نص كلمة الأمين عباس فاخوري في ذكرى رحيل القائد القومي العربي محمد الزيات ـــ صور ــ

الحضور الكريم
تحية قومية
كلفني وشرفني القيميين على هذه المناسبة الغالية بالقاء كلمة الاحزاب والقوى اللبنانية الوطنية القومية والاسلامية وانا الآت من مدرسة قومية سورية اجتماعية عاشت في حينها صراع عبثي مع حركة القومية العربية التي ينتمي اليها المناضل الفقيد محمد الزيات .نعم للتاريخ ونحن بعد مرور سبعون عاما او اكثر من تاريخ هذا الصراع اتضح لنا جميعا اننا كنا نتصارع صراعاً عبثياً لا جدوى منه الا اضعاف الحركتين القوميتين وتقوية الاقطاع السياسي والعائلي والرجعية العربية كما تقوية عدونا اليهودي المتربص بنا ليقضي علينا وليغتصب ارضنا ,شخصيا انا تعلمت في بيتنا القومي العربي العلماني ان ابحث دائما عما يجمعنا كقوميين عربا وسوريين فاكتشفت ان التمايز بينهما ما هو الا غنى على طريق التكامل والتنوع ,لا على طريق الافتراق
الزعيم سعادة يؤمن بالتطور وكذلك القوميين العرب يؤمنون به ايضا فلم يعودوا يبحثون عن تحقيق الوحدة الاندماجية بل تحقيق التكامل بين امم العالم العربي زراعيا وصناعيا وعسكريا بهدف بناء كتلة عصية على التقسيم ينعم ابناؤها جميعهم بثرواتها وامنها .
هذا الايمان المتطور في الفكرة والنظرة آمن به سعادة عندما دعا الى قيام جبهة عربية واحدة مخاطبا الجميع قائلا :نحن ابناء الامة السورية جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه ونحن حماة الضاد ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي .
الاخوة والرفقاء كان لا بد من هذه المقدمة العقائدية في بداية كلمتي للاشارة اننا اخطانا جميعا في هذا الصراع العبثي .
اما انت ايها المناضل الفقيد, الذي نستعيد اليوم ذكراك الثالثة والستون لغيابك ايها الحاضر دائما بيننا بفكرك وعنفوانك واعمالك, وهل تكفي بعضاً من الكلمات ان توفيك حقك ايها القائد الصوري القومي العربي .ان ما قدمته من اجل امتك ووطنك ومدينتك سيبقى حاضرا بيننا يحثنا على العمل والعطاء والبذل .
الاخوة والرفقاء
لقد تمكن القائد المناضل الفقيد محمد الزيات عبر نهجه في العمل السياسي الشعبي الحقيقي ان يتخطى بحركة القوميين العرب في صور ومنطقتها مأزق الانغلاق النخبوي الى الانفتاح على العمل الجماهيري الواسع فكان ظاهرة فريدة وسباقة في هذا المجال. كان التزامه بالقضية القومية وانفتاحه الواسع على الفكر القومي والوطني المنظم عاملا كبيرا في اطلاق هذه المؤهلات وصَقْلِ قدرتها على القيادة والتاثير على الناس.
كان الفضل في امتداد هذا التيار الشعبي وتماسكه وانطلاقه وتاثيره الكبير على محيطه السياسي والاجتماعي ,يعود لمحمد الزيات ومقدرته القيادية الفذة, لما يتحلى به من كفاءة عالية وشجاعة وصدق وبذل وتضحية بلا حدود في سبيل قضية امته وبلاده وقضايا الناس ومشاكلهم الحياتية اليومية.
لقد كان المناضل الفقيد محمد الزيات شخصية غيفارية واستحق ان يلقب غيفارا صور ومنطقتها في حركة النضال والثورة. لقد استطاع ان يستقطب حوله قطاعات شعبية كبيرةمن جميع الفئات عمالآ وفلاحين ,كادحين وصيادين
لقد اصبح من الشخصيات المحبوبة جدا في اوساطهم اذ لعب دورا اساسيآً في التصدي للعائلات الاقطاعية المسيطرة تاريخيا على جنوب لبنان وجماهيره المحرومة ,كما استطاع ايضا ان يصل الى قلوب وعقول المثقفين .
كان للمناضل الزيات الفضل الكبير في حقبة الخمسينات في فتح آفاق الحركة للتعبير عن آلام ابناء شعبنا الفلسطيني الذي طرد من ارضه المحتلة بفعل الاحتلال اليهودي الغاصب سنة 1948 . هذا الانفتاح كلفه غاليا اذ تكتلت ضده كافة القوى الرجعية المناهضة للحركة فوقفت ضده في الانتخابات النيابية عام 1960 واسقطته رغم نيله اصواتاً مهمة ناهزت الخمسة الاف صوت .
لقد كان للمناضل محمد الزيات دورآً رائدآً في اطلاق نادي التضامن في مدينة صور, هذا النادي الذي تحول الى نادٍ لكل المناضلين والثوريين في صور وقضاؤها .
الاخوة والرفقاء
ان الحديث عن المناضل القائد محمد الزيات يحتاج الى ساعات كما ان نضاله وانجازاته لا تختصر بكلمات, فلو قدر له البقاء في دنيا الفناء مدة اطول لكان من المؤمَل ان يؤدي دوراً مميزاً في قيادة شعبه وفي نضاله وسعيه لتغيير الواقع المجتمعي وتطوره
يقول سعادة (ليس المهم عدد السنين التي نحياها بل عدد الاعمال التي ننجزها ),وهذا القول ينطبق على مسيرتك ايها الفقيد المناضل فقد خطفك الموت في ريْعان الشباب ولكن عزاءنا وعزاء رفقائك انك انجزت اعمالآً تحتاج الى سنين طويلة لانجازها.
لقد منحتنا ارثاً غنياً لنا وللمؤمنين بالامة التي آمنت بها وهذا يعود الى روح القيادة المتقدة فيك منذ نعومة اظافرك.
ختاما اتوجه بالشكر والتقدير والامتنان لكل من يعمل جاهدا من اجل ابقاء ذكرى محمد الزيات حية ومتقدة في نفوسنا ونفوس الاجيال الجديدة فهذه الشخصية القيادية تستحق منا كل الوفاء
اخص بالشكر جمعية هلا صور الثقافية والحرس القومي العربي ايضا لاحيائهم هذه المناسبة الكريمة .
اخص بالتحية ايضا شهداء مدينة صور الذين سقطوا نتيجة الاحداث الدامية عام 1958 الشهداء معن حلاوي , محمد قاسم وابراهيم سلامة
كما اخص بالتحية القومية المناضل الفقيد محمد الزيات متوجها اليه بهذه العبارة :ان الكبار لا ينتهون بماتم بل هم احياء بافكارهم .ستبقى ايها المناضل خالدا في ذاكرتنا وذاكرة كل المناضلين الاوفياء كما سيبقى الدور الذي لعبته دورا اساسياً في تاريخنا النضالي الذي نعتز ونفتخر به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص كلمة القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين عباس فاخوري
في ذكرى رحيل القائد القومي العربي محمد الزيات ـــ صور ــ
خلال الحفل الذي اقيم بتاريخ 28 اب 2024 ــ امام ضريحه في روضة الزهراء ( ع )
بدعوة من ملتقى الجمعبات الاهلية في صور و منطقتها و الحرس القومي العربي






