الكذب … دينهم و ديدنهم بقلم الدكتور حسن عاصي

الكذب … دينهم و ديدنهم
الدكتور حسن عاصي
***
دمّر الصهاينة آثار بعلبك، وقبلها دمروا آثار صور، وأجهزوا على معالم بنت جبيل وعلى العديد من معالم المدن والبلدات العاملية والبقاعية : دمروا … أجهزوا … فرعنوا و تنمردوا …
طبيعي ذلك حيث أن ما دمروه وأجهزوا عليه يبين صغارهم ويُظْهِرُ حقارتهم ويُبْرِزُ تواضع حاضرهم وماضيهم ، أمام عريق ما تطاولوا عليه و طمحوا إلى حجب حقيقته (!!!)، فهم لو كان لهم أن يمنعوا الشمس من أن تشرق وتنيرهذه الآثاروتلك الآفاق وتُسَبِّحَ بملكوت هذا التاريخ وتُمَجِّدَ تلك الحضارة، كما زَوّروا التاريخ و حاولوا أن يطمسوا حقيقته، لو كان لهم ذلك لما توانَوا ولما قصّروا.
و تزويرهم للتاريخ لم يقتصرعلى الحاضر فقط، وإنما يرقى إلى بداية إدراكهم لريادتنا و امتطائنا صهوة الحضارة؛ وإن كانت الشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، نقف على واحد منها، عندما ادّعوا أن إديسون الشرق حسن كامل الصباح هو من اصل يهودي واسمه (كامل صباه) .
***
خسئوا أن يكون لهم ذلك : خسئوا أن نقارن حقارتهم بتاريخ بعلبك وبعراقة تراثها، أو بماضي صوروتليد حضارتها؛ فهم يعلمون كما يعلم العالم أن تاريخ كيانهم لايطاول عمرمعمل للأحذية في مدينة بنت جبيل أو أية مؤسسة من مؤسسات حواضر جبل عامل وبلداته وقراه .
***
عداؤهم للحقيقة :
لم تقتصر مجافاتهم للحقيقة على ذلك فحسب، وإنما أثارت حفيظتهم كل معالم الريادة والتباهي و الزهُوّ التي هي ديدن المقاومين والمجاهدين، نقف على اثنين منها :
محاولة إخفاء واقعهم الميداني ومنع الإعلان عن ضحاياهم بحجة لم يسمح بالنشر، إزاء تباهي المقاومين بإشهار شهدائهم وتشييعهم بأعراس وزغردات وأهازيج .
محاولة التعتيم على كل ما يظهر بأس المقاومين و جبروت المجاهدين، توَهّما منهم أن ذلك ينال من معنويات صهاينتهم ويذهب بمعنوياتهم، ويثنيهم عن (الإنتحار) والهروب من الميدان .
***
هنا نورد حديثا مستٍّلاّ من صحيفة الوطن القطرية ورد نهار الجمعة 20 نوفمبر 2009، نورد تاريخه منذ حوالي 15 عشر عاما، مراعاة للأمانة العلمية من ناحية، وتبيانا أن كلامنا ليس رد فعل للواقع اليوم، وإنما هومن عمرالحقيقة والتاريخ .
ما الفرق بين اليهودية والإسرائيلية والعبرانية؟
لا يفتأ اليهود يكذبون في كل شيء، ويضللون الناس والعالم بأباطيلهم، متبعين النظرية الخبيثة (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)، حتى غدت أكاذيبهم حقائق عند الغرب أو مثاراً للشك لدى بعض المسلمين، وهم يدعون دوماً أن لهم حقاً في أرض فلسطين، وأنها أرضهم التي سلبوها من قبل والتي يحاول العرب والمسلمون إخراجهم منها الآن … … …
ومع تمادي اليهود في هذه الأيام في تقويض المسجد الأقصى والحفريات المقامة تحته، وتطفلهم على كل الحقائق، وجشعهم في الاستيلاء وادعاء كل شيء، حتى قامت معركة لطيفة لكنها خبيثة من جانبهم بادعائهم لبعض الأكلات الشعبية اللبنانية (الفلافل والتبولة والحمص) حيث ادعوا أنها أكلات إسرائيلية!! فرد اللبنانيون بحملة كبيرة وموفقة ودخلوا فيها موسوعة غينيس!!
فإن كان كل هذه الحمية لأكلات نسبت بالباطل لغير أصحابها، أفليس الباطل الكبير الذي يدعيه اليهود بمقدساتنا وأرضنا أحق بالدفع والدحض والإبطال؟!
من هم اليهود؟
والكلام دائما لصحيفة الوطن القطرية … تطلق كلمة اليهود على كل متبعي شريعة التوراة التي جاء بها نبي الله موسى عليه السلام سواء قبل أن تُحرّف أو بعد تحريفها واللعب بها.
ولا نشك في أن اليهود الأوائل كشعب وجيل – والذين انقرض أكثرهم – يتصل نسبهم إلى يعقوب (إسرائيل) بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، وذلك قبل أن تختلط أنسابهم ويجتمعوا من أصول مختلفة.
هذا من جهة النسب والأصل، أما اليهودية كدين فقد أنزلت بعد ذلك على نبي الله موسى عليه الصلاة السلام.
ويسمى اليهود أيضاً الإسرائيليين أو بنو إسرائيل ويسمون أيضاً العبرانيين، ويطلق على اليهودي عند الغرب جويش jewish وسنبيّن كيف جاءت كل تسمية من هذه الأسماء.
(إسرائيل) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
إسرائيل هو اسم ثانٍ ليعقوب عليه السلام وإليه ينسب بنو إسرائيل أو الإسرائيليون، ومعنى إسرائيل كما ورد في المصادر العربية هو صفوة الله أو عبد الله أما معناها الحرفي عند اليهود فهو الذي يصارع الله، وأصلها عندهم (إسرا) يصارع و(إيل) بمعنى الإله، لأنهم يزعمون كما في توراتهم أن يعقوب صارع الله وغلبه، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً (انظر التوراة / سفر التكوين 25-29:32) .
والثابت أن يعقوب لم يكن على دين اليهود لأن التوراة والتي هي شريعة اليهود أنزلت بعده، وغاية الأمر أن بني إسرائيل انحدروا من صلبه، وهم يفترون عليه وعلى جده إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فيجعلونهما من اليهود.
ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً
يزعم اليهود أن إبراهيم (أبراهام) هو اليهودي الأول، وهذا كذب وافتراء منهم، فلا يلزم من كونهم أبناء حفيده يعقوب أن يكون إبراهيم أو يعقوب على دينهم، فكما أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم يصل إلى عدنان لكن لا يلزم منه أن يكون عدنان مسلماً لأن الإسلام كشريعة جاء بعده بكثير، وقد حاجهم الله سبحانه فقال : (يا أهل الكتاب لِمَ تُحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون) (آل عمران :65)، ثم بين كذبهم حين قال : (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)، ( آل عمران:67)، والمراد بكون إبراهيم مسلماً إسلام الاعتقاد والانقياد لا الشريعة.
يعقوب عليه الصلاة والسلام وأرض فلسطين
ثبت في التاريخ كما في القرآن الكريم أن يعقوب عليه السلام كان يعيش مع أسرته في البادية (صحراء النقب) وقد وُلد أبوه إسحاق وعمه إسماعيل في فلسطين لكنهما كانا من المهاجرين إليها ولم يكونا مستوطنين بها، ثم إن يعقوب رحل هو وبنوه إلى مصر حينما أصبح ابنه يوسف عزيز مصر (حاكماً لخزانتها)؛ وهكذا انتهت هجرتهم إلى فلسطين، فكيف يدعي اليهود حقهم بفلسطين بدعوى سكنى يعقوب بها فترة من الزمن؟
ثم إن أقدم أناس تم التعرف على آثارهم في فلسطين هم الكنعانيون والآموريون، وهذان الشعبان هم قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية شمالاً واستقرت في بلاد الشام وفلسطين تحديداً قبل ذكر اليهود بقرون عدة، وهذا ثابت عند المؤرخين الشرقيين وحتى الغربيين.
أصل تسميتهم اليهود
عند البحث عن أصل تسمية اليهود يجد الباحث أقوالاً عدة يختار منها كل كاتب قولاً يعتبره هو الصحيح، لكنها في مجملها تدل على أن هذه التسمية أحدثت بعد نبي الله موسى عليه السلام ومما ذكره العلماء في أصل تسميتهم :
1- قال أبو عمرو بن العلاء: لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة.
2- وقيل من التهوّد وهي التوبة لأنهم تابوا عن عبادة العجل وهو مأخوذ من قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام: ( إنا هدنا إليك).
3- وقيل نسبة إلى يهوذا أحد الأسباط الإثني عشر الذي ينسب إلى الابن الرابع ليعقوب عليه السلام ثم أطلق اسمه بعد انقسام بني إسرائيل على المملكة الجنوبية (مملكة يهوذا) تمييزاً لها عن المملكة الشمالية.
العبرانيون
العبرانيون كلمة مرادفة لبني “إسرائيل” أو اليهود كما أن لغتهم تسمى العبرية أو العبرانية، أما كيف جاءت هذه التسمية ؟ فبعض المؤرخين ينسبها إلى (عابر) أو (عيبر) وهو الجد الخامس في نسب إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما تذكر التوراة، ويجعلها قسم آخر نسبة إلى إبراهيم نفسه عليه الصلاة والسلام كما تذكره التوراة بـ (ابرام العبراني) لعبوره نهر الفرات أو نهر الأردن.
الدلالة الحالية لمصطلحات «اليهود، إسرائيل، العبرانية».
بعد ظهور ما يسمى (دولة إسرائيل) التي غصبت الفلسطينيين أرضهم ظهر توظيف جديد لهذه المصطلحات، فاليهودية صارت علماً على الديانة أي صارت مصطلحاً دينياً فيقال : الديانة اليهودية، كما أن هناك يهوداً كثراً ليسوا إسرائيليين .
والإسرائيلية: أصبحت علماً على الجنسية أي صارت مصطلحاً سياسياً فيقال : دولة إسرائيل ومواطن إسرائيلي، ولما كان في أرض فلسطين (إسرائيل) أعداد كثيرة من غير اليهود شكل هذا أزمة هوية في الدولة الصهيونية، ولا يخفى على أحد ما يجده عرب إسرائيل غير اليهود فيها من الاضطهاد واغتصاب الحقوق والتهميش المتعمد ليظهر للجميع العنصرية اليهودية البشعة .
وأما العبرانية فقد أصبحت علماً على الثقافة واللغة لا غير فخرجت اللغة العبرية والأدب العبري والجامعة العبرية .
من هو جويش Jawish ؟
يقال لليهودي في الغرب وفي الشرق عند غير المسلمين جويش، فمن أين أتت هذه الكلمة؟!!
جوشوا أو يوشوا، حيث تبدل الياء والجيم أثناء الترجمة إلى العربية، هو يوشع بن نون (فتى موسى) عليهما الصلاة والسلام، وهو الذي قاد بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه الصلاة والسلام .
اليهود المعاصرون ليسوا من نسل يعقوب عليه السلام
هل جميع اليهود من نسل يعقوب عليه السلام؟ بمعنى: هل يهود اليوم هم أنفسهم بنو إسرائيل؟ الجواب هو: لا، فأكثر اليهود اليوم ليسوا من نسل يعقوب عليه الصلاة والسلام، وهذا أمر معترف به بين الباحثين، فمثلاً يهود الخزر (الأشكناز) الذي تهودوا في القرن الثامن الميلادي وكانوا قبل ذلك وثنيين – تبلغ نسبتهم حوالي 92% من مجموع عدد اليهود اليوم كما تقول بعض الإحصائيات، والثمانية بالمائة المتبقية ينحدر أكثرهم من السكان الوثنيين البدو في إفريقيا وآسيا وحوض البحر المتوسط (السفارديم والفلاشا) .
ويحدثنا التاريخ أن التبّع (تبان أسعد أبو كرب) ملك اليمن الذي تهوّد قد أكره رعيته على اعتناق الديانة اليهودية وحرق بالنار من رفض منهم، وكذلك أكرههم ابنه من بعده، ومن هنا دخلت اليهودية إلى اليمن، وهم ليسوا من سلالة “إسرائيل” (يعقوب عليه السلام) .
ولذا فإن القول بأن يهود اليوم هم من نسل يعقوب عليه الصلاة والسلام كذبة كبرى وافتراء يفنده التاريخ والباحثون .
خاتمة
هذه نبذة سريعة لكنها مبينة لأصل اليهود ونشأتهم لعلنا نتبعها بمقالات أخر نبين فيها كذبهم وأوهامهم وخبثهم، فالأمر يستحق البيان وكذبهم يحتاج لبطلانه .
. (صحيفة الوطن القطرية ورد نهار الجمعة 20 نوفمبر2009) .