاخير في المواجهة في دعمه المطلق للكيان ومشاركته المباشرة من ارسال اسلحة و من خدمات امنية وعسكرية وغيرها الكثير، والتي بدأت من باب المندب والبحر الاحمر الى مضيق هرمز مع امكانية التوسع الى مضيق جبل طارق واكثر الى حرب مضائق وبحار، وهذا سيدخل العالم بأجمله في ازمات ضخمة ومهولة(نفطيو وطاقة وغذائية وغيرها) مما يضع الاوروبي والعربي قبل غيرهم امام واقع لا يستطيع احد تحمله من الشعوب ودولها…

خلاصة؛ ما حصل من جولة الليلة يسرع لوقف اطلاق النار وانهاء معركة غزة واقتراب نهاية نتناهو وحكومته سياسيا، ورسم خارطة سياسية تهدف لتطوير وتقدم العلاقات العربية الايرانية، يترجم في اليمن اولا ولبنان ثانيا ثم العراق فسوريا، وايضا يعيد صياغة التفاهمات الاميركية الايرانية الغير مباشرة في شأن الصراع بينهما للوصول حل مبدئي جزئي يعيد المنطقة الى الهدوء والاستقرار، والذي سيعكس بشكل ايجابي مباشر على العلاقات الايرانية الاوروبية وايجاد مخرج ومنفذ في معركة غزة…

ما حصل يؤكد دور ايران الرئيسي المنفرد ودورها المتفرد في المواجهة والمعركة والحرب والصراع وهذا ما عزز وجودها الاقليمي والدولي اكثر فاكثر في الحل والحرب والسلم…

هي ضربة الصبر الاستراتيجي للسياسة الاستراتيجية والاستنزاف ومعادلة الردع والتوازن والحل الاستراتيجي، هو زئبق عقل ايران الاستراتيجي…

وثان

زر الذهاب إلى الأعلى