سيناريو اميركا للمنطقة بعد غزة عند داعش وأخواتها بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٢٧ / ١ /٢٠٢٤ م.
السؤال الوحيد الاوحد الذي يجول به الاميركي وحلفائه على مستوى منطقة شرق الاوسط وحديثه حول مرحلة ماذا بعد الحرب على غزة وهو الامر الأهم بالنسبة لهم والاولوية القصوى بسببب فشل الحرب ليس على مستوى غزة فحسب بل على مستوى الصراع بمجمله (ظاهره فلسطين وباطنه المنطقة)، حيث أفرزت هذه الحرب تشكيل سياسي عسكري امني، بين قطبي الصراع الايراني وحلفائه(وحدة الساحات) وبين اميركا واعوانها (الاسرائيلي، الاوروبي والعربي) وتنظيم الدولة الجهادي (داعش وأخواتها)…
وان احداث غزة وما نتج عنها من تداعيات، أدت الى توسعة دائرة الحرب في المنطقة كلها من اليمن الى لبنان والعراق وسوريا وهي حقيقية من حيث مفهوم الحروب، واثاره التي أودت الى خسائر كبير في العتاد والمال والارواح والاقتصاد والتجارة العالمية من بحر الاحمر وباب المندب واغلاقه وتأثيره العالمي في حين يعمل الاميركي على تخفيف الخسائر من خلال وجوده العسكري وجيوشه المنتشرة في الشرق الاوسط والدعم المباشر له من الانظمة العربية بشكل خاص والاوروبية بشكل عام وأيضا من خلال الخطط الاستراتيجية مع شركات التأمين العالمية ومع شركة الملاحة التجارية الدولية بتغيير المسارات وخلق ابواب جديدة لأخراج اسرائيل من عزلتها عبر البر العربي السعودي الاماراتي الاردني المصري ومن خلال الصادرات التركية بشكل رئيسي لها وغيرها من مصادر لتخفيف الاعباء الاقتصادية عنها ، في ظل مواجهة التعقيدات التي اوقع الاميركي نفسه فيها مع اليمني وأغلاق البحر الاحمر بشكل كامل تقريبا….
لذلك اميركا تعمل على خلط الاوراق في الشرق الاوسط بعد تكبدها الخسائر الكبيرة كما ذكرت والتأثير على دورها التي تلعبة على الساحة الدولية والاقليمية بشكل سلبي والفشل في ادارتها لحرب غزة والمنطقة وفي ادارتها الداعمة لاوكرانيا ضد روسيا وعجز الناتو والحلف الاوروبي ضد بوتين روسيا ، مما جعلها تفكر كالعادة باستراتيجيات جديدة تفر من خلالها الى الامام حيث تفكر في الانسحاب من بعض المناطق المتواجدة فيها كسوريا والعراق وغيره ، و يتم التداول عنها في الاروقة العربية وفي مطبخها السياسي الدولي، لذلك هناك وضع سيناريو جديد قديم لتأجيج الصراع المذهبي والقومي والاثني، والذي بدأ قولا وعملا من خلال تفعيل دور تنظيم الدولة الجهادي وبدعم كامل اميركي عربي تركي ، والذي بدأ العمل عليه فعليا من خلال التفجيرات التي حصلت في ايران وسوريا وتحريك خلاياها النائمة في لبنان لتفجير الوضع من داخله بعدما فشلت كل الضغوط عليه للحد من صراعه مع اسرائيل والدور الكبير الذي لعبه في وحدة الساحات والدور المتعاظم لها القادم في المنطقة وخطورته على مستوى المشروع الاميركي من حماية اسرائيل وامنها وصولا الى التطبيع العربي وتأثيره على المشروع الدولي (الهندواوروبي) وغيره من ملفات اساسية وشائكة في المنطقة مع اليمني في باب المندب والملف النووي الايراني ومنظومته الاستراتيجية العسكرية والامنية المتفاقمة المتعاظمة ودوره الاساسي في ادارة الصراع الاقليمي ضد اميركا واسرائيل وأصدقائها التابعين لها…
لذلك نجد ان في المرحلة القادمة سيتعاظم الدور التركي في المنطقة مع دعمه لاسرئيل اقتصاديا وتجاريا وغيره في الكواليس السياسية, وبضوء أخضر اردوغاني في موافقته على انضمام السويد الى حلف الناتو مقابل بيع طائرات f 16 له والدور التي تقدمه له اميركا…
اما دور تنظيم الدولة الجهادي(داعش واخواتها) قد عبر عنه ابوحذيفة قائد التنظيم في بيانه بعد تفجيرات داخل كرمان ايران مؤكدا في ترجمة بيانه الخطة الاميركية في المنطقة من خلال دور التنظيم الرئيسي والاساسي القادم في مواجهة ايران وحلفائها من اليمن الى العراق ولبنان وسوريا وبالخصوص ايران والتي تواجه على اكثر من محور مع حدود افغانستان الى باكستان مع جيش العدل الى كردستان العراق والقادم مع تركيا في وسط اسيا من اذربيجان الى ارمينيا وسوريا وغيره…
أما الدور العربي التطبيعي هو من يتكفل بالقضاء على ما تبقى من فلسطين واحياء الدور الاسرائيلي في المنطقة وهذا ما ترجمته المواقف العربية من الصراع في غزة والبر التجاري العربي الى اسرائيل في ظل الحصار اليمني عليها…
والدور القادم في الصراع والذي ينتظر التفجير الكبير على فوهة بركاته هو القرن الافريقي وغربه وهو الذي نرى نتائجه في السودان مع الأتي الاعظم من اثيوبيا اتجاه الصومال وصوماليلاند الى اريتيريا وجبوتي وغيرها من القارة السوداء في ظل خروج فرنسا ودورها منها عنوة وما لحق من ظلم غير مألوف على البشر بحق القارة وأهلها من نظام الفصل العنصري والتي دعمته اسرئيل بشكل مطلق على مدار عقود من هنا نرى دور شعب ودولة نيلسون مانديلا بدعم قضية فلسطين ودعوى جمهوريتها في المحكمة الدولية ضد اسرائيل وحربها، وفي ظل النفوذ الجديد المتجدد ما بين اميركا الامارات بريطانيا تركيا وغيرها وبين الروسي الصيني الايراني وغيرها ومصر ستدقع الثمن الاكبر في صراع القرن الافريقي (الاثيوبي،الصومالي وغيره)…
أما الدور الاوروبي الواقف خلف اميركا والداعم لها بشكل مطلق وأعمى لقراراتها وحروبها وصراعاتها ونفوذها ومخططاتها ، سيبقى الغطاء السياسي الدائم المستمر لها ولمشارعيها حول العالم وهذا ما ترجمته مواقفهم من حرب اوكرانيا روسيا الى حرب غزة وسابقا في كل صراعات منطقة الشرق الاوسط وفي افريقيا واسيا والمحيط الهادئ بشكل خاص حول تايوان الصبن وغيره الكثير ، هو الاوروبي الوفي المخلص لاميركا حيث لا مثيل له على وجه الارض(عنزة ولو طارت)..
تنظيم الدولة الجهادي داعش الفوضى المشروع ألقادم الى المنطقة:
يوم الخميس 4 يناير، أطلق تنظيم داعش ما أسماه ”غزوة وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ،“ فكان ذلك عنوانَ هجماتهم في الأيام التالية.
جاء هذا بعد كلمة للمتحدث الجديد باسم التنظيم أبي حذيفة الأنصاري حملت العنوان ذاته.
الكلمة التي بثتها مؤسسة الفرقان هي الثانية لأبي حذيفة، الأولى كانت في 3 أغسطس الماضي وفيها أعلن أبا حفص الهاشمي القرشي زعيماً خلفاً أبي الحسن الهاشمي القرشي، كما أعلن اعتقال هيئة تحرير الشام المتحدث السابق أبي عمر المهاجر.
لا تختلف هذه الكلمة عن افتتاحيات النبأ فيما يتعلق بالموقف من الحرب على غزة، فداعش يرفض القتال من أجل وطن وأرض؛ ويعتبر أن الكل في هذا العالم أعداء ما لم يتبعوا منهجهم؛ وأن جماعة التنظيم هم وحدهم من يسير على الطريق الصحيحة.
يقول أبو حذيفة: ”إنّ تحرير الأرض لا يعني تحريرها من حكومة علمانية إلى أخرى ديمقراطية، ولا يعني تحريرها من حكومة تحكم بالدستور اليهودي إلى أخرى تحكم بالدستور الفلسطيني، فالقانون الذي يحكم فلسطين ودويلة اليهود واحد، وضعه البشر.“
وبالتالي، يدعو التنظيم إلى فوضى التقتيل. يقول: ”طاردوا فرائسكم من اليهود والنصارى وحلفائهم، في شوارع وطرقات أمريكا وأوربا والعالم، اقتحموا عليهم بيوتهم، واقتلوهم ونكّلوا بهم بكل وسيلة تقدرون عليها … لا تفرقوا بين كافر مدني أو عسكري، فكلهم كفار وهم في الحكم سواء.“
بعد الكلمة بساعتين، أطلق التنظيم عنوان ”وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ“ على هجماتهم التي كانت فاتحتها أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجيري مدينة كرمان الإيرانية الذي وقع قبل يوم، الأربعاء.
هو مخطط بايدن الاخير واداراته للمنطقة قبل خروجه عن كرسي الحكم امام خسارته في الانتخابات القادمة بحسب استطلاعات الرأي للمؤسسات الاميركية…
وفي ظل التظاهرات العالمية على مستوى الكوكب ضد سياسات اميركا وحلفائها وبالخصوص ما ترجمته سابقا وما زال حول حرب روسيا اوكرانيا والان حيث يشهد العالم حراكا تاريخيا لا مثيل له حول حرب غزة وتحول الرأي العام والمزاج العالمي ضد بايدن واسرائيل بالخصوص بحربهما على غزة…
لذا يبقى السؤال الاول والاخير في هذا العصر والزمن الحالي والأتي هل يستطيع الرأي العام والمجتمع البشري انهاء الحروب والصراعات واستنزاف الاقتصاد المحلي والدولي والاستهزاء بعقولهم والكذب عليهم والاستهتار في ارواحهم وأجسادهم وقودا في الحروب ثمنا للمصالح الكبرى على حساب حقوق الشعوب وهل سيأتي اليوم الذي يستطيع المجتمع البشري تغيير العالم نحو نظام أفضل مما نحن عليه اليوم والتحول الى نظام عالمي جديد أجدى لتبقى الشعوب لها حرية العيش والاختيار في أمن وسلام في ظل عدالة مفقودة ومساواة ملغاة وحرية محتكرة وانسانية منهارة متحطمة متكسرة على ابواب الدول العظمى ومؤسساتها الدولية، غير أبهة ومهتمة ومعنية بكل ازماته وصرخاته اليومية من خلال حضوره وتظاهره في الساحات وفي الشوارع وفي كل مكان ممكن ان يصل صوته الى من يحكمون ويتحكمون ويسيطرون ويديرون العالم ومجتمعه وشعوبه…
واخيرا لم يتعلموا من التاريخ او لم يطلعوا عليه او لم يفقهوه ويفهموه او تجاهلوه او دفنوه لأنهم لا يعنيهم كي يعيشوا ويحكموا ويسيطروا وينتجوا ويستهلكوا ويبتاعوا ويثروا على حساب دماء ما تبقى من شعوب العالم…





