بأقلامنا

عبد القادر الهدهود في ليالي الكويت الحضور الجميل بقلم// جهاد أيوب

 

لأسباب شخصية وصحية ابتعدت عن متابعة العديد من البرامج، ومنها السهرة الكويتية #ليالي_الكويت، واليوم، وعن طريق الصدفة لمحت بسرعة ديكوراً جميلاً، قررت أن اشبع بصري أكثر في زمن القحط الجمالي، وغزارة البشاعة في فضائياتنا، وكثافة الحوارات السياسية الحاقدة والثرثارة، وإذ بالذاكرة تسعد لوجود صوت منذ كان صغيراً لفتني في الكويت، وساندته في بداياته، وهذا دورنا وواجبنا بحق موهبة واضحة .
تعلم أصول الغناء والعزف والموسيقى، ثقف صوته وموهبته، وانتشر باحترام واقتدار، إنه الفنان عبد القادر الهدهود.
منذ زمن لم أشاهده، ولم اتابعه، ولم اعد اسمعه إلا ما تيسر وبسرعة، وبالتأكيد السبب انتقالي من الكويت إلى أكثر من بلد عربي وإلى موطني لبنان.
هذا لا يبرر الغياب عن موهبة جادة، ولكن ظروف الحياة الكتابة الفكر تتطلب مشاغل مختلفة ومغايرة، واليوم، وعبر شاشة تلفزيون الكويت، وضمن حلقة سهرة الخميس من برنامج “لياليالكويت” جاءت “ليلةالهدهود” ولو متأخرة ، نعم وأنا رافقته منذ بداية البدايات، تابعته بمحبة، وعلى أمل أن يصل بثقة، وإذ الصوت أكثر جمالاً وتعبيراً، ومرونة ومشبعاً بالأداء الذكي، لا يغامر بقدر تأدية ما رسمه اللحن، ولا يرتجل مع إني اطالبه بالارتجال خلال وصلته الغنائية، ربما ذهابه إلى التدريس الموسيقي، جعله يغرق بالأكاديمية، لذلك رسم الأداء الغنائي ضمن واحد زائد واحد، هذا يصلح في الاستديو، أما في الغناء المفتوح فيتطلب الارتجال، والانتقال بمنهجية اللحظة إلى تأدية النغم كما تشتهيه الحالة…وهو، وبهذا التمكن يقدر أن يتألق كما يرغب!
ألحانه مشبعة بالتراث الكويت والنغمة الخليجية، جملته صحيحة تدخل القلب قبل السمع، ونحفظها بسرعة، لا بل أنا شخصياً رددت كل ما قام بغنائه في السهرة، رغم سماعي ما غناه لأول مرة!
يؤدي بروح الشباب، جملته الشعرية التي اختارها تشبه ما يتطلبه شباب اليوم وحتى الجيل الذي سبق، ومن الواضح هو يشارك في كتابة القصيدة، أو يعطي الفكرة كي تتبلور شعراً، وهذا يزيده نجاحاً إذا قرر عدم الانزواء، والاكتفاء بالتلحين لغيره، والانشغال بالتدريس وهموم الحياة بعيداً عن الاهتمام بفنه بصوته بغنائه!
حضوره محبب، وجميل رغم وزنه الزائد حيث أعاق حركته وابتسامته، ومع الزمن سيضعف نفسه، وهذا سيربك مساحة الصوت…
ظهر الهدهود مثقفاً بعالمه، وبالتعامل مع زملاء الفن، وصريحاً، ولكنه لا يجرح، وحراً، ولكنه مجامل، ومزاجيته القديمة، وكم حذرت منها لا تزال متربعة عنده مع إنه يعترف بها، ووجب التخلص منها وفوراً، كما وجب أن يقف أمام مرآته ليشاهد وزنه الزائد، وهذا الوزن ليس في مكانه، لا بل يزعج طلته على المسرح، كما ازعجنا بصرياً ونحن نتابعه على الشاشة…سارع يا الهدهود بالريجيم ما دام العمر شباب قبل فوات الاوان!
البرنامج في ديكوره الجديد جميل بصرياً، وأعطى مساحة كي تتحرك كاميرات المخرج بارتياح، وبشطارة التنوع اللقطة إذا تنبهوا لهذه النقطة، لا أن يأخذ زاوية فقيرة ومزعجة للفرقة كما حال حلقة اليوم!
غلب على الحلقة المجاملات، وتحديداً من الزميل محمد الوسمي، ورغم أنه أخطأ بإسمي، أنا هنا أقول اسمه بكل وضوح!
كثرة المجاملات تضعف الحلقة والإعداد والمتابعة، ويكفي المقدمة، ومن ثم معرفة أن استضافة اي فنان هي تحية، وفيها كل المحبة.
الزميل محمد في هذه الحلقة أكثر هضامة، وأكثر رشاقة، واسئلة بسيطة غير متفلسفة، الغاية منها الاستمتاع بصوت وفن الضيف الذي يحب فنه، وللحق تحسب هذه الحلقة حوارياً إلى الوسمي الذي كان متمكناً ولم يتصرف بخوف، ولم أشعر بقلقه الزائد كما السابق في بعض الحلقات، هنا كان مرتاحاً!
حلقة ” ليلة الهدهود” مرت بسحر اللحظة، بطلها الديكور الجميل، والإضاءة المدروسة والضيف الفنان عبد القادر الهدهود، والغناء الأجمل…شكراً ليالي الكويت على هذه الحلقة.

زر الذهاب إلى الأعلى