بأقلامنا

السجين والكتاب بقلم الدكتورحسن عاصي

السجين والكتاب
الدكتورحسن عاصي
***
إلتقت الأعراف والتقاليد، وكذلك الشرائع والأديان والقوانين، على حق السجين في القراءة والمطالعة والإستفادة منها .
فالكتاب للسجين ، قصة كان أو رواية أو حتى معلومة ، قد تُبْعِدُهُ عن المخدرات وعن المشاكل التي دخل السجن بسببها.

خير جليس في الأنام كتاب، مثل عربي قديم، وهوعجز بيت من قصيدة للمتنبي :

خير مكان في الدُّنى سرجُ سابحٍ
وخير جليس في المكان كتاب

ولم يكن خير جليس في المكان فقط، وإنما في الزمان كذلك :

خير جليس في الزمان كتاب
تسلو به إن خانك الأصحاب

لا مُفْشِـيًاً للســرإن أَوْدَعَتَهُ
ويُنَالُ مـنه حِكْمَةٌ وصــوابُ

وقد كان للكتاب نصيب في التراث العربي حيث قال فيه إمام الأدب العربي الجاحظ : “الكتابُ هو الجليس الذي لا يُطريك، والصديق الذي لا يُغْريك، والرفيق الذي لا يَمَلُّك، والمستميح الذي لا يَسْتِريثُك، والجارالذي لا يَستبْطِيك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالمَلَق .
وقد شكلت السجون في الدول الأوروبية والعربية، شكلت فُرَصاً للمساجين بكتابة الروايات والقصص والأشعار، إن من خلال سردهم لواقع الحال وكتابة مذكراتهم، أو من خلال كتابة أعمال إبداعية .

من روائع الأدب السياسي الساخر ما يرويه غسان كنفاني بأنه ” قام سجين بطلب كتاب معين من إدارة السجن للمطالعة، وأعطاهم اسم الكتاب ..
ردت عليه إدارة السجن بأن الكتاب المطلوب غيرموجود لكن إذا أردت المؤلف فهو عندنا ” .
***
فهل يا تُرَى يتنبه السجانون في بلادنا إلى ذلك ؟! لعل وعسى .

زر الذهاب إلى الأعلى