الهجرة الجماعية والخوف الإسرائيلي وهشاشة داخله بين تصاعد الحرب والاستنزاف ودعم الغرب وصمت المؤسسات الدولية
د. شريف نورالدين بتاريخ: 15 / 10 / 2024
في ظل التصعيد المستمر والحروب التي لا تبدو لها نهاية، يواجه المجتمع الإسرائيلي أزمة داخلية متفاقمة تتجلى في هجرة جماعية غير مسبوقة.
فمع تصاعد الصراع على حدود غزة ولبنان، أُجبر ما يقارب نصف مليون إسرائيلي على النزوح من مستوطنات “غلاف غزة” ومناطق الشمال، بينما تجاوز عدد الإسرائيليين المهاجرين إلى الخارج المليون شخص، وفق تقارير حديثة. هذه الأرقام تعكس حالة من اليأس والخوف التي تسود داخل إسرائيل، حيث أصبح العيش تحت تهديد الصواريخ والهجمات واقعًا دائمًا لا مفر منه.
هجرة الإسرائيليين، سواء إلى مناطق أكثر أمانًا داخل البلاد أو إلى الخارج، تعبر عن فقدان الثقة في قدرة الحكومة على توفير الأمن والاستقرار، كما تسلط الضوء على تأثير التوترات الإقليمية على النسيج الاجتماعي للدولة.
ويشير الكاتب الإسرائيلي روجل ألفر في مقاله بصحيفة “هآرتس” إلى أن إسرائيل تعيش في ظل حرب أبدية تهدد بانهيارها من الداخل، وهو تحليل يبرز بشكل خاص في ظل التطورات الإقليمية الحالية، لا سيما مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وتوسع دائرة الحرب في غزة ولبنان.
التقرير الذي يوضح إمكانيات حزب الله العسكرية المتطورة، بما في ذلك الاحتفاظ بنسبة تتجاوز 80% من قدراته الصاروخية والدفاعية، يعزز الرؤية بأن إسرائيل تواجه تهديدًا وجوديًا يتجاوز الحدود التقليدية للحروب السابقة.
1- تشابه التهديدات الداخلية والخارجية: أول نقطة يجدر تسليط الضوء عليها هي المقارنة بين ما يعتبره ألفر انهيارًا داخليًا لإسرائيل وبين القوة المتزايدة لمحور المقاومة بقيادة حزب الله.
يشير ألفر إلى أن المجتمع الإسرائيلي لم يعرف السلام منذ 1947 وأن الحروب المستمرة قد أنهكته، في حين يظهر التقرير أن حزب الله مستعد لحرب استنزاف طويلة، مع استراتيجية واضحة لاستيعاب الضربات الإسرائيلية الأولى وتخزين أسلحة باليستية دقيقة قادرة على استهداف البنية التحتية الإسرائيلية لفترة طويلة من الزمن.
5- تحديات المستقبل: التحدي الأكبر لإسرائيل في هذه المرحلة هو مواجهة الاستنزاف المستمر من حزب الله وحماس. حتى وإن نجحت إسرائيل في ضربات انتقامية، فإن قدرة حزب الله على ترميم بنيته العسكرية بسرعة والاحتفاظ بأصوله الحيوية مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تجعل تحقيق نصر سريع ومستدام أمرًا صعبًا جدا بل مستحيلا مع ما يحصل من مواجهات ان في غزة او على حدود لبنان والتي فاقت كل التوقعات على المستوى الاقليمي والدولي.
1- الحرب النفسية وتأثيرها على الداخل الإسرائيلي: التهديد الذي تواجهه إسرائيل ليس فقط خارجيًا بل أيضًا داخليًا، وهو ما أكده روجل ألفر في مقاله.
على مدار العقود، تعيش إسرائيل في ظل حروب مستمرة مع محيطها ومع تهديدات لا تنتهي.
هذا الوضع أدى إلى حالة من الاستنزاف النفسي داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث باتت فكرة السلام الحقيقي غائبة عن الوعي الجماعي للشعب الإسرائيلي. فالعيش تحت التهديد الدائم والانفجارات المتكررة جعل المجتمع يتقبل الحياة في الملاجئ كأمر عادي، وهو ما يزيد من التوتر الداخلي. هذا الاستنزاف النفسي يضع القيادة الإسرائيلية أمام تحدٍ خطير، حيث يصبح تحقيق التماسك الاجتماعي والسياسي أكثر صعوبة. في حال استمرار المواجهات مع حزب الله في الشمال ومع حماس في الجنوب، قد تتفاقم هذه التوترات الداخلية، مما يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب السياسي والاجتماعي، خاصة إذا شعرت قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي بعدم جدوى العمليات العسكرية أو بغياب الأفق للحل النهائي.
2- التطور التكنولوجي وتأثيره على ساحة المعركة: أصبحت التكنولوجيا الحديثة، لا سيما الطائرات المسيّرة (الدرونز)، عنصرًا رئيسيًا في الحروب المعاصرة، حيث توفر قدرات هائلة على الصعيدين العسكري والاستخباراتي.
في سياق الحرب بين إسرائيل وحزب الله، يمكن أن تلعب هذه الطائرات دورًا محوريًا في إحداث تغيير جذري في موازين القوى. الطائرات المسيّرة التي يستخدمها حزب الله والمزودة بتكنولوجيا متقدمة بفضل الدعم الإيراني أصبحت تمثل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل. هذه الطائرات قادرة على تنفيذ مهام متنوعة تتراوح بين الاستطلاع وتحديد الأهداف إلى تنفيذ هجمات دقيقة على المنشآت الحساسة.
في المقابل، إسرائيل طورت دفاعات متقدمة ضد الطائرات المسيّرة، لكنها تواجه تحديات مستمرة في مواجهة هذا النوع من الحروب، الذي يعتمد على المرونة والتكتيكات غير التقليدية.
في الصراعات الحديثة، كما رأينا في النزاعات بين أوكرانيا وروسيا، أصبحت المسيّرات قوة فاعلة في تحقيق التوازن أو حتى تغيير مسار المعارك. مثل هذه الطائرات تقلل من الحاجة إلى تواجد جنود على الأرض، مما يقلل من الخسائر البشرية ويتيح للمقاتلين تنفيذ عمليات معقدة عن بعد.
لدى حزب الله، الطائرات المسيّرة تمثل جزءًا من استراتيجية حرب استنزاف طويلة الأمد تهدف إلى إرباك الدفاعات الإسرائيلية وإحداث خسائر تدريجية دون الدخول في مواجهة مفتوحة على نطاق واسع.
3- الدور الإيراني وتصاعد المواجهة الإقليمية: إيران تلعب دورًا رئيسيًا في دعم محور المقاومة، بما في ذلك حزب الله، من خلال تزويدهم بالتكنولوجيا والأسلحة المتطورة.
هذا الدعم الإيراني المستمر يزيد من قدرات حزب الله بشكل ملحوظ، مما يجعل المواجهة بين الحزب وإسرائيل ليست مجرد صراع حدودي، بل جزءًا من مواجهة إقليمية أكبر.
إيران تسعى من خلال دعمها لحزب الله وحماس إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة ومنع إسرائيل من تحقيق هيمنة عسكرية مطلقة.
ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن إسرائيل تواجه الآن جبهتين مفتوحتين؛ جبهة غزة وجبهة لبنان.
في ظل هذا التوتر، تلجأ إيران إلى تعزيز هجماتها عبر حلفائها في المنطقة، مما يزيد من الضغط على إسرائيل ويجبرها على تقسيم مواردها وقواتها بين جبهات متعددة.
هذا التصعيد يفتح الباب أمام حرب إقليمية أوسع تشمل دولًا أخرى، مما يزيد من احتمالية تدخلات دولية ومحاولات للوساطة لاحتواء الصراع.
4- القدرات العسكرية لحزب الله وتأثيرها على إسرائيل: حزب الله، كما ورد في التقرير، يمتلك ترسانة عسكرية متطورة تشمل صواريخ بعيدة المدى مثل “خيبر” و”فاتح 110″، والتي لم تُستخدم بعد في أي مواجهة مع إسرائيل.
هذا الاحتفاظ بقدرات غير مستخدمة يشير إلى أن الحزب يحتفظ بقدر كبير من المرونة الاستراتيجية، مما يضع إسرائيل أمام تهديد مستمر.
إضافة إلى ذلك، قدرات حزب الله على حماية منشآته العسكرية في عمق الجبال اللبنانية تجعل من الصعب على إسرائيل استهدافها، حتى باستخدام الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ الخارقة للتحصينات.
إسرائيل تعتمد بشكل كبير على أنظمة دفاعها الصاروخي مثل “القبة الحديدية” لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية. لكن مع تزايد التهديدات من حزب الله، لا سيما مع وجود صواريخ باليستية دقيقة وطائرات مسيّرة، تبرز شكوك حول فعالية هذه الأنظمة في مواجهة هجمات متتالية وكثيفة على عدة جبهات.
أي حرب شاملة مع حزب الله قد تشهد استخدام هذه الصواريخ الباليستية بشكل واسع، مما سيشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدفاعات الإسرائيلية على التعامل مع هذا النوع من التهديدات.
5- التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب: ان التصعيد جديد في لبنان، إضافة إلى الصراع الجاري في غزة، سيؤدي إلى تأثيرات مدمرة على الاقتصاد الإسرائيلي. الهجمات الصاروخية المكثفة أو الهجمات بالطائرات المسيّرة قد تعطل البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة، المطارات، والموانئ، مما يؤثر على التجارة والاقتصاد بشكل عام. كما أن تكلفة الدفاع عن هذه المنشآت والبنية التحتية ستكون مرتفعة للغاية، مما قد يؤدي إلى إرهاق الاقتصاد الإسرائيلي على المدى الطويل.
من الناحية الاجتماعية، الصراعات الطويلة والاستنزاف المستمر سيزيد من الضغط على المجتمع الإسرائيلي، وقد يؤدي إلى تفاقم الاستقطابات الداخلية. هذا الأمر قد يضعف التماسك الوطني ويزيد من التشكيك في قدرة القيادة الإسرائيلية على التعامل مع التهديدات المتعددة، سواء كانت من الداخل أو من الخارج.
6- السيناريوهات المستقبلية والتحديات الاستراتيجية: في ضوء هذه التحديات المتعددة، يبقى السؤال الرئيسي هو: كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا التصعيد المتزايد؟ الحرب الاستنزافية التي يخطط لها حزب الله دفعت بإسرائيل إلى خيارات جديدة لمواجهة هذه التهديدات. من بينها اللجوء إلى ضربات استباقية ضد منشآت حزب الله وبنى تحية، ومحاولات أكبر لتقويض الدعم الإيراني للحزب.
لكن في المقابل، فإن تصعيد المواجهة مع حزب الله قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من توحيد محور المقاومة. كما أن دخول قوى دولية مثل الولايات المتحدة وروسيا على خط الوساطة قد يغير ديناميات الصراع ويجبر الأطراف على التوصل إلى تسوية، رغم صعوبة ذلك في ظل الظروف الحالية.
* أما الصمت الدولي، وخاصة من جانب المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، تجاه الصراعات الكبرى مثل ما يحدث في غزة ولبنان، يعكس حالة معقدة تتداخل فيها السياسة والمصالح الدولية مع المبادئ الإنسانية. على الرغم من أن هذه المؤسسات تعمل نظريًا على حماية حقوق الإنسان والدفاع عن المدنيين، إلا أن موقفها من الصراعات في الشرق الأوسط، وبالأخص عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين أو لبنان، غالبًا ما يكون مثار جدل وانتقادات حادة.
1- ازدواجية المعايير: إحدى أبرز الانتقادات الموجهة للمجتمع الدولي هي ازدواجية المعايير في التعامل مع الصراعات.
في النزاعات الأخرى، مثل أوكرانيا أو البوسنة في الماضي، كانت هناك إدانات سريعة وتحركات فعالة لفرض عقوبات أو إرسال فرق تحقيق. لكن في حالة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، نلاحظ تفاوتًا في ردود الأفعال. المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن تُصْدِر بيانات بشكل دوري تدعو إلى ضبط النفس، لكنها غالبًا ما تفتقر إلى إجراءات فعّالة أو ضغط حقيقي على اسرائيل.
2- الضغط السياسي والمصالح الدولية: الدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية يساهم في عرقلة الجهود الدولية لاتخاذ موقف صارم أو فرض عقوبات على إسرائيل.
الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، تستخدم حق الفيتو بشكل منتظم في مجلس الأمن لمنع صدور قرارات قد تدين إسرائيل أو تفرض عليها عقوبات. هذا الدعم السياسي والاقتصادي يعزز شعور إسرائيل بالإفلات من العقاب، ويحد من فعالية المؤسسات الدولية في الضغط عليها.
3- المنظمات الحقوقية والإنسانية: بينما تقوم بعض المنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية بإصدار تقارير تدين الانتهاكات الإسرائيلية وتوثق الاعتداءات ضد المدنيين في غزة ولبنان، فإن تأثير هذه التقارير يبقى محدودًا على أرض الواقع.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقوم بتقديم مساعدات إنسانية حيوية، لكنها غالبًا ما تجد نفسها في موقف دفاعي نتيجة الضغوط السياسية والميدانية.
الواقع أن التقارير التي تصدرها هذه المنظمات لا تؤدي إلى أي تغييرات أو ضغوط ملموسة على إسرائيل، نظرًا للدعم السياسي القوي الذي تتلقاه من القوى الغربية، والتي غالبًا ما تضع مصالحها الاستراتيجية في المنطقة فوق القيم الإنسانية.
4- تأثير دول التطبيع: في السنوات الأخيرة، زادت علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية التي انضمت إلى اتفاقيات التطبيع، مثل الإمارات والبحرين والمغرب، وهذا أضاف بعدًا جديدًا للصمت الإقليمي. هذه الدول التي كانت في الماضي من أبرز داعمي القضية الفلسطينية، باتت الآن أكثر تحفظًا في انتقاد إسرائيل، مما يضعف التحركات العربية في المنظمات الدولية. هذا التحول في المواقف عزز من الصمت الدولي، حيث أصبحت الأصوات التي تدين الانتهاكات ضد الفلسطينيين أقل تأثيرًا وأضعف في المحافل الدولية.
5- المؤسسات الدولية وغياب الردع: الإفلات من العقاب الذي تحظى به إسرائيل في المحافل الدولية يضعف موقف المؤسسات الحقوقية والإنسانية. على سبيل المثال، فشلت المحكمة الجنائية الدولية في تنفيذ تحقيقات أو ملاحقات قضائية فعّالة ضد مسؤولين إسرائيليين رغم الدعوات المتكررة لذلك. عدم قدرة المؤسسات على فرض أي نوع من المحاسبة يعزز الشعور العالمي بأن هذه الصراعات لا يمكن حلها من خلال الأدوات القانونية أو الدبلوماسية التقليدية.
6- التعتيم الإعلامي والانحياز: الإعلام العالمي يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام حول هذه الصراعات، وغالبًا ما يتم تغطية النزاعات من منظور متحيز. العديد من وسائل الإعلام الكبرى في الغرب تتبنى روايات منحازة تبرر الأعمال العسكرية الإسرائيلية تحت غطاء “الدفاع عن النفس”، بينما يتم تجاهل أو التقليل من أهمية المعاناة الإنسانية الهائلة التي يعانيها المدنيون في غزة ولبنان وعصر التوحش والارهاب والاجرام الاسرائيلي الكوني. هذا التحيز الإعلامي يسهم في تعزيز الصمت الدولي ويقلل من الضغط على الحكومات للتحرك.
خلاصة: الصمت الدولي حيال ما يجري في غزة ولبنان يعكس تضافر عوامل سياسية وإعلامية واقتصادية، حيث تتداخل مصالح القوى الكبرى مع طموحات الدول الإقليمية. المؤسسات الدولية والحقوقية تواجه ضغوطًا هائلة تحد من قدرتها على اتخاذ مواقف حازمة، بينما تساهم ازدواجية المعايير والمصالح الاستراتيجية في إدامة الوضع القائم. يبقى المدنيون هم الضحايا الرئيسيون لهذا الصمت، ويظل الحل النهائي رهينًا بتغير جذري في مواقف القوى المؤثرة وإعادة تفعيل آليات المساءلة الدولية.
خاتمة:
في ضوء تحليل روجل ألفر والتقرير حول قدرات حزب الله، يمكن القول إن إسرائيل تواجه تحديًا وجوديًا حقيقيًا، ليس فقط بسبب التهديدات الخارجية، ولكن أيضًا بسبب التآكل الداخلي المستمر. مع تصاعد حروب الطائرات المسيّرة واستخدام تقنيات متطورة، تبدو إسرائيل أمام صراع طويل الأمد قد يعيد تشكيل خريطة القوة في الشرق الأوسط.
في ظل هذا السياق المتوتر، ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية الوحشية على غزة ولبنان التي تعد من أعنف العمليات في التاريخ البشري، نجد صمتًا عالميًا مشينًا من القوى الغربية والدول المطبعة.
الدعم الأميركي والغربي اللامحدود لإسرائيل يعزز من إحساس الإفلات من العقاب، حيث تغض المؤسسات الدولية الطرف عن الدمار الواسع وقتل المدنيين. في ظل غياب المحاسبة الحقيقية، تستمر المعاناة الإنسانية، ويظل المدنيون يدفعون الثمن الأكبر.
هذه الوحشية غير المسبوقة تطرح تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على إيقاف هذا النزيف والدمار، وتعيدنا إلى حقيقة أن السلام لن يتحقق إلا بإرادة سياسية حقيقية لإيقاف آلة الحرب وإعطاء الأولوية لحياة البشر فوق المصالح الاستراتيجية.
إسرائيل اليوم؛ تجد نفسها في وضع صعب وحرج ومعقد، تواجه تهديدات متعددة من الداخل والخارج.
في ظل تزايد قدرات حزب الله وتطوره التكنولوجي بدعم من إيران، تصبح الحرب المفتوحة أو الاستنزاف طويل الأمد تهديدًا حقيقيًا يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة.
الحرب بالطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة تمثل نمطًا جديدًا من الحروب التي قد تغير موازين القوة في المنطقة، وتجعل من الصعب على أي طرف تحقيق نصر حاسم.