بأقلامنا

كتب اللواء خالد كريدية جوهر فهم بنية (الدولة الأسرائيلية ) الحديثة وعلاقتها بمفهوم “الأمن القومي

كتب اللواء خالد كريدية
جوهر فهم بنية (الدولة الأسرائيلية ) الحديثة وعلاقتها بمفهوم “الأمن القومي”الذي يكاد يكون هو الأساس الفلسفي والسياسي لوجود الدولة نفسها منذ نشأتها
1 منظومة الأمن الأسرائيلي ( الجيش ،المخابرات ، الموساد، الشباك ، أمان ، والشرطة العسكرية)
ليست مجرد وسيلة تنفذية ضمن بنية الدولة بل هي اقرب الى كونها العمود الفقري الذي تتمحور حوله سياسيات الدولة وبنيتها المؤسسية اي انها في لحظات معينة تلعب دور ” الرافعة” التي تدفع بالأستراتيجية القومية الى الأمام وفي أحيان أخرى تتخذ ” طايع الأداة التنفذية” لقرارات النخبة السياسية
2 في البنية الفكرية للأمن القومي الأسرائيلي كما صاغها مفكرون استراتيجيون ديقيد بن غوريون، واسحاق رابين، لاحقا”،
نظر الى كمنظومة شاملة تتجاوز الجيش إلى كل قطاعات الدولة الأقتصاد، الأعلام، التعليم ، والدبلوماسية . ومن هنا يمكننا أن نقول: الأمن هو الاءطاؤ الذي يعاد ضمنه تعريف السياسات.
منظومة الأمن (بمؤسساتها) هي الأداة المركزية التي تحرك وتنفذ، لكنها أيضا” تملك وزنا” سياسيا” واستشاريا” يجعلها تساهم في تشكيل القرار لا فقط تنفيذه
3 رافعة ام وسيلة؟
في الأزمات والحروب (مثلا” 1967 ،1973،
الأنتفاضتين حروب غزة) تلعب المنظومة دور الرافعة الأستراتيجية حيث تقدم التقديرات وتقترح المسارات وتفرض احيانا” رؤيتها على القيادة السياسية
في ايام السلم تتحول أكثر إلى وسيلة تنفيذية في يد الحكومة لكنها تبقى دائما” صاحبة نفوذ عميق سواء عبر التعيينات أو عبر العلاقة العضوية بين الجنرالات السابقين والطبقة السياسية
4. الخصوصية الأسرائيلية
(إسرائيل) من الدول النادرة التي فيها الأمن يسبق السياسية اي أن النخبة السياسية نفسها كثيرا”ما تتشكل من قادة عسكريين وأمنيين
( رابين، باراك، بني غانتس، وغيرهم)
الأمن في(إسرائيل) ليس فقط لحماية الحدود بل هو مشروع وجودي مرتبط بفكرة الردع، التوسع، السيطرة على المجال الحيوي، ومنع تشكل اخطار استراتيجية مثل إيران او تحالفات قوى المقاومة
إذن منظومة الأمن في(إسرائيل ) هي رافعة استراتيجية كبرى تتحول الى أداة تنفذية عند الضرورة لكنها تحتفظ دائما”بقدرتها على التأثيؤ وصياغة القراؤ مما يجعلها ليست مجرد وسيلة بل أحد مكونات ” العقل القومي” نفسه

زر الذهاب إلى الأعلى