قيادي في “الجهاد الإسلامي”: وقف تمويل “أونروا” مشاركة فعلية في قتل اللاجئين
أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة “الجهاد الإسلامي”(فصيل مقاوم) في لبنان، يوسف موسى، على أن “قرار الدول التي علقت أو أنهت تقديم المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- أونروا، هو بمثابة المشاركة الفعلية في قتل اللاجئين، من خلال إحداث مجاعة جماعية وتفشّي الأمراض كما هو الحال في قطاع غزة”.
وأضاف موسى، في تصريح خاص لـ”قدس برس”، اليوم السبت، أن “الهجمة على وكالة “أونروا” ليس بأمر جديد، بل هو امتداد لقرارت قديمة قامت بها الإدارة الأمريكية على عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي عملت ودعت بكل طاقتها إلى إنهاء عمل الوكالة”.
واعتبر القيادي في “الجهاد الإسلامي” أن هذه الخطوات “تأتي خدمةً للمشروع الصهيوني لانهاء دور هذه المؤسسة، بصفتها الشاهد الوحيد على حق العودة، كما أنها المنظمة الوحيدة المولجة بخدمة اللاجئين الفلسطينيين، والمعنية بإدارة شؤونهم في الأقطار الخمسة؛ ومنها لبنان”.
وأضاف موسى: أنه “لا يخفى على أحد أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا يتمتّعون بأي حقوق مدنية أو اجتماعية، وبالتالي لا تقدّم الدولة اللبنانية للشعب الفلسطيني أي نوع من الخدمات أو الحقوق مثل الطبابة أو التعليم أو الضمان الاجتماعي وغيرها من التقديمات”.
وتابع القول: إن “توقّف خدمات الأونروا عن اللاجئين الفلسطينيين سيؤدي إلى كارثة كبيرة تضاهي حجم الاجرام والدمار الذي يقوم به الكيان الصهيوني في غزة، حيث يعتبر توقف الدعم بمثابة القتل الجماعي للشعب الفلسطيني الذي يعاني اصلاً من عدم انصاف واكثرات من المجتمع الدولي الذي ساهم منذ فترات طويلة بتلقيص الدعم الموجهة لخدمات الأونروا”.
وجدّد التذكير بأن “أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان يعانون من حالات فقر وعوَز كبير، ويعتبر أكثر من تسعين في المائة منهم تحت خط الفقر، وبحاجة لمزيد من الدعم، ناهيك عن البطالة التي يرزح تحت وطئتها اللاجئون”.
ولفت موسى مذكّراّ إلى أن”اللاجئ لا يستطيع تحمّل فروقات العلاج في المستشفيات، إضافةً إلى عدم القدرة على تحمّل أعباء مصاريف التعليم، مثل القرطاسية واللباس والمصروف، فكيف الحال مع انتهاء التغطية الطبية بشكل كامل وتحمّل نفقات التعليم بعد عجز الاونروا عن استئناف التدريس؟!”.
ورأى أن “لبنان سيتأثر بشكل كبير، وبشكل مباشر من تداعيات هذا القرار المجحف، وبالتالي سيهتز الوضع الاجتماعي للاجئين، مما يؤدي لانتشار كافة أنواع الآفات التى ينتج عنها تدهور في الوضع الأمني وسيفاقم الأزمة الاجتماعية الناتجة عن تدهور الوضع الاقتصادي الذي ترك أثراً سلبياً على كل المقيمين في لبنان”.
ودعا في ختام رسالته إلى”حشد كل الطاقات الشعبية والسياسية والرسمية الفلسطينية واللبنانية لوقف هذه الجريمة، من خلال الحراك الشعبي الكبير، وتحرك السفارات لشرح مخاطر هذا القرار وتداعياته على الأمن والاستقرار في كافة الأقطار، لا سيما والأهم فيها المخيمات في فلسطين ولبنان”.
وأُوقِف تمويل وكالة “أونروا” من قبل 18 دولة مانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بعدما ادعت دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن العديد من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “حماس” في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وشكلت التبرعات المقدمة من ثلاث دول أعلنت تجميد تمويلها، وهي الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، ما يقرب نصف إجمالي المساهمات للوكالة في عام 2022، وفقًا لـ “أونروا”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.