بأقلامنا

زمن المصالحات بقلم الدكتور عماد سعيد *

لأن زمن المصالحات بدأ منذ أول مشكلة حصلت في العالم بعد ان حصل اول شجار على قطعة ارض او كسرة خبز ..

هكذا تتدافع الامم اليوم في معركة متعددة الاوصال في سبيل الاقتصاد والتمويه على قيم ومبادىء وعقائد

..المال هو سيد الموقف في لعبة الحرب .

..ثم لأن الزمن بل العصر هو عصر الرهان على أي شيء يتصل بالامل ولا يأخذ الى الياس

.. لهذا تراني اليوم أعول كثيرا” على بارقة أمل في حل خلاف شخصي

لأن مشكلتي مع الحب هو اني اقسى عليه او يقسو على فؤادي

..من يحب يتعارك مع من يحب، لكنه في النهاية يجلس الى طاولة المفاوضات كي يقيم الربح والخسارة ويحدد مسار القلب الاستراتيجي كما يحصل بعد كل حرب بين جيوش مختلفة متناحرة

انها لعبة الامم كما يقول مايلز كوبلاند الذي ظهر كتابه بعد هزيمة حزيران من العام 1967 ولاقى رواجا” كبيرا” في العالم العربي يكاد كل صحافي مخضرم قد اطلع عليه ..

انني اليوم وفي خضم التحولات الغير بريئة في العالم العربي والتي كادت تفشل والحمد لله في تقسيم اكثر من بلد عربي ..تقسيم البلد أمر غير وارد وتقسيم القلوب أيضا” شيء من المحال بل انه اعجوية العصر الراهن ..

سيداتي سادتي: ما الذي يحصل في جامعاتنا ومنتدياتنا الادبية ولقاءاتنا ووسائل الاعلام ؟

هل نحن في زمن الخصام بل اننا في زمن المصالحات تقارب من هنا وتقارب من هناك داخل الصف المسيحي وداخل الصف الاسلامي

متمنيا” ان يتم في الصف الفلسطيني وقبل ذلك في ازمة قطر والعالم العربي وفي وفي ..مناطق كثيرة حتى ولو كانت في أدغال افريقيا

حبذا لو سار الزمن عكس التاريخ دون حروب بل تفاهمات ومصالحات بعيدا” عن النار والبارود والدم والشهداء ، فالاجمل من الموت في سبيل الارض هو العيش عليها بحرية وكرامة وسيادة وسعادة…

وبعد..المصالحات في الخاص والعام امر مقبول، أتمنى أن يستمر ويتواصل كي نثبت : اننا نستحق الحياة والحوار والعدالة والمجد ..

ان أمة لا تعرف المسامحة غير جديرة بالحياة

ان القلب الذي لا يفرح للمصالحة والنسيان والمغفرة لا يجب ان ينبض

وان العين التي لا تدمع ينبغي أن تقتلع ..

عافانا الله واياكم من الحقد والكراهية ورفض المصالحة ..

انها لا تدمر القلوب انما يسدل الستار على الانسان والارض ، في زمن لا يتسم عنوانه بالمصالحات

..فلنارهن على المصالحة لا المصلحة

على النسيان وليس على الغباء

لنراهن على الحب الذي يقهر المستحيل

لنراهن على الشعر والربيع والآمال المعلقة على تاج الرأس والقلب

… انها الحياة قصيرة لا تستحق الخصام ولا النزاع

والخسارة

انه وقت للحب وليس للموت

فلنتسامح ونتصالح

والى اللقاء

الدكتور عماد سعيد

رئيس مجموعة هلا صور الثقافية الاعلامية في لبنان *

 

زر الذهاب إلى الأعلى