لا أريد الكلام عن الاعلام الالكتروني. فهو الاعلام الأول في لبنان. وهو الإعلام الواعد بأن يستعيد لبنان في العالم العربي بقلم عبد الهادي محفوظ
لا أريد الكلام عن الاعلام الالكتروني. فهو الاعلام الأول في لبنان. وهو الإعلام الواعد بأن يستعيد مكانة لبنان في العالم العربي كونه إعلاما له ميزة الحرية الاعلامية وحرية التعبير. وهذا ما يفتقر إليه إعلام المحيط. وهنا أشكر ’’إعلاميي المواقع الالكترونية‘‘ والزميل خالد عياد الذي نعتبره مرجعا في فن التصوير والتدريب ومعه الزميل مصباح العلي وكافة الاعلاميين. كما تُعتبر اللجنة المؤقتة للمواقع الالكترونية مرجعا للاعلام الالكتروني يفترض تطورها باتجاه التمثيل الحقيقي في المحافظات.
أود الكلام في الشأن العام وفي ضرورة دعم موقف لبنان الرسمي في التفاوض استنادا إلى القرار 1701 وإلى ضرورة التزام اسرائيل بتنفيذه والإنسحاب من النقاط المحتلة ووقف الإعتداءات والإغتيالات الاسرائيلية.
وموقف التفاوض الرسمي هذا هو نتيجة التفاهم بين الرؤساء الثلاثة واستنادا إلى قراءة التحولات العميقة في المنطقة وإلى أن يكون لبنان فاعلا في هذه التحولات التي ترتكز إلى مبادرة السلام الأميركية للرئيس دونالد ترامب والتي تلحظ حلا سلميا في غزة والإعتراف بالدولة الفلسطينية خصوصا وأن المنطقة العربية عموما هي بين سياستين: سياسة أميركية – أميركية تغلبها مبادرة الرئيس ترامب وسياسة أميركية – اسرائيلية لا تناسب المصالح العربية والاسلامية واللبنانية. وهذا هو الدافع الأساسي لمبادرة الرئيس جوزاف عون آخذا في الإعتبار الشراكة الأميركية – السعودية والإحتماء اللبناني بالمظلة العربية حيث أن هذه الشراكة أعطت ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان أن يكون اللاعب الأساسي في العالم العربي وأن يشمل لبنان بتوظيفات استثمارية وشراكات اقتصادية ومعونات وقروض مالية سيما وأن المملكة ارتاحت إلى خطوات لبنان الرسمي في مواجهة مافيات تهريب المخدرات والكبتاغون وخطف الأطفال والإتجار بأعضاء البشر وتبييض الأموال. وبهذا المعنى ينبغي الإلتفاف الشعبي وراء خيار التفاوض اللبناني وعدم الإعتراض عليه من أي جهة كانت لأن في ذلك خدمة مجانية لاسرائيل التي تعترض على التفاوض مع لبنان وتريد التوسع في الجغرافيا وإقامة مناطق عازلة. كما أنها تعترض على النافذة التي أتاحتها الشراكة الأميركية – السعودية لتفاوض أميركي – ايراني بنّاء.
وفي هذا السياق فإن موقف قائد الجيش العماد رودولف هيكل هو مثالي. فهو يدرك الظروف الاستثنائية المحيطة بلبنان والتي تستلزم أعلى درجات الحكمة والحزم والربط بين المصلحة الوطنية والسلم الأهلي. فرودولف هيكل هو رقم صعب لبناني حتى في الحسابات الأميركية. حيث تعرف واشنطن أن المؤسسة العسكرية هي الضامنة من الفوضى في لبنان والتي تترك انعكاساتها السلبية على مبادرة السلام الأميركية التي يعترض عليها اليمين الديني اليهودي ومعه رئيس الحكومة نتنياهو الذي يترصد ثغرة في الموقف الأميركي لشن حرب على لبنان خصوصا في ظل الضغوط التي يتعرض إليها من اليمين الديني اليهودي ومن داخل حزب الليكود ومن المعارضة الاسرائيلية ومن القضاء الاسرائيلي. فالهروب إلى الحرب على لبنان هي المخرج الوحيد له بجر واشنطن إلى سياسة أميركية – اسرائيلية تتعارض مع التوجه الحالي للبيت الأبيض الذي أخذه محمد بن سلمان عبر إنفاق 1000 مليار دولار أميركي لصالح الحسابات الأميركية. وهي حسابات تريد أن تستأثر هي بالنفط والغاز والإستثمار وثروات المنطقة لا نتنياهو ولا اليمين الديني اليهودي.
وأخيرا قائد الجيش الذي يؤثر العمل على الكلام والتي فسّرت واشنطن عدم استقبالها له في الموعد المحدد بأن قائد المنطقة الوسطى لم يكن في الولايات المتحدة الأميركية. قائد الجيش هذا ملتزم بقرار السلطة السياسية في التفاوض وفي حماية السيادة اللبنانية من أي توغل اسرائيلي في لبنان. ويلاقيه في موقفه هذا الرئيس العماد جوزاف عون ومعه الرئيسين نبيه بري ونواف سلام. الثلاثة يطالبون اللبنانيين بأن يشكلوا متحدا اجتماعيا في حضن الوطن وتحت سقف الدولة الحصري وهو سقف يتسع للجميع ويؤسس لبناء الدولة التي ننتظرها جميعا بتفعيل المؤسسات واستعادة الثروة البشرية اللبنانية من الخارج وبمواجهة كل المافيات الموغلة في الجسد اللبناني: مافيات الفساد. ومافيات الاستيلاء على ودائع اللبنانيين. ومافيات الدواء الفاسد. ومافيات الأقساط المدرسية والجامعية. ومافيات التأمين… وكل ذلك يتطلب قيام قوى ضاغطة في المجتمع الأهلي تترجم خطاب القسم إلى فعل وممارسة وبتوجه وطني غير طائفي. وهنا الدور البناء للإعلام في تكريس الوحدة الوطنية وبناء الدولة.
عبد الهادي محفوظ




