بأقلامنا

25 أيـار … عيد الأعياد بقلم الدكتور حسن عاصي

***
قد يرى البعض أننا نستعجل الزمن احتفاء بعيد المقاومة والتحريرفي 25 أيار وندرجه قبل حلوله حيث يحل بعد أيام؛ لكن الواقع بخلاف ذلك حيث أن يوم 25 أيار العام 2000 كما نراه وكما بات واقعا كان قلادة طَوّقَتْ جيد الزمن و وشما وشّحَ جبين الأيام، فلم يعد يوما عاديا يسبقه تاريخ 24 أيار و 23 ايار وما يسبقهما، ويعقبه تاريخ 26 أيار و 27 أيار وما يليهما، كما لم تعد الأيام و الأسابيع والشهوروحتى السنوات والدهور، لم تعد تعتمد لها دلالاتها التقليدية : حيث أيامها يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، إنما صارت لها مسميات أخرى : باتت مسمياتها يوم الأنفة ويوم العزة ويوم الكبرياء، كذلك باتت الأسابيع أسبوع النصر وأسبوع الإنتصار، حتى الشهور كذلك باتت شهور الفخر و الفخار … أما السنوات والعقود وحتى الدهور، فقد باتت جماع كل ذلك .
أجل منذ ذلك التاريخ، بات لسان حالنا قول الشاعر، الذي شدا في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 :

بريطانيا.. أَسَمِعْتِ وعظ الدهر أم لم تسمعي
كَبُرَ الصبي و صار يَسْخَرُ من حديث البُعْبُعِ

نعم ذاك هو لسان حالنا منذ 25 أيار العام 2000، ذلك اليوم الذي سقط من التاريخ ليشرئب رمزا يُوَشِّحُ هام الإنسانية، يزداد وهجا وتوهجا كلما ارتقى شهيد، ويَشِعُّ ألقًا وتألُّقا كلما زغردت والدة شهيد .

ذاك هو لسان حالنا في مركز البحوث والدراسات العاملية ونحن نُحَضِّرُ لإنجاز خريطة جبل عامل السياحية التي تصدر خلال أيام … نستحكي فيها ذخائر التاريخ العاملي ليفيض بما فيه من كنوز ولآلئ و==دُرَر، توشح هام الزمن وترُصِّعُ جبين الأيام، تطُوِّقُ جيد التاريخ بقلائد العزة وبضفائرالأنفة والمجد والكبرياء .

زر الذهاب إلى الأعلى