كلمة سعادة السفير حسين غملوش خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق فعاليات معرض الكتاب العربي العاشر في مدينة صور

اسمحوا لي في البداية ان ارفع اسمى ايات الشكر والتقدير الى جمعية “هلا صور” التي تثبت عاما بعد عام، أن الثقافة فعل مقاومة، وان الكلمة لا تقل شرفا عن البندقية. وها هي الجمعية تقدم هذا اللقاء الثقافي، لترسم امامنا لوحة من الوحدة، ولتقول للعالم: ان المقاومة ليست فقط بندقية، بل ايضا فكر، وكتاب، وقلم وصوت…..
يشرفني ان اقف بينكم اليوم، في هذه الارض التي لا تنكسر، في صور، المدينة التي كانت وستبقى حارسة البحر والكرامة، مدينة الامام موسى الصدر وحامل امانته دولة الرئيس نبيه بري لاشارك في هذا العرس الثقافي الذي يجمع الكلمة الحرة بالمعنى العميق، ويحتفي بالكتاب، الذي كان دوما سلاحا في وجه الجهل والاحتلال..
حين نلتقي في الجنوب، لا يمكن للكلمة ان تنفصل عن الدم، ولا للفكر ان ينفصل عن المقاومة. ففي كل بيت من بيوت الجنوب حكاية بطولة، وفي كل حقل زيتون أم شهيد، وفي كل حجر من حجارة هذا التراب، عهد لا يموت وغزة … غزة العزة… هناك حيث الطفل يولد ومعه شرف المعركة. ….
نعم وحدة الدم والمصير ليست شعارا نردده في المناسبات انها نبض يسري في شراييننا، من بوابة فاطمة الى معبر رفح ومن مخيم عين الحلوة الى خان يونس، من الناقورة الى جباليا. ان العدو الذي يقصف صور هو نفسه الذي يهدم منازل غزة والذي يحاصرنا هنا، هو نفسه الذي يخنق احلام اطفال فلسطين هناك..
واخيرا، نلتقي هنا، لا لنحتفل بالكلمة فقط بل لنؤكد اننا شعب يكتب ولا يمحى، يقرأ ولا يخدع، يحلم ولا ينسى. دعونا نحول كل كتاب الى جسر يربط الجنوب بغزة، كل قصيدة الى راية، اننا نعيش اليوم معركة الوعي وهي لا تقل خطورة عن معركة الحدود والثقافة والمقاومة . فتحية الى الجنوب منارة الصمود وتحية الى الكلمة التي لا تخضع والى القلم الذي لا ينكسر