شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

في زمن التهافت والخضوع تحية الى روح حكيم الثورة (جورج حبش) .

في زمن التهافت والخضوع تحية الى روح حكيم الثورة (جورج حبش) .

المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – لبنان

في زمن تهافت القيادات الخانعة والذليلة،وخضوع انظمة التطبيع مع الكيان الغاصب،تحضرنا ذكرى قائد فذ وشجاع ومقدام، وصاحب رؤيا استراتيجية، وملهم للنضال والثبات على الحق الذي لا يجوز التنازل عنه، او التفريط به.
هي ذكرى غياب حكيم الثورة الفلسطينية، ابن العائلة الفلسطينية التي ارسلته لدراسة الطب في الجامعة الاميركية في بيروت، وتخرج طبيباً اوائل الخمسينيات من القرن الماضي،؛ وكان بامكانه ان ينصرف لتحقيق احلامه وطموحاته الشخصية، ولكنه رفض ذلك، وكرَّسَ حياته من اجل شعبه وقضيته المقدسة. هذا الشعب الذي اقتلع من ارضه ومدنه وقراه قسراً وبالعنف ، جرَّاء المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الآمنين والعزل من الشيوخ والنساء والاطفال، لانه كان مقتنعاً بان الانسان الفرد مهما حقق من طموحات شخصية لا يساوي شيئا اذا لم يكن منتمياً لوطن.
وهكذا عمل الحكيم مع ثلة من المناضلين لتاسيس حركة القوميين العرب اوائل الخمسينيات من القرن الماضي، لانه كان يؤمن بالقومية العربية التقدمية، وتلاقت هذه الدعوة مع ثورة يوليو المجيدة بقيادة القائد الخالد جمال عبد الناصر. لقد كان لحركة القوميين العرب دوراً وتأثيراً كبيراً في صفوف الجماهير العربية التي آمنت بالمد الناصري للتحرر من التبعية والاستعمار والصهيونية.
وعلى الرغم من هزيمة العام ١٩٦٧،فقد تابع الحكيم ورفاقه في قيادة حركة القوميين العرب المسيرة،من خلال تبني فكر الاشتراكية العلمية متاثرين بانجازات الثورة الكوبية، وهكذا استمرت المسيرة حاملة راية الكفاح المسلح باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،وعلى الساحة العربية باسم حزب العمل الاشتراكي العربي ،في لبنان والعديد من الاقطار العربية، من اجل بناء الحزب الثوري العربي وقيادة نضال الجماهير العربية.
كان لنادي التضامن في صور ومناضليه مكانة خاصة لدى الحكيم ورفاقه،كيف لا، والنادي اصبح منذ اوائل الخمسينيات من القرن الماضي معقلاً لقيادة حركة القوميين العرب في صور ومنطقتها، بقيادة المناضل محمد الزيات ورفاقه، وصولاً الى اطلاق الانتفاضة الشعبية عام ١٩٥٨،رفضاً لمحاولة الحكم اللبناني برئاسة كميل شمعون ربط لبنان بالاحلاف الاستعمارية.
ونذكر جيداً ان الحكيم زار مقر النادي عدة مرات اواسط الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والتقى المناضلين والاهالي والنقابيين وكذلك التقى المقاتلين في قواعدهم المواجهة للعدو الصهيوني.
لقد شرفني التعرف اليه من خلال العمل النضالي الذي كان يربط نضالنا المشترك ما بين الفرعين اللبناني والفلسطيني.
كان شخصاً مميزاً في قربه من الناس البسطاء، متواضع، يستمع الى الكبير والصغير، وكان يردد امام الرفاق، (ايها الرفاق اياكم والغرور فهو قاتل..).
ومن اقواله المأثورة: (لكي نسلك طريق الانتصار يجب ان نعرف عدونا جيداً، لكي نستعد لمواجهته بكل ما نملك.)
كان الحكيم يؤمن ايماناً راسخاً بان تحرير فلسطين لا يمكن ان يتم ويكتمل الا من خلال دعم حركة التحرر العربية والتحالف مع كافة قوى التحرر في العالم التي تؤمن بأحقية نضال الشعب الفلسطيني.
هذا الشعب الذي قَدَّمَ منذ ثورة ١٩٣٦، وحتى اليوم آلاف الشهداء قد سئم من ممارسات القيادات المتخاذلة، ومن عقم وعود الانظمة العربية، وخاصة بعد فضيحة السلاح الفاسد لجيش الانقاذ العربي عام ١٩٤٨.
كما آمن الحكيم ورفاقه بان الصراع مع العدو الصهيوني يحتاج لارادة صلبة وقوية، وان ادعاءات المستسلمين بأن الاجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني سوف تنسى القضية، ما هي الا ادعاءات باطلة، وهذا ما تؤكده الاحداث الجارية اليوم على ارض فلسطين، في غزة والضفة، ونابلس وجنين والقدس وكل الارض الفلسطينية المحتلة.
ان العصب الاساسي الان لهذه العمليات البطولية هم الشباب من ابناء العشرينات وماقبلها.
فالاجيال الشابة هي اكثر اصراراً والتزاماً وثباتاً على نهج المقاومة والكفاح، وهدا ما يؤكد صحة بعد الرؤيا لدى قيادة الحكيم ورفاقه من ايمان بحتمية استمرار النضال وصولاً لتحقيق الانتصار..

وغداة الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان في منتصف آذار ١٩٧٨،دعم الحكيم وقيادة الجبهة مبادرة حزب العمل الاشتراكي العربي في الدعوة لتاسيس جبهة المقاومة الشعبية لتحرير الجنوب من الاحتلال والفاشية.
وعقب الاجتياح الصهيوني للبنان وحصار بيروت عام ١٩٨٢، دعم الحكيم مبادرة تاسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية،ولاحقا تابع تصاعد عمليات المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان وتواصل مع قياداتها وصولا الى تحقيق الانسحاب الكامل من الجنوب اللبناني دون قيد او شرط. واعتبر ذلك انجازا عظيما لكل المقاومين على الساحة العربية، وقد ترجم ذلك بتواصله الدائم مع قيادة المقاومة.
فالف تحية للقائد الفذ صاحب الرؤيا البعيدة المدى، والنظرة العلمية لمآل الصراع وحتمية الانتصار على العدو الغاصب، وصولا الى تحقيق هدف تحرير الارض من رجس الاحتلال.
هذا القائد الذي كرس مفهوم عدم التمسك بالمراكز القيادية متى يحين الوقت لتداول المسؤوليات مع رفاق آخرين، لذلك آثر التخلي عن مسؤولية الامانة العامة في الجبهة الشعبية، مفسحا المجال امام قيادات جديدةلتولي المسؤولية، وهاهو الأمين العام للجبهة القائد احمد سعدات يحمل راية الكفاح الصلب و بتحدى السجانين بكل ارادة وعزيمة لا تلين.
فالف تحيةلذكرى القائد المؤسس لهذا النهج الكفاحي الثابت والراسخ ولكل الشهداء والاسرى و رفاق الدرب الذين يتابعون مسيرة النضال والتحري.
. والنصر دائما حليف المناضلين الصادقين والمخلصين لقضايا شعبهم.

رئيس جمعية التضامن الثقافية_الاجتماعية _صور. يوسف خضرا .

زر الذهاب إلى الأعلى