Uncategorizedبأقلامنا

غزة.. تفضح الإنسانية الانتقائية بقلم الكاتب المصري ابرهيم النجار

فى اليوم العالمى لحقوق الإنسان (10 ديسمبر)، إبادة جماعية مستمرة، ومجتمع دولى بين عجز وتواطؤ. كيف سقط العالم فى اختبار الإنسانية بغزة؟. يولد جميع الناس أحرارا، متساوين فى الكرامة والحقوق. هذا ما تنص عليه المادة الأولى من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. لكن هذا العام جاءت الذكرى الـ 75، لصدور الإعلان, لتعمق جرح الإنسانية أكثر. فتلك الحياة الطبيعية التى ترسمها القوانين الدولية، تبدو بعيدة عن هذا الجزء من العالم، أقصد.. غزة. ما بين لوحات تنبض حلما وواقعا مرا يحاصرهم، يصارع أطفال غزة للنجاة من إجرام إسرائيلى، متفلت من أى التزامات إنسانية أو حقوقية. هنا تكثر انتهاكات إسرائيل، الفاضحة ومزيد من المجازر تسجلها المنظمات وتنقل بعضها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء. لكنها لم تستطع أن تحرك الضمائر فى أنظمة عالمية بدت منذ بداية العدوان، متواطئة فيما يجرى من مآس وفظائع. أما عن حقوق الإنسان، فلا تعدو لأهالى غزة كونها مجرد شعارات جوفاء، حيرت هذه البقعة الصغيرة المحاصرة عن مفاهيمها وإجراءاتها. لكن الصرخات البريئة تعلو من غزة، مسألة العالم عن حقوق الفلسطينيين. عالم يقف متفرجا عاجزا خاضعا لفيتوهات أمريكية متكررة، ترفض إنهاء المذبحة. فأين حقوق الإنسان؟ وأكثر من مليونى فلسطينى يتعرضون لإبادة جماعية، أى حقوق، فيما نحو أكثر من 18 ألف شهيد، وجرحى يقتربون من 50 ألفا، خلفها العدوان حتى الآن, عدا عن مفقودين يقدر عددهم بنحو 8 آلاف شخص. ماذا قدمت وثائق حقوق الإنسان لأهالى غزة، وأكثر من مليون وثمانمائة ألف منهم شردهم الاحتلال. بماذا تفيد النصوص والكلمات أطفال غزة الجياع والجرحى. وكيف ينحت لهم العدوان الوحشى، والمفاهيم الإنسانية الانتقائية. هوية مستقبلية؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى