الحكومة اللبنانية الجديدة وأفخاخ التحدِّي لإنجاز مهمتها! وفاء بيضون كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء”

الحكومة اللبنانية الجديدة وأفخاخ التحدِّي لإنجاز مهمتها! وفاء بيضون
كتبت الإعلامية وفاء بيضون في ” اللواء”
تصاعد الدخان الأبيض من «قصر بعبدا» وأبصرت حكومة «نواف سلام» النور بـ24 وزيراً راعت مختلف التوازنات الداخلية على مستوى التمثيل الطائفي والسياسي وفق اعراف التركيبة اللبنانية. ومع ولادة الحكومة الجديدة يكون لبنان قد اتم عقد الاستحقاقات التي بدأت بانتخاب «جوزاف عون» رئيسا للجمهورية وصولا الى انتظام المؤسسات بتأليف الحكومة العتيدة، ومع انبلاج فجر جديد للبنان تتراصف التحديات التي ستاخذها الحكومة على عاتقها استنادا لخطاب القسم والمتمثلة باعادة الاعمار والعمل على تنفيذ القرار 1701 واستكمال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلها مؤخرا إبان عدوانه على لبنان، هذا بالاضافة الى لملمة الملفات ذات الصلة بالمواطنين وخاصة الاقتصادية منها والمعيشية وتلك المتصلة باعادة ربط ما انقطع على مستوى العلاقات الاقليمية والدولية بناء على ورشة سماها «نواف سلام» بالوطنية تستوجب تضافر جهود الجميع في محاكاة المهام الصعبة امام حكومته.
المصادر المواكبة أشاعت أجواء ايجابية لمجرد نجاح التشكيل رغم ما اعتراه من مخاطر داهمته في اللحظات الأخيرة سيما المرتبطة بتصريحات نائبة المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط «مورغان أورتاغوس» بعد موقفها اللافت والخطير من قصر بعبدا حول ضرورة استبعاد «حزب الله» وحلفائه عن الحكومة الجديدة ما استدعى مسارعة من القصر الجمهوري لاسناد كلام «اورتاغوس» لرأيها الشخصي الذي لا يعبر عن رؤية الرئاسة الأولى لا من قريب ولا من بعيد لتتخطى مساعي التوفيق بانتاج حكومة اولى افخاخ العرقلة للعهد الجديد.
وتضيف المصادر: «ان مهام ما ستؤول اليه مضامين كلمة «نواف سلام» بعد التشكيل لن تكون بالسهلة اذ تتساءل الأوساط عن مدى الرضى الاميركي عن حكومة تجاوزت رغبتها واملاءاتها ومدى علاقة هذا الامر ببدء ورشة الاصلاح من بوابة اعادة الاعمار التي تعتمد بشكل اساس على المساعدات الخارجية، وخاصة من دول تفرض عليها ادارة ترامب عقوبات سياسية واقتصادية گ إيران ، بيد ان الامر الاخر المتعلق بمحاذير نجاح الحكومة والعهد معا هو المتعلق بالثامن عشر من شباط «فبراير» الحالي، اي موعد انتهاء الفترة المددة لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي من المناطق والقرى المحتلة ما يضع الحكومة امام تحدٍ حقيقي قد ينعكس على الداخل، وقد تتخذه ادارة «ترامب» ذريعة بوجه تمثيل «حزب الله» بالحكومة ولو بشكل مقنع وتعطي الذريعة الممهورة بالموافقة للاحتلال على تمديد التمديد لفترة اضافية من بقاء جيش الاحتلال في المناطق المحتلة، هذا من جهة. ومن جهة ثانية قد تطل الاجتهادات الدولية المدفوعة بالرغبة الاميركية باحتباس اي دعم مادي قد يساهم بالنهوض الاقتصادي واعادة الاعمار.
على اية حال يبقى ما ورد آنفا مجرد تحليل او تقدير لموقف مستشرف لمرحلة عمل الحكومة ونبني ذلك على معطيات قد تلوح في الأفق لجهة الداخل اللبناني الذي يعرف ان حكومة بعمر سنة وبضعة اشهر قد لا تلبي متطلباتهم الملحة كونها ستكون «حكومة انتخابات»، وهنا قد يبرز تحدٍ اخر حول قانون انتخاب جديد بصيغة اقصاء وجدول توزيع اقضية ومحافظات قد يتعارض مع بعض القوى.
الحكومة ولدت لكن تبقى «الثقة بها من الشعب قبل مجلس النواب لتؤكد انسجام عملها مع مضمون خطابها واولويات مهامها التي ذكرنا»، وبالتالي ان ما تم هو انجاز اضافي والمطلوب تسييل هذا الانجاز في مصرف الشعب على قاعدة بقاء البلد سيدا حرا ومستقلا!