بأقلامنا

في الذكرى السنوية الاولى لجريمة تفجير مرفا بيروت بقلم الشاعر الدكتور رجب شعلان

بيروت ذات عصر دامي

ذات عصر
وبيروت تعيش برائتها والطهر
وكان الغدر
يمشي داخل المرفا وفي الجو
طيور سوداء لا تشبه الطير
اهلك يا بيروت كانوا بغفلة
كانوا يظنون ان.يوم بيروت امن
وكل من يسكنها ويدخلها اَمن
نائمون مسالمون
عاملون للقمة العيش يحتاجون
واناس في الشوارع يمشون
يركضون
يتحدثون
كل شيئ في الداخل ينتظرون
وباء
بلاء
جوع وفقر وعوز
لكنهم ساكتون صابرون
بيروت على غير عادتها هذا العصر
صامتة كانها تترقب سوء القدر
فجاءة
زعق نفير الغدر
دخان ونيران وبركان انفجر
قلب بيروت انفطر
وانشطر
نار وصراخ وانين ‘ قتلى وجرحى
ولم يسلم الحجر
كل ما في بيروت اصابه الضرر
والشرير في الداخل يشرب قهوة المنتصر
والغادر في الاجواء يبتسم ويلتقط الصور
هو عصر يؤرخ به
حسب تاريخهم قبل بيروت وبعد بيروت
ذات عصر
نسي الانسان في وطني
دينه
ومعتقده
وحذائه
كان همه انقاذ بيروت التي تحتضر
الشهداء ارتقوا للعلى الى مجد السماء
والجرحى يتعالجون اينما كان ولهم الدواء
وبيروت مثخنة الجراح في كل الاحياء
الكل يتراكض مع الكل فالمصاب وباء
ضرب بيروت في شراعها
مزق الاحشاء
والناس معظم الناس في بيروت شهداء
الا الزعماء
حتى الان مختلفين على جنس الملائكة
اهم رجال ام نساء
ذات عصر
قدم الفساد والافساد فرصة العمر
لمن يحاول ان يدخل مخدع بيروت
فاتوا بجحافلهم وبوارجهم وطائراتهم وجيوشهم
ودولاراتهم التي كانت ممنوعة
يتحدثون بالعفة
وهم في بلدانهم عواهر واجورهم مدفوعة
ذات عصر
كشفت يا بيروت بدمائك ودمارك
من هم العملاء الماجورين
ومن هم الذين يعرفون من فجرك وساكتين
وكشفت يا بيروت لانك منغمسة في العروبة
اي اثمان تدفعين

 

زر الذهاب إلى الأعلى