كلمة المناضل القومي الأستاذ منيف فرج في حفل تأبين القائد الوطني والقومي محمد خليل عيسى (ابو خليل )
عذراً ايها الرفيق … فكرتُ لحظةً ان اقفَ في مقامكَ ، خفتُ ان اتلعثم . هي صفةٌ ملازمةٌ امام الكبار . لكن القول فيك هو عينهُ السهلُ الممتنع .. به تنساب الكلماتُ ، وتتراكب الجُمل تضفي على المقام رونقاً يشبهك ، وكبرياءً هو بعضٌ منك .
كما قال الحلاج ( انا هو لا نفترق ) نعم فلسطين لم تبارح عقلك ، كنت دوماً تقول : انا ابن التراب الذي انجبني . بدأت باكراً ، تعرفت الى الحياة قومياً سورياً لانه الطريق الى فلسطين . بعدها رحت الى حركةِ القوميين العرب ، ناشطاً في نادي التضامن ومدرساً في مدرسة الاتحاد في التاريخ حيث غلب عليه تاريخ فلسطين .
قلت انا هنا لا يحتويني جسدي الآيلُ الى مصيره. عقدت العزم الى الرفاق مع القائدِ التاريخي ، د. جورج حبش ورفاقه .
قولك ان هذا الطريق مليء بالعسرات وليس بالسلاح وحدهُ نعود ، بل بتراكم كفاحي وثقافي وفكري كما قال : الياس خوري ” للشمس ابوابُ لا عدد لها ” فكانت طريقك سفيراً للثقافة الى العالم ، الذي كان يدعي الحرية والديمقراطية للشعوب . صار اليوم يرعى الحروب ، واقرب الى الاوتوقراطية والاستبداد خارجاً نعم هكذا تتوالى الصورُ والاشخاصُ . والكلماتُ ، تتغيرُ الوانها وحالها، لكنها تتطابق في مكانٍ واحدٍ .
في التفصيل ، كلماتٌ كان لها في البدءِ معانٍ اكبرُ منَّا ،لم نستوعبها في الصغر ، اخذت طريقها تسابق الصور المتخيلة . ترسم علامات استفهام حول مكنونات المجتمع وافاقه ، لنسرع سوياً في التقاط الصورةِ المحببةِ الى فلسطين .
ابو خليل : لم تيأس ، لم تتوانى في الضوء والعتمةِ ، وجاء موعد الخروج ، ذهبتَ تتنشق الهواء جراءَ العطنةِ في مكانٍ ضاق ذرعهُ .
الرفيق والصديق ، الهادئ والوسيم نعم تليق بك الحياة ، وانت الفلسطيني الهوية ، العربي الهوى .
لا اريد ان ارثيك ، لاننا كلنا ذاهبون .
ارثك باقٍ وذكراكَ تينعُ مع الاجيالِ المتجددةِ، حدثٌ لا يمحى في تاريخ صور والجوار .
واخيراً اخبرك ان الانتظار طال لفترة طويلة . ولغاية الان لا نعرف مداه ، بل ننتظرُ نصراً لدولة فلسطينية تعويضاً عن الابادة الجماعية ، حمى الله شعب فلسطين ولبنان بسواعد الابطال