بأقلامنا

وحشية حكومات اوروبا ضد غزة والاحتجاجات بقلم د. شريف نورالدين

بتاريخ: ٣٠ / ٤ / ٢٠٢٤ م.

 

غزة وما ادراك ما غزة ميزان هذا العصر بين الاخلاق والتوحش، في قارة صهيواميركية وصهيواوروبية غوغائية تحكم العالم بالنار والحديد تحت شعار العداء للسامية وهي الكذبة الكبرى في ماضينا وحاضرنا والبعيدة كل البعد عن المنطق والعقل لكنها الشماعة الت تحمي الصهيونبية العالمية وخلفها اسرائيل..

الوحشية والتوحش تشير إلى السلوك القاسي والعنيف، و الذي يميل إليه الكائنات الحية مثل الوحوش وحتى البشر لذلك يوصفون بالمتوحشون، والتوحش يمكن أن يكون نتيجة لغرائز بشرية أو عوامل بيئية، ولكنها تتعدى مجرد الغرائز، فهي أيضًا تتأثر بالثقافة والتربية والتجارب الشخصية والسياسية أيضا.

كما يحصل اليوم في ساحات اعتصام طلاب الجامعات امام البوندستاغ الألماني أو مجلس النواب الألماني الاتحادي وفي جامعة السوربون الفرنسية، في إشارة إلى أن المظاهرات التي اندلعت في الجامعات الأميركية توسعت إلى أوروبا، مع انتهاك للحرية والتعبير على ايدي حكوماتهم الشريكة مع الكيان والملطخة بدم اطفال وشعب غزة.

واليوم تم تعنيف واعتقال محتجون بوحشية مفرطة وقوات مدججة بسلاح محرم دوليا استخدامه مع التظاهر والاحتجاج والاعتصام وهذا حصل مع الذين يعبرون عن غضبهم من الحرب الإسرائيلية على غزة في حرم جامعة السوربون في باريس، مهتفين بشعار “فلسطين حرة” ونصب بعض الطلاب خيامًا في الفناء، كما جرى من اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني، و ان الشرطة الألمانية هاجمت المخيم لفض الاحتجاج أمام البوندستاغ بالعنف والقوة الوحشية.

وأما التوحش يمكن تعريفه بأنه سلوك غير إنساني يظهر عندما يتجاوز الفرد حدود الأخلاق والإنسانية في تعامله مع الآخرين أو البيئة. يمكن أن تكون أسباب التوحش متعددة، منها العوامل الوراثية والبيئية والثقافية. فمثلاً، قد يكون التوحش ناتجًا عن نقص في التربية الأخلاقية أو الاجتماعية، أو قد يكون نتيجة لتأثير العوامل البيئية مثل التعرض للعنف أو الإهمال. يمكن أن يؤدي التوحش إلى أعمال عنف وظلم، وقد يكون له تأثير سلبي على المجتمع بأسره إذا لم يتم التصدي له بشكل فعال من خلال وقفة جماهيرية عارمة عامة كما يحصل اليوم في عالمنا الحديث.

و الوحشية تعني استخدام العنف أو القسوة بشكل غير مبرر وقد تظهر الوحشية في سلوك البشر والحيوانات على حد سواء.

– يمكن أن تكون الوحشية ناتجة عن الغضب أو العداء أو القدرة على التحكم الضعيفة.

– يتضمن الوحشية أحيانًا استخدام القوة الفائقة أو القسوة الزائدة بدون مبرر أخلاقي.

– في بعض الحالات، يمكن أن يكون التوحش مرتبطًا بتصرفات عنيفة تتجاوز الحاجة الفعلية أو المنطقية.

– العنف: يشير إلى استخدام القوة الجسدية أو النفسية لإلحاق الضرر بالآخرين أو بالنفس.

– التنمر: هو نوع من الوحشية يتمثل في التعرض المتكرر للتنمر أو السلوك العدائي من قبل فرد أو مجموعة.

– العداء: يمثل العداء المشاعر السلبية والعدائية نحو شخص أو مجموعة معينة دون سبب مبرر.

– التعذيب: هو استخدام العذاب الجسدي أو النفسي بشكل متعمد لإلحاق الأذى بالآخرين.

– التصعيد: يشير إلى زيادة مستوى العنف أو الوحشية بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى تفاقم النتائج السلبية.

– التسلط: يعبر عن استخدام القوة أو السلطة بشكل غير عادل أو غير متوازن لإرغام الآخرين على الانخراط في سلوك معين.

– التشدد: يعبر عن الرغبة في تطبيق العقوبات الصارمة أو استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف الشخصية أو السياسية

– الحجز والاعتقال : كما يحصل اليوم من ترهيب بحق المحتجين والمعتصمين في اوروبا وجامعاتها دعما لغزة والمطالبة بوقف الحرب عليها.

لذا ما ينتج في وحشية اوروبا وما ينتظرها وصهيونيتها ويهوديتها واسرائيليتها هو على النحو التالي وما حصل في الماضي القريب.

لذا على مر العقود، كانت الشخصية اليهودية ترتبط بالأخلاقية الغربية بعيدا عن اي مواجهة معها. لكن الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية قد كشفت عن فهم مختلف، حيث لم يعد نقد الصهيونية مرتبطا بمعاداة السامية بل بانتقادات لسياسات “الصهيونية” و”اليهودية” و”إسرائيل” مع المقاربة والمفارقة التي باتت أكثر وضوحًا في ظل ما يحصل من وحشية صهيوغربية على الجامعات وطلابها…
.
هو الوعي الجديد بين طلاب الجامعات الأمريكية ينبعث منه روح المناهضة للإمبريالية والاستعمار، ويتجلى في الانتفاضة التي تلهم الشباب حول العالم. هذا الوعي يؤكد على أهمية العدالة في القضية الفلسطينية وينبذ السردية الصهيونية.

تطور الخطابات المعادية للسامية تجاه مسائل الحرب والإبادة إلى سخافة واستهزاء وتمرد عليها، مما يبرز تحولاً في الرؤية والوعي العالمي.

ان انتصار معركة الوعي، وعي طوفان احرار وثوار العالم ضد حكومات الارهاب الغربية والعربية، وضعت إسرائيل والصهاينة امام معضلة عالمية بعدما اصبحوا منكشفون وغير محصنون من الانتقاد والرد عليهم ، ليتشكل رأي عام جديد بقيادة طلائع شباب الجامعات، قادة ينسف سردية الصهاينة وحصانتها ومن يقف خلفها…

ولا شك ان اوروبا واميركا والعرب في حالة من الصدمة بسبب الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتنياهو ودعمها المستمر لها بشكل مطلق حتى خرج عن حدود العقل والمنطق وابعد من التوحش والافتراس وكل اصناف الرذيلة وادوتها الشيطانية المعاصر…

ان الوعي بطبيعة الاحتلال الصهيوني يتزايد داخل الولايات المتحدة واوروبا، واللوبي الصهيوني يجد صعوبة في تحجيم تلك الاحتجاجات. مع تصاعد حملات الاعتقالات للمحتجين داخل الجامعات الأميركية والاوروبية، والأجواء داخل حكومات اوروبا وبايدن اميركا وفريقه في حالة تتوتر شديد والشعور بالخطر الداهم عليهم وعلى مواقعهم وسلطتهم وسياساتهم وصهيونيتهم في لحظة حصول انتخابات…

ورغم أهمية دعم الولايات المتحدة واوروبا والاعراب المستعربة لإسرائيل في إلا أن السياسات التوحشية لقادة الاحتلال تجعل إسرائيل عبئاً على الساسة الأميركيين والاوروبين معا…

كما ان الديموقراطية والحرية والليبرالية والراسمالية وغيرها من الشعارات الزائفة تتهاوى وأيلة للسقوط، ومع ما يسمى ما بقي من (اخلاق) لدى سادة اوروبا، قد ساقتها صهيونيتهم الى الحضيض واسفل السافلين لتتكشف وحشيتهم ومصاصوا دماء هذا العصر بابشع المجازر والقتل من غزة الى الاعتقال والتهديد والترهيب والتنكيل والتعنيف في اوروبا بحق حتى شغوبها، فلا حرج ولا حياء ولا عتب على ما فعلوه ويفعلوه بحق غزة وأنسانها.

الوحشية لا عنوان لها ولا دين ولا هوية ولا انسانية ولا بشرية ولا حتى حيوانية او اي كائنات ارضية او “فضائية” بعدما تجاوزت كل المعقول والغير معقول والحدود على كل المخلوقات بتوحشها، لذا لا بد من ابتكار مصطلح يعبر عنهم ويتناسب مع جرمهم وقتلهم ويتلائم مع رذيلتهم، حيث قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى).(قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)…

زر الذهاب إلى الأعلى