أخبار لبنان

علي حجازي: لا إمكانية حل في البلد وانتخاب رئيس دون حوار

وطنية – بعلبك – أكد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي يوسف حجازي ان “اليد في سوريا ممدودة لكل اللبنانيين، وتحديدا لكل أبناء المناطق الحدودية، في إطار إعادة الربط والوصل بين البلدين وبين الشعبين، وتجاوز جدران العزلة التي كان هناك اضطرار لرفعها في المرحلة السابقة”.

وقال خلال حفل غداء تكريمي أقامه لأهالي بلدة معربون وفاعلياتها البلدية والاختيارية والتربوية والاجتماعية في مطعم اللقيس في بعلبك: “نحن ندري جيدا الحاجة الكبيرة لأبناء بلدة معربون للعودة إلى العلاقة المرنة والسهلة والطيبة مع العمق في سوريا، وفي ذات الوقت نتفهم الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني والجيش العربي السوري، ربطا بالمرحلة التي سبقت، ولكن علينا أن نملك الجرأة الكافية لنقول أن تاريخ البلدة في التعاطي مع الحرب في سوريا أثبت أن أبناء هذه البلده كانوا دائما وأبدا حريصين على حسن الجوار والمحبة والمودة وعلى العلاقة الطيبة مع الجوار ،سواء أكان في لبنان أو في سوريا، وهذا ما جنب البلدة في المرحلة السابقة الإنخراط في المشروع الهادف الى استهداف الدولة في سوريا”.

وأضاف: “ربطا بتطور الأوضاع الأمنية في سوريا نحو الإيجاب، وأيضا في لبنان، بات لزاما على سوريا وأيضا على الجيش اللبناني مقاربة الموضوع في معربون بطريقة مختلفة، وأنا كنت قد فتحت نقاشا مع القيادة في سوريا له علاقة باعادة تسهيل عبور أبناء بلدة معربون في الحد الأدنى إلى سرغايا، لما يربط هذه البلدة مع ابناء سرغايا من جوار ومصاهرة وعلاقات تاريخية، وبالمناسبة أحد رؤساء بلديات معربون كان رئيسا لبلدية سرغايا”.

وتابع: “للأسف في السياسة عندما يتحدث البعض عن الحدود اللبنانية السورية يعتقد أن سوريا تبعد عن لبنان آلاف الكيلومترات، وللأسف هناك في لبنان من قارب الحرب في سوريا من منطلق الحقد دون فهم طبيعة العلاقة التي تجمع البلدين، المهم بصراحة كان الجو في سوريا إيجابيا لجهة أنه لا بد من إعادة مقاربة موضوع العلاقة مع الجوار القريب من سوريا بطريقة مختلفة، وهذا النقاش تطور وهو من الناحيه السوريه قيد الانجاز”.

وأردف: “كما لكم مصلحة في هذا الموضوع, نحن لنا مصلحة أن نكون في موقع الخدمة، لأن الوظيفة الحزبية والسياسية لا تقتصر على صندوق اقتراع كل أربع سنوات، وإنما الوظيفة السياسية لأي حزب هي خدمة الناس في كل المراحل والظروف، وبالتالي نحن ندرك جيدا حجم الحاجة والترابط بين معربون وسرغايا،ونحن نرفع كل مطلب يطلب منا وفق الآليات المعتمدة في عملنا، ولكن الجهات التي نقدم إليها المراجعات أمامها الملفات مكدسة، وانا استطيع القول بعيدا عن المهلة الزمنية التي يتطلبها حل هذا الملف، أجزم لكم بشكل واضح ان كل هذه المشاكل سيتم معالجتها وتجاوزها، ونحن عالجنا مئات الحالات، وما زال هناك العديد من الأمور بحاجة الى معالجة، وهي تحتاج إلى الوقت اللازم”.

وتمنى على أهالي معربون “التمييز بين من يأتي لخطف جو عام وتوظيفه لمصلحته، وبين من يعمل على جو عام لتوظيفه لخدمة أبناء البلدة”.

وأكد أن “هم الناس معيشي واقتصادي له علاقه بالدواء والخبز وبالتدفئة، وهم الناس له علاقة بالمدارس وبالدخول إلى المستشفيات، وبالتالي هناك دعوة حقيقية اليوم قبل الغد لكل القوى السياسية للتجاوب مع كل دعوة حوار، لأن في هذا البلد اعتدنا دائما وابدا أنه لا امكانية بالوصول إلى حل دون حوار”.

وتابع: “نؤكد ضرورة الحوار بين كل القوى السياسية ليس حبا بأن نرى من هو صاحب الصورة في القصر الجمهوري، هم الناس ليس من سيطلق عليه فخامة الرئيس، زيد أو عمر بالنسبة إلى الناس لا يعنيها، بل الذي يعنيها أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية منطلقا نحو حل في البلد، ولكن ليس على قاعدة التلبية للشروط الأميركية وغير الأميركية بمواصفات رئيس الجمهورية، لأننا لا نستطيع أن نلغي تاريخ هذا البلد بالمقاومة، ولا نستطيع ان نلبي رغبات من يحاصر هذا البلد ودفعنا نتيجة هذا الحصار إلى ما وصلنا إليه. لن نذهب الى مرشح تطرحه الجهة التي تحاصر الناس والتي تؤخر عملية ربط الكهرباء مع الأردن واستجرار الغاز من مصر، وتعطل العروضات الخارجية التي تقدم للبنان. ونحن نعلم جيدا من الذي يعرقل ومن الذي يؤخر ومن الذي يساهم في حصار هذا البلد ومن الذي حمى المنظومة التي اسمها مصرف لبنان الذي هدر أموال الناس”.

