إبراهيم دهيني( الثعلب ) أصول ضيّعها الزمان المستعار بقلم الدكتور عماد سعيد
إبراهيم دهيني: أصول ضيّعها الزمان المستعار
المؤلف: سعيد عماد | التاريخ: 2004-10-23 | رقم العدد:9930 / جريدة السفير
الرياضة… كرة القدم حصرا، كانت نافذته الى النجومية، وفوق البساط الأخضر أمضى حياته متألقا، فكان بحق ذلك اللاعب والمدرب لاحقا الذي طبع الكرة اللبنانية بميسمه الخاص. والحديث عن ابراهيم دهيني،( الثعلب ) قد يطول كثيرا، ولا يمكن لكلمات ان تختصر حضوره في الملاعب اللبنانية والعربية والدولية على مدى عشرين عاما، ولكن الكلام عليه يبقى ضروريا من باب الأمانة لإنسان أعطى للكرة الصورية بعدها، ومعه تحول فريق التضامن سفير الجنوب بحق، ومن الأرقام الصعبة، ومن المنافسين على بطولة لبنان. ابراهيم دهيني من أولئك الذين نذروا انفسهم للرياضة، واعطاها من جهده الخاص كل ما ملك، لم يطمع بمردود مالي كما هو الحال اليوم، بل على العكس فقد استنزفته ماديا ومعنويا، ذلك انه كان يريد ان يعيد لكرة القدم في صور مجدها الذي ضيعته الاحداث التي تعاقبت على المدينة، من احتلال وتهجير، الى تلك النزعات السلطوية التي استجدت. بالتأكيد ان محبي ومشجعي الرياضة في الجنوب عموما يدركون تماما مدى العطاءات السخية التي بذلها لضخ دم جديد في قلب متعب، ويعرفون انه لولاه لما كان لفريق التضامن ذلك البريق الذي اتاه لاحقا، وتلك شهادة بحقه، فالعناد الذي ادركه يافعا، اوصله لأن يكون قدوة لمن اعتبر. ولكن: غالبا ما تندفع الرياح بما لا يشتهي قبطان السفينة. وتلك حال ابراهيم اليوم. طعنوه بالظهر من حيث لا يدرك، لكنه تخطى الجرح، دون ان يعلن توبته لمزاعم مصنوعة من وهم، فقط لأنه حاول ان يرتقي سلم الرياضة الى أعلاه. لن أضيف جديدا إذا ما قلت ان وقع اقدامه على الملاعب ما زال لحد الأن يطن في اذني، ومع ذلك خذلناه، فركن الى وظيفة مكتبية ليس لها حركة كان يتقنها، ويتفنن في أدائها. لماذا دوما في هذا الوطن الصغير جدا، نزوي الملهمين في أماكن ليست لهم