بأقلامنا

أحكام الحج: الحلقة التاسعة

ويحرُمُ صيدُ الحَرَميْنِ ونباتُهُما على مُحْرِمٍ وَحَلالٍ. وتَزيدُ مكةُ بوجوبِ الفديةِ. فلا فديةَ فى صيدِ حَرَمِ المدينةِ وقَطعِ نباتِهَا. وحَرَمُ المدينَةِ ما بَينَ جَبَلِ عَيْرٍ وَجَبَلِ ثَوْرٍ.

الشرح: أن مِنْ أحكامِ الحرَمَيْنِ الخاصةِ بهما أنه لا يجوزُ قطعُ نباتِهِمَا، أى لا يجوز قطعُ الشجرِ فيهما ولا قلعُهُ ويجوز قلع ما يؤذى لو ترك وأخذ ثمر ونحوه للأكل وكذا لأكل بهيمة.

ولا يجوزُ صيدُ ما فيهما من الصيد، فمن اصطاد فى حرم المدينةِ فعَلَيهِ إثمٌ لكن بلا فدية.

وكذا من قَلَعَ نباتَ المدينَةِ أو وادى وَجٍّ فى الطائفِ لما رُوِىَ عن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فى ذلك.

وأما من اصطادَ صيدَ مكة أو قَلَعَ نباتَ مكة فعليه الإثم وعليه الفديةُ أيضا.

وفديةُ الصيد هى:
ذبحُ واحدٍ من الأنعام الثلاثة الأشبه بالحيوان الذى اصطادَهُ، يذبَحُهُ فِى أرضِ الحرَمِ ويوزعُه لمساكينِ الحرم.

وأما قطعُ الشجرةِ التى فى الحرم:
●فإذا كانت كبيرة ففيها بَدَنَة،
●وإن كانت صغيرةً حَجْمُهَا يُقاربُ سُبُعَ الكبيرة ففيها شاة،
●فإن كانت أصغر من ذلك ففيها القيمة.

🕌ويحسُنُ أن نختِمَ الكلامَ على الحجِ بذكر سُنّـِيَّـةِ زيارةِ قبرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإنها سُنَّـةٌ بالإجماع

روى الدارَقطنىُّ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
“مَنْ زارَ قَبْرِى وَجَبَت لَه شفاعَتِى”،
وهو حديث حَسَنٌ لِغَيْرِهِ.

❌وما ذَكَرَهُ بعض الضالين مِنْ أنَّه يَحْرُمُ إنشاءُ السفر لأجل زيارة القبر فلا عبرة به بل هو مخالفٌ لشرعِ اللهِ عزَّ وجلّ، فإنه أساءَ تفسيرَ حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

“لا تُشَدُّ الرّحَالُ إلا إلى ثلاثَةِ مَسَاجِدَ”، فقال إنه يَحْرُمُ أن يُنْشِئَ الإنسانُ السَفَرَ لزيارَةِ قبرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَخَرَقَ الإجماع بذلك.

✅وإنما معنى الحديثِ أنه لا ينبغى أن يُنشِئَ الإنسانُ سفرا إلى مسجدٍ لأجلٍ أن يُصَلّـِىَ فيه إلا إذا كان أحدَ هذه المساجدِ الثلاثة، وذلكَ لأنَّ الصلاةَ لا يُضاعَفُ ثوابُهَا إلا فى هذه المساجد الثلاثة.

والذى يزيد الأمرَ وضوحًا الروايةُ الأخرى التى رواها أحمدُ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
“لا ينبغِى للمَطِىّ أن تُعْمَلَ لمسجدٍ تُبتَغَى الصلاةُ فيه إلا أن يكونَ أحدَ هذه المساجدَ الثلاثة”

👈🏻فهذه الرواية صريحةٌ فى المراد فلا التفات بعد ذلك لشذوذ هؤلاء الضالين ومن تبعهم فى بدعتهم.

تم والحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى