بأقلامنا

*شهادة و شهيد .1_..*صباح كئيب* بقلم الشاعر بسام بزون

طائرات تحلق تلقي حمم النار ..و مسَيراتٍ تصطاد من خلف الغمام …
حمم من عرض البحر تلهب الارض…
و عجوز تيمم بتراب مقدس بعض اواني منزلها …و رجل يعتمر كوفيته تحت شجرة الساحة يلف سيجارته على وقع أزيز الرصاص و دوي المدافع و يقول الله يحمي ولادنا …رجالنا بدهم يدوخو الاعداء…
و هناك يا أخي كنا معا نسير نتفقد الاهل و الاحبة ..نداوي جراحهم و نسعف مرضاهم و نحمل ما تيسر من خبز و معلبات الى الصامدين الباقيين ملتصقين بترابهم….
اليوم أذكر اخي *الشهيدحيدر* حين كنا معا …وصلنا الى منزل الشيخ باقر شمس الدين …ندهناه…اجاب من ؟ قلت بسام و حيدر سعد ..قال اهلا الحمدالله على السلامة و شكرا لتفقدكم احوالنا .. قلنا لك زاد الطعام …قال اربطوه بالحبل و اقذفوه من اعلى الحائط….و بعد استشهاده ..وجدناه كما ربطناه …كانت آخر الكامات رحمه الله …..
تالعنا يومها الى باقي البلدة ….كان ابو منير رحمه الله وزوجته يجلسان في صحن الدار …قبلنا و دعى لنا الله يحفظنا …و سألناه حاجة نقضيها ..قال دواء السكري ..و الضغط..قال حيدر سآتيك لهم غدا عند المساء حيث اذهب الى مركز كشاف الرسالة الدفاع المدني في عين بعال و ان شاء الله نؤمنه لك …
غادرنا الى منزل المرحوم ابو علي احمد خليل كا يجالس المختار الحاج حبيب سعد يراقبون حمم النار على زبقين ..و ابو علي اقسم انه كاد ان يسحب سيجارته المشتعلة على طرف شفته سحبة واحدة لكثرة غضبه و تأثره بالنار التي تهوي على منازل الاهل في زبقين…غادرنا و اتجهنا الى منزل الحاج احمد غانم فقد دعانا الاخ احمد سلمان و اخته الحاجه علوية لطعام الغداء علنا ننسى قرقعة السلاح و ازيز الرصاص و هدير الطائرات…و التعب الذي تلبَسَنا من حر و سير و ركض و تلطي تحت الاسقف هربا من عيون طائرة تصور كل حركة على الارض….
قال الشهيد *حيدر* ..نأكل لقمتين معهم و نلبي ايضا دعوة الحاج و هبي سكاف اطال الله بعمره ..لتناول الغداء و بذلك لا نكون قد سببنا حرجا لاحد و لبينا كلتا الدعوتين…
اكلنا و حمدنا الله و استئذنا اهل الدار و غدونا الى منزل ابو حسن سكاف…كانت المرحومة الحاجة* ام حسن سكاف* تجلس مع زوجها عند طرف البرندا وقد بانت على وجوههم الفرحة لرؤيتنا ندخل عليهم …تسامرنا تغدينا و سمعنا من الحاج ابو حسن بعض النهفات المضحكة و المواقف البريئة التي تحمل الى السرور و الفرح معاني العطاء و التفاني …بعد دعواتهم بعودة الصدر الامام..غادرنا و كانت وجهتنا منزل والدي في الخشنة ..دخلنا الدار…..
*يتبع*
زر الذهاب إلى الأعلى