ثبات ووحدة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه سيسقط المؤامرة بقلم أبو شريف رباح

لم يكن الشعب الفلسطيني يومًا شعبًا قابلاً للمساومة أو التفريط في أرضه، فهو وريث الحضارة الكنعانية العريقة الممتدة منذ آلاف السنين، متجذر في أرضه، صامد رغم كل التحديات والمؤامرات المتكررة، ولم يزده العدوان إلا إصرارًا على التمسك بحقه المشروع في وطنه.
على مدار العقود، ورغم الاحتلال والمجازر والإبادة الجماعية، تمسك أبناء فلسطين بأرضهم وهويتهم، وقدموا التضحيات تلو التضحيات، رافضين كل المشاريع التي تهدف إلى تهجيرهم أو طمس هويتهم وإنهاء وجودهم، وقد أثبت التاريخ أن جميع المحاولات لاقتلاعهم باءت بالفشل إذ ظل الشعب الفلسطيني صامدًا في أرضه، يقاتل من أجل الحفاظ على أرضه ومقدساته وحقوقه الوطنية.
– مواجهة المؤامرات بوحدة الصف:
في ظل المؤامرات الجديدة، وعلى رأسها مخططات التهجير التي تُحاك في الغرف المغلقة بقيادة ترامب ونتنياهو، أصبح لزامًا على الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية تسريع خطواتها نحو تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية، وتجاوز كافة الخلافات والانقسامات التي لم تعد تحتمل التأجيل، فالسبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات هو تعزيز الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتمسك بالثوابت الوطنية التي لا تقبل المساومة.
– غزة لن تكون جزيرة معزولة ولا مستعمرة استيطانية:
يحاول الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة نتنياهو وشركائه المتطرفين، تنفيذ مخططات تهدف إلى تغيير معالم القضية الفلسطينية، عبر تهجير الفلسطينيين قسريًا وتحويل غزة إلى كيان معزول بلا هوية وطنية، تأتي هذه المخططات ضمن مشاريع اقتصادية وهمية، هدفها تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي وتحويلها إلى مجرد أزمة إنسانية، فيما تبقى الأرض تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
لكن غزة، التي قاومت الحصار والعدوان على مر العقود وقدمت قوافل من الشهداء، لن تكون جزيرة منفصلة عن عمقها الفلسطيني، ولن تتحول إلى منتجعات سياحية أو مستعمرة جديدة للمستوطنين، فصمود أهلها ونضالهم وتضحياتهم يؤكد أن محاولات فرض واقع جديد ستبوء بالفشل، كما فشلت كل المشاريع الاستعمارية السابقة، ويدرك الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة والقدس والشتات، أن هذه المخططات ليست سوى امتداد للمشروع الصهيوني الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية، لكنه يدرك أيضًا أن وحدته وصموده هما السلاح الأقوى في مواجهة هذه التحديات.
– الرد الفلسطيني: الوحدة والثبات:
لذلك، يجب أن يكون الرد الفلسطيني حاسمًا بتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتمسك بالثوابت الفلسطينية، كما يجب على الجميع الانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها البيت السياسي الجامع لكافة الكيانات الفلسطينية، كي تكون قادرة على قيادة النضال في هذه المرحلة الخطيرة، فاللحظة الراهنة تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا لمواجهة محاولات تصفية القضية، فالتاريخ لن يرحم، والشعب لن يغفر، وفلسطين كانت وستبقى لأهلها، ولن يكون المستقبل على أرضها إلا لأصحابها الشرعيين الذين صمدوا وضحّوا وسيظلون يقاومون حتى التحرير، وغزة كانت وستبقى جزءًا لا يتجزأ من فلسطين، ولن تكون إلا مقبرة لمشاريع الاحتلال، كما كانت دائمًا.