بأقلامنا

هل يؤدّي الحراك المصري إلى فرملة الاعتداءات الإسرائيلية أم أن المبادرات بمحلٍ ومشروع إسرائيل بمحلٍ آخر؟ كتبت الاعلامية وفاء بيضون في ” اللواء “

هل يؤدّي الحراك المصري إلى فرملة الاعتداءات الإسرائيلية أم أن المبادرات بمحلٍ ومشروع إسرائيل بمحلٍ آخر؟

كتبت الاعلامية وفاء بيضون في ” اللواء ”

في لحظة دقيقة، معطوفة على مشهد التصعيد الإسرائيلي باستمرار اعتداءاته على لبنان من جهة، وادّعاءاته المعكوسة على ما جرى في «بلدة يانوح الجنوبية» وغيرها، وليس انتهاءً «بوادي صديقين – كفرا قضاء صور»، تتفاعل حركة الوفود الأجنبية والعربية، في مسعى من عواصم هذه الدول لإيجاد مسار تسوية للأزمة المفتوحة بين «بيروت وتل أبيب».
من هنا، تأتي زيارات «الموفدين المصريين»، التي بدأت برسم خطوط ووضع أفكار منسقة على المستوى العربي بين «القاهرة والرياض والدوحة»، في إطار ما حمله «مدير المخابرات المصرية حسن رشاد ، وما بحثه بعمق رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام مع نظيره المصري مصطفى مدبولي خلال زيارة الأخير إلى بيروت».
وفي وقت لم تهدأ آلة الحرب الإسرائيلية بشقيها السياسي والعسكري عن التصعيد في جنوب ​لبنان​، والتوعد بتوسيع رقعة الاستهدافات «كمّا ونوعا». وعلى الرغم من ​أن اتفاق وقف إطلاق النار​ أنهى عامه الأول، إلّا أن ما يحمله المشهد من تطورات يشي بإبقاء الوضع على حال المراوحة في دائرة التوتر، مع فرضية الانزلاق إلى «الحرب الواسعة بفعل إصرار إسرائيل على التفاوض تحت النار مستفيدة من الغطاء الأميركي».
تقول المصادر المتابعة: لم تكن التطورات الميدانية معزولة عن سياق التحركات الدبلوماسية، ولا مجرد تفصيل ميداني بقدر ما هو مرتبط بالأجندة الإسرائيلية وخريطة طريق «بنيامين نتنياهو الشرق أوسطية ومنها لبنان وسوريا»، بما يشكّل مدخلاً يستطلع طبيعة المرحلة التي يمرّ بها لبنان.
تتابع المصادر: «من هنا يمكن فهم ما يتقاطع من مسارات للتفاوض السياسي، وهو ما يفسر كثافة الحراك الدبلوماسي، وعودة دور ​القاهرة ​إلى الواجهة، انطلاقا مما بدأته إلى لحظة زيارة رئيس الوزراء المصري​ بيروت على رأس وفد وزاري، ولقائه الرؤساء الثلاثة لتحضير فعلي لسيناريوهات يتمركز في صلب حراكها لبنان.
القاهرة حملت في جعبة موفديها تطويرا لمبادرتها تتمحور بضرورة أن ينهي لبنان المرحلة الأولى من «حصر السلاح جنوب الليطاني»، لنزع فتيل «الذرائع الإسرائيلية»، على أن يبنى بعد ذلك على المراحل الأخرى، خاصة وأن «مبادرة القاهرة» كانت تقوم على «التجريد جنوب النهر والتجميد في شماله»، ليرتبط ذلك مع خطوات غير محسومة النتائج فيما يتعلق بالخطوات التي يجب أن تقوم بها «إسرائيل»، لا سيما وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط الخمس المحتلة».
تتابع المصادر؛ «ان المعادلة التي تحكم الذهنية الإسرائيلية تقوم على ثنائية التفاوض بلا التزام، والاستعداد العسكري بلا إعلان حرب، وفي كلا الحالتين، تبقى النار فوق التفاوض، بدل التفاوض تحت النار، في رفض واضح لمبدأ هدنة المفاوضات الذي يرفعه البعض، ومنهم مصر».
من هنا تتعزز فكرة «تل أبيب» القائمة على الفصل بين المسار السياسي المرتبط بالاتصالات والوساطات، وبين المسار الميداني الذي يبقى مشرّعا على كل الاحتمالات، وأبرزها التطورات العسكرية.
لذلك؛ إن عودة مصر إلى واجهة الحراك المتوّج بالزيارة التي قام رئيس وزرائها الأسبوع الفائت، وهي زيارة استنتج كثيرون منها رسالة إلى بيروت، بأن القاهرة معنية باستكمال وساطتها علما ان الدور المصري عبر مراحل التاريخ لم يرقَ الى صناعة تسويات نهائية في اكثر من ساحة، إلّا أن تخفيف المخاطر ومنع اقتراب المشهد من حافة التفجير يعتبر دورا مهما، وهذا ما تسعى إليه القاهرة».
ووسط تراكم الأسئلة عن مدى إمكانية مصر فرملة الاندفاعة الإسرائيلية، خاصة لجهة ما حمله الدور المصري على خط الأزمة من حلول، أم أن الدور يبقى في إطار المحاولات لتثبيت خطوط التواصل بين طرفي الأزمة، لمنع ما من شأنه تفجير الميدان. والسؤال الآخر هو مدى تقاطع دور القاهرة مع ما تقوم به فرنسا ودول أوروبية وعربية، لا سيما قطر والسعودية عبر قناة التواصل بين عاصمتي البلدين مع الولايات المتحدة الأميركية.
وتخلص المصادر بأن: مخاطبة القاهرة كل الأطراف قد يحدث فجوة في جدار المشهد اللبناني الإسرائيلي، أقلّه لناحية احتواء التصعيد ومنعه قدر الإمكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى