بأقلامنا

تعددت المواصفات والمطلوب واحد… “إنتخاب رئيس جديد” بقلم الإعلامي فادي رياض سعد

قبل 11 يوما من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يدخل لبنان الإستحقاق الرئاسي بلا دولة، وانعدام صورتها الممسكة بزمام الازمات وتفلتاتها المالية والاقتصادية والاجتماعية. في ظل غياب شبه تام لاي إجراءآت ذات صلة بكل ما يعانيه اللبنانيون باستثناء بعض المعالجات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، مما يؤجج الشكوك والمخاوف الجدية من تداعيات الازمة المالية والاجتماعية حين تغرق البلاد في تطورات الإستحقاق الرئاسي، بما قد يشلّ عمل المجلس النيابي وبالتالي تعطيل التشريعات للمشاريع الملحّة من الموازنة مروراً بالمشاريع الأخرى المتصلة بالإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي.

والانتخابات النيابية الأخيرة لم تنتج أكثرية واضحة. وإذا كانت لم توفر الأكثرية لقوى 8 آذار فإن الفريق الأخر لا يشكل وحدة متراصة لفرض خياراته، بل هو مجموعات متباعدة تجعل الفريق الأول أكثرية، والكلام عن حكومة جديدة في ما تبقّى من العهد، ذهب أدراج الرياح، إذ دخل الاستحقاق الرئاسي بقوة فارضاً نفسه مع اقتراب شهر أيلول، موعد الانطلاق الدستوري للاستحقاقات وبدء الانتخاب.

ولان كل ماروني هو مرشح محتمل لرئاسة الجهمورية، كما يقال!… تعددت المواصفات لرئيس الجمهورية المقبل “حيادي” “تحدٍّ” “غير استفزازي” “له تمثيل شعبي في بيئته”…. ما يؤكده تاريخ الانتخابات الرئاسية، أنها تُصنع في الخارج، وتُصّدر الى الداخل اللبناني، ولن يغيب ذلك عن الدورة الحالية فالمواصفات الرئاسية تأتي من مواقع القرار الدولي والاقليمي، ويكون الداخل اللبناني متلقياً، مما يؤشر الى فراغ رئاسي…

تعددت المواصفات … والمطلوب واحد “انتخاب رئيس جمهورية” ضمن المهل الدستورية لتفادي الدخول في نفق الفراغ المظلم، حيث لا ينفع الندم…

فادي رياض سعد

زر الذهاب إلى الأعلى