المقاومة الثقافية. إسرائيل وعملاؤها …يخسرون معركة الرأي العام! بقلم د.نسيب حطيط.

بعدما استطاع الجيش والأجهزة الأمنية ،كشف خلايا الصواريخ المُخترقة او الإنفعالية والتي تتخذها إسرائيل، ذريعة لقصف خيمة عاشوراء والمباني السكنية ،بالتلازم مع صراخ العملاء في لبنان ، بوجوب نزع السلاح الذي يهدّد اسرائيل ،أُضطر العدو الإسرائيلي ، يوم أمس، لقصف نفسه بصاروخ على الحدود وحاول إتهام المقاومة ، لكن كذبته إنكشفت واعترف بأن الصاروخ قد سقط نتيجة خلل في طائرته المسيّرة وبدل ان يلوذ بالصمت ولإسترداد بعض معنوياته عبر منهج الكذب والتضليل ،وجّه إنذاراً، للضاحية ،لترهيب المدنيين والأطفال وإذلال الدولة التي تنادي بحصرية السلاح وقرار الحرب والسلاح والسلم بيدها و كشف عورة الأميركيين والفرنسيين الذين لم يلبّوا نداء ومناشدة رئيس الجمهورية ،منع القصف!
يخوض التحالف الأميركي_الإسرائيلي، حرب “نزع السلاح” من الشرق الأوسط الكبير وفي مقدمته سلاح المقاومة اللبنانية، لقناعته بعجز العدو عن السيطرة وتأمين الأمن بعد توسّعه الجغرافي، مما سيسبب له تهديدات أمنية ،نتيجة قلّة عديد الجيش الإسرائيلي ،بالتناسب مع الجغرافيا الواسعة التي إبتلعتها اسرائيل في لبنان وسوريا والأردن وغزة وبقية الدول المرّشحة للضم في مشروع الشرق الأوسط الكبير او “إسرائيل الكبرى”.
إن معركة الرأي العام ،معركة أساسية في الحرب القائمة بين العدو والمقاومة ونتيجة للقصور والتقصير للإعلام المقاوم والحصار المفروض عليه ،نجح التحالف الأميركي_الإسرائيلي ،بربح معركة الرأي العام بالإكراه والإبتزاز و”عمالة” بعض “الطحالب” السياسية في لبنان التي تفتش عن دور، برتبة عميل ، بقيادة اليمين المسيحي المتحالف مع العدو الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الصهيوني.
ربحت المقاومة معركة الرأي العام ،بتضحياتها وشهدائها وضبط نفسها العقلاني والموضوعي وفق التالي :
– التزمت بوقف النار ودفعت حوالي 700 شهيد وجريح في أشهر وقف النار ،دون ان ترد _مع قدرتها على ذلك _ واستطاعت جذب الناس الى موقفها بضرورة حفظ المقاومة وسلاحها وبدل ان تطالبها الناس بتسليم سلاحها، فإنها تلح عليها بوجود الرد !
– كشفت وهم وعبثية الرهان على القرارات والقوات الدولية ، لتأمين أمن وسيادة لبنان.
– كشفت ،كذب وخداع الضمانات الأميركية والفرنسية والدولية، بلجم إسرائيل وإلزامها تنفيذ بنود القرار 1701 وإتفاق تشرين .
– أثبتت، عدم إرتباط وجود السلاح المقاوم، بالغطرسة والتوحش الإسرائيلي ،فقد صمت هذا السلاح مده ستة أشهر ولم يشكّل تهديداً ميدانياً ولا كلامياً للعدو ومع ذلك استمر العدو بعدوانه!
يحاول العدو فرض التنسيق الأمني مع الجيش اللبناني من خلال إعطاء الأوامر ،لتفتيش الأبنية السكنية وخيم العاشورائية او الأحراج ضمن مهله زمنية يحدّدها العدو وفي حال التأخر بالتفتيش ،يبادر العدو الى القصف، بحجّة انتهاء المهلة المعطاة وتقصير الجيش اللبناني!
إن خضوع الجيش اللبناني مُرغماً على التفتيش وتفجير السلاح الذي تسلّمه المقاومة، سيجعله “شرطة حماية” للعدو ،خلاف عقيدته الوطنية القتالية وخلاف أراء وعواطف ضباطه وجنوده الوطنيين، الذين ينفذون أوامر السلطة السياسية التي يريدها العدو ، نسخة مكرّرة عن السلطة الفلسطينية!
إن المقاومة التي تستجمع قواها الميدانية ،لابد أن تبادر لتحصين جبهتها الإعلامية الضعيفة والمُحاصرة، لكي تستطيع ربح نقاط أكثر في معركة الرأي العام اللبناني والعربي والدولي ،لمواجهة حرب التضليل والتزوير والفرعنة الأميركية_ الإسرائيلية وبعض القنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية الناطقة بإسم العدو بل، أكثر كذباً وتزويراً وحقداً وحقارة .
لابد من التفتيش عن وسائل توصل الحقيقة الى الرأي العام العربي والدولي وعدم الإكتفاء بالخطاب المحلي المكرّر او إعادة استخدام بعض الشخصيات التي اثبتت فشلها الإعلامي وسطحيتها وفراغها الثقافي قبل الحرب وبعدها وفشل تجربة “المسترزقين الإعلاميين” او “الحرباء الإعلامية” التي قامت عليهم منظومة الإعلام المقاوم ولا يزال بعضهم ينعمون بالإحتضان والتمويل،!
إننا ندعو لإعادة النظر بمنظومة الإعلام المقاوم والإنفتاح على الإعلاميين والمثقفين الملتزمين، أصحاب الخبرة والكفاءة وأهل المبادئ والثبات واعتماد وسائل تواصل وإعلام جديدة :
– إصدار بيانات ونشرات أخبار وبرامج وأفلام وثائقية باللغات الأجنبية، لكي يعرف الناس، الحقيقة ولإظهار التوحش الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها ضد اللبنانيين.
– تنظيم مظاهرات واعتصامات شعبية وطلابية ،أمام مراكز الأمم المتحدة والسفارات الأجنبية وتسليمها رسائل إحتجاج .
– تنظيم اعتصام للجرحى من الأطفال والنساء وضحايا “البيجر” المدنيين .
– تقديم شكاوى للمحاكم الدولية المختصة ،لتجريم إسرائيل ودفع التعويضات.
– تقديم شكاوى ضد إسرائيل، “لليونسكو” وهيئات حفظ الآثار ،بجريمة تدمير الأثار في جنوب لبنان والمطالبة بإعادة ترميمها .
إن معركة “الرأي العام”، أحد محاور القتال، لمواجهة الحرب الناعمة الأميركية_الإسرائيلية ضد حركات التحرّر والمشروع المقاوم.
د.نسيب حطيط…28\4\2025