بأقلامنا

بين التاريخ والمستقبل: فتح واستعادة موقعها في قيادة المشروع الوطني بقلم أبو شريف رباح

بين التاريخ والمستقبل: فتح واستعادة موقعها في قيادة المشروع الوطني

أبو شريف رباح
26\12\2025

في ظل التحديات الوطنية والسياسية المتسارعة، ومع استمرار العدوان على شعبنا ومحاولات إنهاء القضية الفلسطينية، تبرز الحاجة الملحة لأن تستنهض حركة فتح دورها الريادي وتعزيز خطابها الوطني وترسيخ حضورها في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.

وفي زمن التحديات التي تواجه القضية وما بين الاستنهاض التنظيمي والتحديات الوطنية، يجب أن تستعيد حركة فتح دورها التاريخي في الخارطة الوطنية وتعزيز دورها واستعادة خطابها الوطني وترسيخ حضورها وبناء الثقة بين الحركة وجمهورها في معركة الوعي الفلسطيني بمواجهة المشاريع الصهيو-أمريكية.

فحركة فتح، باعتبارها حركة تحرر وطني وقائدة المشروع الوطني تحتاج إلى إعادة بناء الثقة بينها وبين جمهورها، يرتقي إلى مستوى مسؤوليتها التاريخية ودورها الريادي في مسيرة التحرير والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لقد أصبح تعزيز خطاب الحركة على منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إكس، إنستغرام، يوتيوب، تيك توك) ضرورة وطنية وتنظيمية ما يفرض عليها الانفتاح على الأجيال الشابة من كوادرها ومناصريها لمواكبة التطور الإعلامي المتسارع وإنتاج محتوى يعكس الرواية الفتحاوية بوضوح وقوة، فالمعركة اليوم هي معركة وعي ومعرفة، الأمر الذي يستدعي توثيق تاريخ فتح النضالي منذ الانطلاقة وحتى اليوم والتعريف بشهدائها وأسراها ومناضليها وقادتها المؤسسين، والدفاع عن الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية وهنا يبرز دور الحركة في حماية المشروع الوطني وترسيخ الهوية الفلسطينية.

على حركة فتح خلق جيل جديد قادر على استخدام الأدوات الحديثة والتعبير عن رؤية الحركة بلغة العصر وبأسلوب قريب من الناس وذلك من خلال التدريب المستمر للكوادر ورفع مستوى الأداء وتعزيز الالتزام والانضباط وترسيخ خطاب الوحدة الذي يعكس جوهر الحركة التي قادت الشعب الفلسطيني تحت شعار “الوحدة الوطنية طريق النصر”.

إن فتح، التي كانت دائما في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية تحتاج اليوم إلى إبراز صورتها الأصيلة كحركة تحرر وطني وتعزيز دورها النضالي لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

ختاما، إن المرحلة الراهنة بما تحمله من مخاطر كبرى على المشروع الوطني الفلسطيني، تتطلب من حركة فتح أن تعيد تجديد نفسها، وأن تستعيد دورها القيادي الجامع القادر على حماية هوية الشعب الفلسطيني وصون روايته التاريخية، واستنهاض شامل يعيد للحركة مكانتها الطبيعية في قيادة النضال ويعزز حضورها في معركة التحرر ويفتح الطريق أمام وحدة وطنية حقيقية تجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني نحو أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين فبحركة فتح التي عرفناها وبخطابها الوطني يمكن إعادة تصويب البوصلة واستعادة الثقة واستنهاض طاقات الشباب ليبقى المشروع الوطني حيا لا يموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى