بأقلامنا

تحت القمر… بقلم الاديبة نورهان رضا اللبن

تحت القمر…
أجلس تحت ضوء القمر المنير، كأنه شعاع أملٍ يسقط على روحي المنهكة، يهمس لي: ما زال في الليل متّسع للحلم.
أتوه بقلمي تحت نوره الخافت، أكتب بلا وعي، وكأن السطور تنزف ما دفنته الأيام في أعماق القلب.
يسألني عقلي سؤالًا هادئًا يوقظ بي الذكرى:
هل الليل يوقظ دقات القلب حين ينام الجميع، وأنا من أبحث عن سكونٍ لا يأتي؟
فالليل ليس فقط ستارًا للهدوء، بل هو رفيق الأرواح المتعبة، مأوى القلوب التي أرهقتها الحياة، ومرآة الأحاسيس التي أخفيناها خوفًا أو ضعفًا.
هو لحظة صفاء، تتجلى فيها الذاكرة بلا حواجز، تستعرض مشاهد قديمة، أصواتًا خافتة، ووجوهًا ابتعدت لكنّها ما زالت تسكننا.
في حضن الليل، تعود الأرواح لذاتها، تحادث نفسها، تبكي بصمت، وتبتسم لحنين لا يُنسى.
كم من الأسرار يخبّئها الليل، وكم من المشاعر لا يُفصح عنها إلا تحت ضوء القمر الخجول…
كأن السماء كلها تهمس لنا: لا بأس، فالسكوت في الليل صوتٌ يُفهم دون كلمات.. فالليل رفيق النفوس المرهقة.
✍️نور اللبن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى