بأقلامنا

“الصالون العكاري: ثقافة التغيير” يطلق باكورته ندوة لزكي طه بعنوان “الوضع السياسي الراهن”

“الصالون العكاري: ثقافة التغيير” يطلق باكورته ندوة لزكي طه بعنوان “الوضع السياسي الراهن”

مناشير
اطلق “الصالون العكاري: ثقافة التغيير”، اولى نشاطاته في ندوة في القبيات بعنوان “الوضع السياسي الراهن” قدمها رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني زكي طه، وذلك في إطار “المبادرة- الثقافية النقالة” التي أطلقها “الصالون” عُقدت الندوة يوم امس في بلدة القبيات.
أدار الندوة جوزف عبد الله موضحاً، أولاً، معنى “المبادرة- الثقافية النقالة” في ظل الانهيار الاقتصادي الاجتماعي الراهن وما يعكسه من عجز الناس عن تحمل تكاليف النقل، الأمر الذي يفرض على دعاة التغيير التواصل مع المتضررين من سياسات السلطة في أماكن إقامتهم، وعدم الاكتفاء بالأنشطة المركزية والخطابات الفوقية التي تتهم الناس بالتقصير، في حين يضيف عبد الله أن قوى التغيير هي المسؤولة عن تردي حالات الاعتراض، وهي المعنية بالتعبئة والمتابعة إذا ما كانت جادة في المساهمة في تشكيل الكتلة الشعبية الضرورية لمواجهة قوى السلطة.


ثم قام بتقديم المحاضر الأستاذ زكي طه، رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني.
طه
بعد التحية لاصحاب الدعوة ولمبادرة تشكيل منبر حوار حول ثقافة التغيير توجه لاصحاب المصلحة في انقاذ البلد.
وقال “لأن الوضع اللبناني لا يمكن مقاربته بعيداً عن الاطارين الدولي والعربي، اشار طه الى النزاعات والحروب القائمة بكل ابعادها السياسية والاقتصادية وتحول المنطقة العربية ساحات مشرع للنزاعات والحروب الاهلية والتدخلات الخارجية، كما تطرق إلى مراجعة المنظمة النقدية لتجربة الحركة الوطنية اللبنانية، ولمنظمة العمل الشيوعي ضمناً.
حمّل طه أطراف السلطة الحاكمة مسؤولية الانهيار الذي اصاب البلد جراء السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية من قبلها، وبقوة صراعاتها الدائمة على السلطة والنفوذ، واستغلال الأزمات، وابقاء لبنان ساحة مرتهنة للخارج في ظل صراع مفتوح حول هويته الوطنية وعلاقاته الخارجية مما يساهم في تجديد الانقسامات الاهلية الموروثة، وتكرار المعارك المفتوحة باسم حقوق الطوائف والصلاحيات الدستورية في شتى مواقع السلطة وأجهزة الدولة وقطاعاتها، في ظل نظام المحاصصة ووسط استسهال تبادل اتهمات التخوين وتعطيل لاستحقاقات الدستورية وفراغ مواقع السلطة، وشلل مؤسسات الدولة وانهيار جميع اجهزتها الادارية والخدماتية.
وأشار طه إلى أن النظام الطائفي قائم على تشريع الفساد السياسي وتعميمه على كل المستويات الادارية والمالية والاجتماعية. وأن قوى الطوائف ومن أجل حماية مواقعها بقوة سياساتها الفئوية، لم تكتف بتقاسم السلطة بل تعمدت تفكيك وتطييف الحركة النقابية لجميع قطاعات المجتمع دون استثناء، من أجل اخضاعها وتعطيل دورها وقدرتها في الدفاع عن حقوقها المستباحة.
وتوقف طه أمام أزمة المعارضة وقوى التغيير التي تجلت في انتفاضة تشرين التاريخية، كما في الانتخابات النيابية الاخيرة، سواء على مستوى برامجها التي تقتصر على طرح شعارات ومبادئ عامة عديمة الصلة بأولويات القطاعات والفئات الاجتماعية والمناطقية، أو على مستوى آليات عملها وأنشطتها التي تقتصر على دعوات تنظيم اعتصامات هزيلة تستهدف إرضاء الذات. وأشار إلى هامشية مجموعات واحزاب المعارضة وتفككها وأوهام بعضها حول سهولة هزيمة قوى النظام واستسهال التغيير، اضافة إلى التهرب من نقد تجربتها والتعلم من أخطائها. واعتبر أن ارتباك نواب التغيير سببه غياب الحاضنة الاجتماعية لهم.
واخيراً دعا طه جميع قوى المعارضة الديمقراطية المستقلة عن السلطة الى تحمّل مسؤولياتها التاريخية والتلاقي للاتفاق على برنامج الحد الادنى للعمل على توحيد فئات المجتمع المتضررة عبر مسار تراكمي.. لإنقاذ البلد بديلاً من انتظار الحلول من الخارج والاستسلام إلى الواقع الصعب.
تخلّل الندوة نقاشات شاركت فيها فعاليات اجتماعية وثقافية من القبيات وجوارها، اتجه معظمها نحو سؤال “ما العمل؟”، لا سيما أن الناس معنيون في الظرف الحالي بتوفير حلول لمشاكلها وقضاياها اليومية المباشرة.

زر الذهاب إلى الأعلى