بأقلامنا

عدت اليوم بقصه جديدة عن أسير قضى ربيع عمره بالأسر بقلم الكاتبه ميادة كيلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدت اليوم بقصه جديدة عن أسير قضى ربيع عمره بالأسر ورحل بصمت رهيب يحمل بين الثنايا حلم صغير لكن ظلم الاحتلال حرمه حلمه وأبعده عن تراب الوطن حضن الأم عذاب لكل شهيد يأسر جسده أو يدفن خارج الوطن.أنه الأسير الشهيد سامي أبو دياك رحمه الله .ولد سامي بتاريخ 26…4…1982 بمدينة سيله الظهر بجنين.

تميز سامي بين رفاقه أثناء طفولته وأيضا أثناء دراسته كان متميز بدراسته وشهادته.درس سامي بمدرسة البلدة وقد كان من خيرة الطلاب أدبا وعلما و وطنيا ،كان يشارك بالمسيرات  الطلابيه من أجل القدس كيف لا وفلسطين والقدس عشقنا،هذا العمل أزعج الاحتلال الظالم في سنة 2002 تم محاصرة البلدة ومحاصرة سامي ومجموعة شباب وقد دارت معركة شرسه قاوم بها الابطال جيش الإحتلال وكتيبة مدججه بالسلاح والدبابات..فقد استشهد خلال الإقتحام رفيق دربه عامر حنتولي وبشار حنتولي وتم اعتقال سامي وكان مصاب بالرأس والرجل اليمنى وتم نقل سامي بطائرة خاصه ولم يعرف مصيره لعدة شهور،ولم تخرج الرصاصه من رجله وظل يعاني من وجودها حتى إستشهاده فكم من أسير وأسيرة بجسدهم رصاص ما زال يعيش معهم بألم ومرار وعذاب البرد والحر بسجون الظلم ….

بعد أن تماثل للشفاء نقل للتحقيق معه لمدة 93 يومًا وتعرض لأشرس أنواع العذاب بالتحقيق فقد ذاق عذاب الجسدي والمعنوي ، وقتها كانت الانتفاضه قد بدأت .

وقد حكم عليه بثلاث مؤبدات و30سنه كل مؤبد ب99سنه لكل قتيل للإحتلال مؤبد .و اتُّهِمَ بعمليات ضد محتل أرضنا وغاصب قدسنا وحيازت سلاح وهذا شرف لنا لا نستحي منه بل نكبر به ونفتخر بهذا البطل.

بعدها خلال فترة أعتقاله التي دامت لمدة ١٥ عامًا، تميز بحسن خلقه ومحبوب لجميع الأسرى وكان أخوه سامر أسير معه.

بعد ١٥سنه من الأسر أصيب بوجع في البطن فقدمت له العيادة مسكن فقط لا يعرف نوعه اي مرض لا يعطي علاج فقط مسكن هكذا حال الاسرى المرضى ،بعد مرور عام على وجعه أُطرح أرضًا مغمًا عليه فقد نقل لمستشفى سوركا الإسرائيلي وتم أجراء عملية جراحيه في الأمعاء ،بعد العملية مباشرة أعيد للسجن الرملة دون رعاية صحية او أهتمام فهذا لا يعنيهم فلا قيمة للإنسان لديهم ،بعدها أصيب بتعفن بالأمعاء نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له وقد أجريت له بعدها ستة عمليات وأصيب بغيبوبة لمدة شهر ولم يسمح لأخيه سامر بزيارته حتى قام بعمل أضراب عن الطعام عندها وافق الإحتلال الظالم وسمح له بزيارته وهو مكبل اليدين والرجلين لمدة ربع ساعه ومعه كتيبه جنود أهنالك ظلم أكثر من هذا .

بعد أن استيقظ من غيبوبته وهذا كان تحدي للسجان والأحتلال فإرادته صلبه لأنه قد أُعلن إستشهاده لكن الله خيب ظنهم وأعاد الأمل للأسرى ،خلال وجوده بعيادة سجن الرملة مع أخيه سامر ووجود الأسير أحمد أبو خضر لخدمته وخدمة الأسرى المرضى وهم الأسير بسام السائح وفارس بارود الذين استشهدوا وهو متواجد وقتها بعيادة الرملة لكن أرادته الفولاذية وإرادة الحياة كانت أقوى عنده.

لكن لم يستمر طويلا هذا الصمود ولم يتحمل جسمه المقاومة فقد كان جسده وجسد الأسرى حقل تجارب لأطباء الأحتلال كيف لا والشعب الفلسطيني حقول تجارب للأسلحه وكل شيء. عندما وصل خبر مرضه لأمه صرخت وقالت..لقد كنت بزيارته ولم يكن يبدو عليه اي مرض او تعب كان سعيدًا جدًا وبعد مخادرتي ووصولي للبيت اتصل بي ليطمئن على سلامتي ،عندها تأكدت ان أبني قتل بدم بارد بيد مغول العصر ولن أسكت عن حقه حتى أحاسب من كان السبب في موته.

رسالته الأخيرة ….قبل أن يغادر الدنيا ويرحل للسماء أمنية كل أسير على فراش المرض بين الحياة والموت أمنية أخيرة كتبها وهي  أن يخرج من السجن ولو لساعه واحدة وبعدها يستشهد في حضن أمه لكن حرم من آخر أمنية فالمحكوم بالإعدام تُلبى أمنيته ويسأل عن آخر أمنية كيف لا وهو يودع الدنيا.

أما أمه فقد سمح لها بزيارته لدقائق فقط ،وكانت أمنيتها  أن لا يأتيها بكيس أسود بل أن يرحل بين ذراعيها لتدفأه وتشعره بالحنان والأمان يا لظلم القدر من أحتلال حقير جبان كيف لهذا المريض أن يقاوم لكن هذا عقاب لكسر الإرادة لا وألف لا لن تكسر الأرادة فحب الأرض لنا عبادة وعشق الأقصى بأرواحنا نسجناه حتى الشهادة.

تتحدث أمه بمرار وتقول ..خلال علاجه بسجن الرملة كانت طواقم الأطباء تقدم دواء لا تعرف هويته قد سمحت الحكومة الإسرائيلية للأطباء بتجريب أنواع من الأدوية على الأسرى الفلسطينين وهو مقيد اليدين والرجلين ،كيف لا وقد رحل قبل كثر بنفس المرض وهذا يجعلنا نتسأل أين حقوق الأسير ومنظمات حقوق الإنسان أم أننا ليسنا من هذا العالم .

بعد استشهاده خاضت العائلة معركة تسليمه ودفنه وهنا جاءت الصدمة فقد أبعد الجسد لأرض الأحباب والأشقاء الأردن ودفن هنالك وحققت امه حلمها بحضنه بين ذراعيها لكن وهو جسد بلا روح وقالت له سأحل لك قريبا  .

وقد حدثتني وقالت أمنيتي أن أرحل له لثواني كي أحضنه وأحقق امنيته.

سامي كان بطل من الأبطال فمن مثلك سامي ومن سيرحل بعدك أيها الأسد.

صبرا أم سامي فالطريق طويل ودربك طويل وسامر بانتظارك وانتظار حضنك فاصمدي خنساء جنين.

أود أن أشير أن لا يحق للأم والأب أن يحضنوا أبناؤهم إلا بعد الخمسين فكم واحد عذب بهذا القرار رحمتك ربي بأسرانا ورحمك الله سامي وفك قيد سامر للعلم بعد إستشهاد سامي تم إعتقال الأخ الصغير هل هنالك ظلم أكثر من هذا رحمتك ربي بأسرانا…..

الى اللقاء بقصة أخرى وربما قصة سامر أخ سامي فانتظروني قريباً……

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته….

بقلم……

ميادة كيلاني…..

زر الذهاب إلى الأعلى