بأقلامنا

سفير خارج سباق المصالح: داني الأشقر… حين يصبح السلام رسالة لا منصبًا…بقلم المستشارة ناريمان علوش

حين سمعتُ للمرة الأولى باسم سفير السلام العالمي داني الأشقر، حيرتني الأسئلة التي ظهرت تلقائيًا أمامي. في زمنٍ تحكمه المصالح، وتُقاس فيه المبادرات بميزان الربح والخسارة، يصبح من الطبيعي أن نتساءل:
هل ما زال هناك من يعطي بلا مقابل؟
هل ما زال هناك من يعمل بدافع الرسالة لا الطموح؟

نعم، هم نادرون… لكنهم موجودون.

مع مرور الوقت، ومع عملي في مكتب السفير داني الأشقر كمستشارة إعلامية، لم تبقَ تلك الأسئلة معلّقة طويلًا. شيئًا فشيئًا، تكشّفت أمامي صورة إنسانٍ لا يشبه السائد، رجلٍ لا تحرّكه حسابات المناصب ولا إغراءات الألقاب. لا طموح لديه ليكون نائبًا، ولا سعيًا ليصبح وزيرًا، ولا رغبة في الوصول إلى أي موقع سياسي أو غير سياسي. وكأنّه قرر منذ البداية أن يخرج من سباق الكراسي، ليدخل سباقًا أكثر صعوبة: سباق الإنسانية.

داني الأشقر لا يمنح من فائض، بل من قناعة. عطاؤه ليس استثمارًا في المستقبل، ولا ورقة ضغط، ولا وسيلة عبور إلى نفوذ ما، هو عطاء نابع من الداخل، من إيمان عميق بأن السلام ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو سلوك يُمارس، ورسالة تُحمل بثبات، مهما كانت الطريق طويلة وشائكة.

ما يميّزه ليس فقط ما يقدّمه، بل السبب الذي يقدّم من أجله. فحين يعمل، يعمل لأنه يؤمن. وحين يبادر، يفعل ذلك لأنه يرى في الإنسان قيمة عليا تستحق الجهد، والوقت، وحتى التعب. لا ينتظر تصفيقًا، ولا يسعى إلى صورة، ولا يراكم إنجازاته في أرشيف شخصي. السلام عنده ليس مشروعًا مؤقتًا، بل أسلوب حياة.

خلال العمل معه، تكتشف أن رسالته واحدة وواضحة: تحقيق السلام. سلام مع الذات، سلام مع الآخر، وسلام مع العالم. رسالة لا تتجزأ، ولا تخضع للتأويل، ولا تُستخدم كورقة علاقات عامة. ولهذا، يبدو حضوره مختلفًا، وكلمته صادقة، وخطابه خاليًا من الزيف الذي اعتدناه.

في زمنٍ يعلو فيه الضجيج، ويكثر فيه المتاجرون بالقيم، يصبح وجود شخصيات كهذه بمثابة تذكير هادئ بأن الخير لم ينقرض، وأن الإنسانية لم تُهزم، وأن السلام ما زال له سفراء حقيقيون… لا يحملون ألقابهم للتفاخر، بل يحملونها كمسؤولية أخلاقية وإنسانية.

داني الأشقر واحد من هؤلاء القلّة.
يعطي بلا حدود، بلا غايات خفية، وبلا شروط.
لأن رسالته وحدها تكفيه.

بقلم المستشارة الإعلامية في مكتب السفير داني الأشقر
ناريمان علوش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى