بأقلامنا

بانتظار الحوار المباشر بين الحزب ورئيس الجمهورية : ورشات حوارية حول الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل السلاح بقلم د. قاسم قصير

 

لا يزال مستقبل سلاح المقاومة وحزب الله هو الشغل الشاغل للعديد من الاطراف الداخلية والخارجية رغم انشغال السلطات اللبنانية هذه الايام بملف الانتخابات البلدية والاختيارية والتطورات الاقليمية والقمة العربية في بغداد وانعكاسات زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى دول الخليج العربي .
فقد اشارت بعض الاوساط الاعلامية في بيروت الى ان وفد من حزب الله قد يزور قصر بعبدا قريبا للقاء رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لبحث ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية بعد ان تبادل الطرفان الرسائل والاجواء والمواقف بصورة غير مباشرة خلال الاسابيع الاخيرة .
وقد حرص رئيسا الجمهورية العماد جوزيف عون والدكتور نواف سلام على التاكيد في مواقفهم خلال الايام الماضية على ان قرار حصر السلاج بيد الدولة اللبنانية قد اتخذ نهائيا والمطلوب متابعة الحوار للوصول الى التطبيق العملي، واما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد ركز في مواقفه السياسية على اهمية وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للبنان واكد ان الولايات المتحدة الاميركية هي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على الاسرائيليين لوقف العدوان الاسرائيلي .
واما على الصعيد الاميركي فقد حمّل الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال زيارته للخليج حزب الله مسؤولية انهيار اللدولة في لبنان ، وبموازة ذلك استمرت المبعوثة الاميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس بالحملة على حزب الله ودعوة الدولة اللبنانية لنزع السلاح بالقوة وقد لاقاها في لبنان لقاء سيدة الجبل الذي يراسه النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي دعا الحكومة اللبنانية في بيان له يوم الاثنين الماضي الى القيام بنزع السلاح بالقوة وهذا ما يعارضه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون .
وقد رد حزب الله على كل الحملات التي يتعرض لها داخليا وخارجيا بالتاكيد على مسؤولية اميركا واسرائيل عن الحرب على لبنان وما واجهه لبنان من ازمات داخلية وخارجية مؤكدا على استمرار مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ودعوة الدولة اللبنانية للقيام بواجبها لوقف العدوان والبدء باعمار المناطق المدمرة.
وبانتظار الحوار المباشر بين رئيس الجمهورية وحزب الله للبحث في الاستراتيجية الدفاعية او استراتيجية الامن القومي او مستقبل السلاح ، تعقد ورش حوارية من قبل العديد من الجهات اللبنانية ومراكز دراسات لبنانية وخارجية للبجث في مستقبل السلاح والاستراتيجية الدفاعية وكيفية تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار بعد الحرب الاخيرة .
ومن ابرز الورش الحوارية التي تبحث هذه الملفات الورشة التي بدأها تجمع الولاء للبنان والذي يضم ضباطا سابقين وشخصيات قانونية وفكرية واكاديمية ، وقد عقد التجمع سلسلة لقاءات حوارية من اجل وضع رؤية شاملة حول الموضوع وتم تكليف اعضاء التجمع وشخصيات اكاديمية لوضع اوراق عمل حول كل الموضوعات التي تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية ومستقبل السلاح ، ويؤكد اعضاء في التجمع ان ما يقوم به يتم بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية وان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يتابع اعمال التجمع ويدعم نشاطه .
وكانت عقدت سابقا العديد من المؤتمرات وورش العمل حول القرار 1701 ومستقبل سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية والسياسات الخارجية للبنان وابرزها مؤتمر في جامعة الحكمة وورشة حواريات لمجموعة كلنا ارادة ومؤتمر تجمع التجدد ووملتقى التاثير المدني وبيت المستقبل ، لكن العدوان الاسرائيلي على لبنان والتغيرات في المنطقة فرض وقائع جديدة تتطلب مقاربات جديدة للملف ، وتستعد مؤسسات حوارية وثقافية مختلفة لعقد ورش حوارية جديدة حول هذا الملف وغيره من الملفات وخصوصا ملف اعادة الاعمار على امل ان تساهم كل هذه الورش الحوارية بالتوصل الى افكار عملية وخارطة طريق واقعية لمعالجة هذه الملفات الساخنة بعيدا عم المواقف المتشنجة والدعوات الى نزع السلاح بالقوة لان هذه الدعوات ستكون الطريق الاقصر الى حرب اهلية جديدة في لبنان .
قاسم قصير
موقع الامان الالكتروني

زر الذهاب إلى الأعلى