النبي والعالم الفيلسوف بقلم الدكتور حسن عاصي

ورد في كتاب “ثلاثة حكماء مسلمين” لمؤلفه سيد حسين نصرأن تلميذ ابن سينا أبو عبيد الجوزجاني “كان يرى فيه أعظم علماء زمانه، سأله يوما : لماذا لا يدعي النبوة وينادي بدين جديد ؟!!! فتبسم ابن سينا ولم يَحِرْ جوابا .
في فجر اليوم الثاني عندما ارتفع صوت الأذان، استيقظ التلميذ قاصدا حوض الماء حتى يتوضأ للصلاة؛ كان الجو شديد البرودة فطلب إليه ابن سينا ألا يخرج للوضوء وإلا أصيب بالرشح ومرض، ولكن التلميذ لم يُذْعِن لنصيحته، بل خرج وتوضأ ثم أدى صلاته .
عندما انتهى من صلاته دعاه ابن سينا وقال له : ” هذا هو السبب في أنني لا أدعي النبوة، فها أنا أستاذك لا زلت حيا، وأعظم مرجع طبي اليوم، أمنعك من أن تغسل نفسك بالماء البارد فلا تذعن لنصيحتي وتتبع تعاليم رجل عاش في الجزيرة العربية منذ أربعة قرون وكان أميا مع أنك لم تقابله مطلقا ؛ هذا هو الفرق بين النبي والعالم الفيلسوف “.
____
1) نصر، سيد حسين : ثلاثة حكماء مسلمين ( بيروت 1971) ص 179 هامش 80