ورأى أن “الحل في هذا البلد ان نتحول من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، وان يصان القطاع الصناعي، ويدعم ويصان القطاع الزراعي، وعوضا عن عقد الصفقات والسمسرات مع أصحاب المصارف يجب التفكير في آلية لدعم المزارع، وبدل منصه صيرفة التي تسرقها المصارف، فليكن هناك منصة صيرفة لتأمين المازوت المدعوم للمزارعين. نحن في البقاع الشمالي لا حل لدينا إلا بالزراعة”.

وقال: “نريد رئيس جمهورية يفكر بالاقتصاد بطريقة مختلفة، ويؤمن بالعلاقة الطيبة مع سوريا. فما المصلحة بان يبقى لبنان على علاقه سيئة مع سوريا، والمصلحة الأولى للمزارعين بالعلاقة الطيبة مع سوريا، أمننا من أمن سوريا، وراحتنا من راحة سوريا، فلو كان خط التصدير مفتوحا على مدار العام عبر البر بشكل طبيعي في ذلك مصلحة وفائدة كبيرة المزارع اللبناني يعاني من أعباء الديون، والحمد لله ما زال في سوريا دواء رخيصا لعلاج المرضى في لبنان، والمؤسف ان البعض يغيب عن باله بأن سوريا تصنع 80 % من أدويتها ،ونحن نستورد 95 % من أدويتنا، لأن هناك من يريد الاستفادة من وكالاته الحصرية فيعرقل فتح أي معمل أدوية بوضع الشروط التعجيزية حماية لمصالحه الخاصة، نحن في بلد يحارب الصناعة الوطنية”.

ولفت إلى أن “غالبية الدول العربية أعلنت عن تواصلها مع سوريا، وهناك بعض الدول قيد الإعلا، وهذه تركيا باشرت بالاتصال المباشر مع سوريا، بينما نحن إذا أراد وزير لبناني زيارة سوريا “بيروح تهريب” ويقول له رئيس الحكومه “روح بس اعتبر ما شفتك”. لا نعلم إذا كنا نحن محرجين أمام الولايات المتحدة أكثر من الإمارات أو الأتراك أو سلطنة عمان أو كثير من الدول التي تتعامل مع سوريا بشكل مباشر وعلني. للأسف هذه مقاربات لا تخدم المصلحة الوطنية ولا تخدم مصلحة هذا البلد”.

وتطرق حجازي إلى ملف انفجار المرفأ: “مسبقا نقول إلى القاضي بيطار أن هذا القرار الظني مرفوض جملة وتفصيلا، ونعتقد لا بل نجزم أن هذا القرار كتب في السفارة الاميركية بمعاونة أوروبية وإسرائيلية واضحة، ونقول للذين يهللون للفيلم الذي سيعرض في فرنسا إن مسرحيات ميليس نحفظها جيدا، وبالتالي هذا الكلام مردود. ونقول للقاضي بيطار حينما يدافع عنك من يدافع اليوم تصبح بالنسبة لنا في موضع الشبهة والاتهام بشكل صريح وواضح، ولا مواربة في الأم، وحينما تتجاوب مع المطالب الأوروبية ليلا وتعود إلى عملك في هذا الملف، تصبح بالنسبة إلينا دون مصداقية وطنية”.

وختم حجازي: “اذا كنا اليوم نطالب بقضاء وطني مستقل بعيدا عن القوى السياسية، هذا لا يعني أننا نقبل بقضاء مستقل يعمل في خدمة أجندة خارجية، وهذا لا يعني أبدا اننا لا نريد اليوم قبل الغد الحصول على الحقيقة في موضوع انفجار المرفا، ولكن نريد حقيقة ولا نريد تمثيلية تصنع مشاهدها في فرنسا وأميركا خدمة لمشروع واحد هو استهداف المقاومة وسوريا، لذا الذي يعتقد أننا نخاف هو واهم، فما لم تصنعه الطائرات الاسرائيلية في عام 2006، وما لم تصنعه محاولات جر البلد إلى فتنة داخلية، وما لم تصنعه مشاهد الزحف التكفيري إلى سوريا، لن ينجح في صنعه موظف صغير يخدم أجندة خارجية، ويهدد السلم الأهلي والسلم الوطني، دون أن يكون واضحا لماذا وكيف. على أمل ان يتعظ مشغل كل هؤلاء، بأننا في لبنان اعتدنا المواجهة، وإن كنا في هذه المرحلة نحرص على عدم رفع السقف السياسي، ربطا بالظروف المعيشية والاقتصادية التي هي أولوية للناس، ولكن نحن نعرف كذبكم وتورطكم ومشغليكم، وبالنسبة لنا تبقون أداة صغيرة في مشروع كبير يستهدف أمن هذا البلد”.

زر الذهاب إلى الأعلى