شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

من قال أننا بخير.. بقلم ازدهار السعدي

نحن نصارع داخلنا كل يوم، نسيطر على صراخنا، دمعاتنا، كلماتنا، نصارع كل شيء لوحدنا، نصارع ضغط العمل، ضجيج العائلة، مشاكل الأصدقاء، تدلل العلاقات، انطفاء ملامحنا، آلام أجسادنا، تعكر أرواحنا، تدهور نومنا، نصارع ولا نقول.. نقول بخير، لكن هذا لايعني اننا مستعدون لحزن جديد..

لم يعد شيء كما كان وما عاد شيء على حاله، تغيرت القلوب كثيراً وتبدلت معها المشاعر، تلاشت الوعود والأمنيات، ما عادت الضحكات من القلب، لمسة اليد الدافئة أصبحت باردة خالية من الحب و الود، ما عادت الرسائل كما كانت أصبحت قصيرة خالية من المشاعر، صورنا القديمة التي التقطناها أصبحت باهتة برحيل من كانوا معنا فيها، ما عاد شيء كما كان، كل شيء صار بلا معنى بمذاق علقم أو دون مذاق أيضاً.. تغير كل شيء وتغيّرنا كثيراً، رغم تقارب البيوت تباعدت القلوب، كأننا نعيش في زمان لا يوجد فيه أحياء.. الجميع فيه يعاني ضيق وحزن وخذلان..

مهما كانت قدرتك على التجاوز، مهما كانت قدرتك على التسامح، ثمة كلمات تبقى عالقة، راسخة في ذاكرتك، ما إن تتذكرها حتى تشعر بنفس الآلام وكأنك تسمعها لأول مرة..

نحن لا نتغير، مشاعرنا تبقى ثابتة.. ما يتغير مع الوقت هو طاقة التحمل لدينا.. القدرة على المحاولة، على الاستمرار، على الكلام ،وحتى على الصمت.. وهكذا تدور العلاقات وتتبدل، لتهدأ وتجد مكان استقرارها فتتوقف حيث وجدت فيه الأمان.. الأمان قبل أي شي..

زر الذهاب إلى الأعلى