أخبار لبنان

العلامة الشيخ علي الخطيب في غزة فقد افشلت المقاومة كما في لبنان والجمهورية الاسلامية اهداف العدو اجرامه

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيّدنا ومولانا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ايها الاخوة الأعزاء، سأتناول في هذه الخطبة مرتكزا ذهنيا لدى الغالبية من الناس، وهو الاعتقاد بان التقدم المادي لدى أمة من الامم او شعب من الشعوب، يعني امتلاكها للحقيقة، لأن ذلك يعني القدرة لديها على امتلاكها القوة العلمية والفكرية التي تمكنها من الابداع والابتكار بما يمكنها من السبق للأمم الأخرى، وبالتالي يحقق لها الريادة وبالتالي السيادة على الآخرين.
فالسيادة هي نتيجة طبيعية للريادة وامتلاك التميز والسبق في الابداع والابتكار، وهي تعني امتلاك القوة الحقيقية وتفرض نفسها على الاخرين. ومن هنا فإنها تعتقد أن فرض ارادتها على الشعوب المتخلفة وجعلها تابعة لها وملحقة بها، هو حق من حقوقها الطبيعية وينبغي ان تقر بها الشعوب المتخلفة وتخضع لها وتستسلم لارادتها، وألا تتمرد عليها، لأن ذلك بمثابة قانون اجتماعي يجب الامتثال له، وان مخالفته على حد قولها مخالفة القوانين الطبيعية، وهي بمثابة الانتحار كمن يخالف قانون الجاذبية ويرمي بنفسه من فوق علو شاهق تحديا لها فتكون النتيجة هي التحطم والموت. وعليه فإن البقاء والسلامة يقتضيان الاستسلام والتعامل مع هذا الامر بواقعية، كما يطلقون عليها، والانتظار حتى تتبدل الظروف وتنتهي بأن تأخذ حدها الطبيعي وعمرها المحدد، لأن لكل شيء اوانه، وهو ما نراه من تعاقب الدول والقوى في تاريخ الأمم، حيث يخضع التحول فيها لهذه القاعدة، كما هو حال الانسان الذي تخضع مراحل حياته لهذه القاعدة من الضعف الى القوة، ثم يبدأ العد العكسي الى ان يفنى ويزول.
هذه المقاربة صحيحة بالإجمال لأن القوة متحولة وليست ثابتة او دائمة، والدليل هو ما يجري في الواقع الخارجي من التحولات. فهي سنّة تاريخية ولم يحدث مطلقا ان امة من الامم او شعبا من الشعوب امتلك القوة على نحو الدوام والثبات، وانما الثبات والدوام هو للتحول والتبدل في امتلاك القوة والسيطرة، وهو ما اكد عليه القرآن الكريم وأنه سنّة الهية ثابتة.
قال تعالى ﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }،هذا أولا، وثانيا ان قياس القوانين والنواميس الاجتماعية على السنن الطبيعية ايضا صحيح من حيث المبدأ، لأن القوانين الطبيعية ثابتة من حيث المبدأ وغير قابلة للتحويل والتبديل، فلا يمكن التلاعب بقانون الجاذبية وتبديله بقانون آخر، وليس للإنسان القدرة على تغييرها، وانما بيده تجنب مخالفتها.. كذلك القوانين والسنن الاجتماعية وهي خاضعة لارادة البشر وهو ما يقرره الله تعالى ايضا في كتابه العزيز حيث يجعل عملية التحول خاضعة لارادة الناس. قال تعالى { ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }، وهو قانون الهي اجتماعي آخر يمكن ان نطلق عليه قانون التغيير الاجتماعي. فالسنن الاجتماعية كالسنن التكوينية كلها الهية. والفرق ان السنن التكوينية كقانون الحركة مرتبطة بالحياة وبقائها، اما السنن الاجتماعية فهي غير مرتبطة بالبقاء واستمرار الحياة، بل بالتبدلات في طبيعة الحياة الاجتماعية، وهي خاضعة لارادة المجتمع البشري وسلوكياته وان بقاء القوة رهن بكيفية استخدامها. فالظلم والقهر سبب من اسباب زوالها وسبب من اسباب تحولها من نعمة الى نقمة لصاحبها إن لم يُحسن استخدامها في تحقيق العدالة ومواجهة الظلم والعدوان وفي خدمة الانسانية وفي اعتبارها نعمة الهية يجب شكر الله تعالى عليها بتأدية مراسيم العبودية لله والشكر العملي باستخدامها في ما يرضيه.
قال تعالى ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾
وقال تعالى:﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾، فعاقبة الأمور، اي النتائج المترتبة على استخدام القوة طاعة ومعصية، هي قوانين وسنن الهية لا يمكن التلاعب بها. فالقوة ليست هي المعيار في تقرير النتائج، بل ان تحقيق القوة مستمد من الايمان بالله والطاعة له.
قال سبحانه وتعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾
ولكن كثيرا منهم ساء ما كانوا يعملون.. لقد كفروا بالنعم التي انعمها الله عليهم، ولم يؤدوها حقها فازالها الله عنهم واستحقوا اللعنة وسوء الدار. ويضرب الله مثلا في ذلك قوم سبأ حيث يقول في ما انعم عليهم: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾
ويقول في زوالها عنهم ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ [سبأ: 16] ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 17] ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18] ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ: 19] لقد كان واضحا من خلال استعراض هذه الآيات الكريمة ومن غيرها ان منشأ القوة الحقيقية هو الله تعالى.. يقول تعالى تأكيدا لذلك { وان القوة لله جميعا }
والقوة الحقيقية هي القوة الذاتية غير المستمدة من شيء آخر، وهي الثابتة غير القابلة للزوال الابدي السرمدي، وهي المصدر الذي تستمد منه كل قوة بقاءها بمقدار ارتباطها بها، فإن زال الارتباط بها فقدت استمرارها وتحولت الى قوة مزيفة. بمعنى ان الركون اليها ليس الا سرابا في الحياة الدنيا حين تقابل بالقوة الحقيقية، وهي الارادة المرتبطة بالله تعالى. وحين يزول الارتباط بالله تعالى وتتحول الى قوة مادية مجردة تخضع للموازين المادية، كما هي حساباتنا اليوم في مواجهتنا مع اعدائنا.
وتختل الموازين من عدة جهات، اولها ان اعداءنا يواجهوننا بحسابات حضارية من حيث العقيدة والدين والثقافة والتاريخ والقيم { ونحن } نواجههم بحسابات مختلفة تماما وبخلفيات غير ايمانية وثقافية مادية، اي من منطلقاتهم وثقافتهم التي فرضت علينا، حيث اصبحنا ندين بدينهم المادي وثقافتهم المادية، ونحسب ان القوة هي عبارة عما نمتلكه من طيران وصواريخ ودبابات فقط، ونقيس الامور حسب الموازين المادية الصرفة، فامتلكوا الموازين المادية ونحن لا حبل من الله ولا حبل من الناس، بينما تاريخنا مليء بالامثلة التي كانت انتصاراتنا فيها مرتبطة بالإيمان بالله وبالشهادة والتضحية، واننا حين اعتمدنا القوة المادية من العتاد والعدد خسرنا المعركة، وكان النصر حليف اعدائنا كما في معركة حُنين.
﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾، بينما كان النصر حليفَ المسلمين في معركة أُحد مع اختلال موازين القوة المادية لصالح الاعداء كما في معركة بدر: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وقال تعالى مقررا هذه المعادلة: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
ان من المؤسف ان تخضع امتنا للمنطق الذي يروج له اعداؤها، قائلا ان المعركة مع الغرب ليست معركة دينية.. نعم هي ليست معركة مع المسيحية، وهي لم تكن ابدا مع المسيحية، وإن حاول الغرب في حروب الفرنجة ان يوحي بذلك، ولكنها معركة ضد الاسلام منذ ان بدأها الغرب مع العالم الإسلامي، وهو لم يخف ذلك ثقافيا ودينيا، واستطاع ان يسيطر على العالم الإسلامي، واستمر في ذلك مدركا ومصرحا بأن بقاء هذه السيطرة مرهون بالقضاء على الاسلام ثقافة وفكرا. والتضليل الذي يمارسه عبر البعض بأن حربه ليست دينية، غايتها الا يتنبه المسلمون الى السلاح الذي يخاف الغرب ان يمتشقه المسلمون في مواجهتهم، لإدراكهم انه لن يكتب لهم الإبقاء على سيطرتهم على بلادنا ان عاد المسلمون وغير المسلمين الى وعي هذه الحقيقة، لأن عداء الغرب للإيمان بشكل عام، وخصوصا للإسلام كما المسيحية التي حبسوها في كنائس الغرب واخرجوها من الحياة.
ولقد سببت المقاومةُ التي تتبنى الاسلام ايديولوجية ومنطلقا شعورا مخيفا للغرب، ولذلك استنفرت كل طاقاتها للقضاء عليها في المهد، وفتحت عليها كل نيران اسلحتها الفتاكة، ولم تبق وسيلة الا استخدمتها في هذه المعركة التي اعتبرتها مصيرية لها، خصوصا بعد تسجيل المقاومة انتصارات غير معهودة في التاريخ المعاصر. ولهذا حاول مباشرة وعبر عملائه الترويج لمقولة كاذبة ان المقاومة قد انهزمت في المعركة الاخيرة التي اعقبت طوفان الأقصى، وحاولت بشتى الوسائل ان تقنع جمهور المقاومة الفلسطينية في لبنان وجمهور الفلسطينيين والعرب والمسلمين بها، لتحاول بذلك اقناعهم بألا فائدة من مقاومة الغرب، وانه قوة غير قابلة للهزيمة بعدما كسرت هذه السردية في جنوب لبنان وغزة على طول المواجهات السابقة، واثبتت فيها المقاومة حضورها، على الرغم من محاصرتها عسكريا واقتصاديا واعلاميا من دون جدوى.
لقد دفعت المقاومة في لبنان وغزة والجمهورية الاسلامية الايرانية واليمن ثمنا كبيرا، بعضها لاسباب شبيهة بحنين، ولكنها لم تنهزم. فالمقاومة في لبنان مازال العدو يحسب لها الف حساب، وجمهورها اكثر التفافا حولها، بينما العدو وعملاؤه يخسرون يوما بعد يوم ما ظنوا انهم قد كسبوه.. وفي الجمهورية الاسلامية لقنوا العدو درسا بدكهم معاقله في فلسطين المحتلة وعلم باليقين انها لن تحميه، وهو وان كان يرعد ويزبد فانما بقوة الغرب بعد ان تيقن انه عاجز عن الدفاع عن نفسه، وهو يحاول بهذه التهديدات الفارغة ان يحمي نفسه من المصير المحتوم الذي أيقن انه لا محالة قادم وان هذه المعركة معه لن تكون آخر الجولات.
أما في غزة فقد افشلت المقاومة كما في لبنان والجمهورية الاسلامية اهداف اجرامه رغم هول ما ارتكبه في حق المدنيين، فلم يسترجع أسراه الا بالمفاوضات، كما حدث مع المقاومة في عدوان الفين وستة ، وهذا كان اهم علامات فشله. والان في غزة مرة اخرى ثانيا اضطراره ان يفاوض قوى المقاومة وان يعترف عمليا بها وان يقبل بالانسحاب من غزة، والأهم من ذلك بقاء اهل غزة الأباة رغم مجازر القتل والابادة ، وهو بذلك يخسر المعركة التي انقذه منها الرئيس الأمريكي، ولم يكن ما سماه بمبادرة السلام في غزة الا مخرجا لنفسه ولصديقه وللغرب.
نحن نعلم ان المعركة لم تنته، ولكنها محطة من محطات النزال اثبتت فيها المقاومة وجمهورها بأسها وثباتها وثبتت لدى جمهور العرب والمسلمين مصداقيتها.
لقد حاول الغرب وعملاؤه ان يمحو بهذه المعركة الخزي الذي تجرعوه بطوفان الأقصى، ولكنهم باؤوا بالفشل الذريع وبالفضيحة امام شعوب العالم التي انتفضت للحق الفلسطيني في العالم وفي عقر دار الغرب، ولطخت مجازر الإبادة العار وجوههم وانكشفت الاقنعة عن زيف شعاراتهم حول حقوق الانسان والديمقراطية، والاتي على الصعيد الداخلي في فلسطين اعظم ان شاء الله.
لذلك تستحق المقاومة وجمهورها التبريك واجمل التحايا.. واقول للذين حملوا سيف العدو ليكملوا ما عجز عن إنجازه: عودوا الى صوابكم، فانتم ترون مصير مراهناتكم الخاسرة لتشعروا بمر الفشل والإحباط التي يشعر بها اعداء لبنان، فيا له من شعور يغمر قلوبنا بدل الشعور بالاحباط والخجل، فلكم المحل في قلوبنا، وتنزعون عنا الاسف ان تكونوا في هذا المحل.
كما نأمل ان تغيب عن الحكومة سياسة الانتقام والمناكفة، وان يضع الجميع اليد باليد ويتعاونوا على اخراج البلد من واقعه المزري، وان نرى الحكومة قد حققت انجازا داخليا وفرقا، اولا على صعيد العمل الجدي لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان وتحرير ما احتله من الارض بعدما تحملتم مسؤولية تطبيق اتفاق ١٧٠١ ، واعادة البناء وتحرير الاسرى وانجاز الاصلاحات حتى يشعر المواطنون بوجودكم، وانكم تتحملون المسؤولية بجدارة وليس بالامور السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى