شارك بمسابقة شهر رمضان المبارك للعام ــ 1445 هـ . ـــ 2024 م . وأربح جوائز مالية نقدية Info@halasour.com
بأقلامنا

الاسيرة المحررة زينب الدروبي الاغتصاب الحقيقي هو اغتصاب الوطن كل الورود للاسيرات المحررات في عيد المرأة

السيدات والسادة ايها الحضور الكريم…

ان مناسبة الثامن من آذار، هذا العام، تتخذ طابعا مميزا جدا، فبعد تحرير لبنان من دنس الصهاينة واعوانهم ومساهمة المرأة اللبنانية ودورها في عملية دحر المحتلين عن ارضنا. فلا بد والحال هذه الا ان نقف امام عظمة المرأة البنانية المقاومة والمعتقلة، هذا الدور الذي يجعل منها بطلة من ابطال التاريخ. لقد اعتلت عرشا هز احلام الذين ساووا بين المرأة والرجل في متاهات السجون اثناء القهر والتعذيب في معتقل الخيام التي واجهت فيه المرأةاشد واقصى مراحل العذاب.

اما بالنسبة لي كونني امرأة واسيرة محررة وفي اللحظة التي تم بها اعتقالي وخصوصا عندما جاء جيش العدو في منتصف الليل وداهموا المنزل، والموقف الذي تعرضت له عائلتي من قبل العملاء جعلني اشعر بانني لست مجرد فتاة بل انسان له الحق في الدفاع عن وطنه وكرامته. انسان دفع حياته ومستقبله ثمنا للحرية تلك الكلمة الكبيرة، التي تثقل المعاجم، وتربك اعتى امم العالم….

من هنا ادعو الى المساواة واعطاء المرأة واللبنانية حقها في التعبير والعمل والمشاركة اثناء الاعتقال لم يميز بين الرجل والمرأة،لقد واجهت الاسيرة العذاب والكلام االبذيء حتى كادت تموت في كل لحظة من لحظات التحقيق معها. لكن رغم ذلك بقيت المرأة المعتقلة صامدة وازدادت قوة وايمانا. فالتي لم يكن لديها شجاعة اصبحت قوية وواجهت المعاناة داخل المعتقل. لقد كان المعتقل بالنسبة لنا مجتمع صغير نروي فيه القصص عن حياتنا ونعيشه بكل لحظة نملاء الفراغ بالاحاديث لانه لم يكن لدينا ما نتسلى به سوى ذلك. وهذا ما يدل على قوة المرأة المعتقله وصمودها. وكنا دائما نقول الفرج قريب ونصبّر بعضنا.

فلم تقتصر المعاناة داخل المعتقل فحسب، بل الاكثر صعوبة ومعاناة هي مواجهة المرأة للمجتمع الذي تقطن فيه، فبعد تحررها من ايدي العملاء يبدأ الضغط عليها وطرح الاسئلة التي تخص بانوثتها(الاغتصاب)ومحاولة تشويه سمعتها من قبل المتعاملين مع العدو من اجل تحطيمها معنويا. مما دفع المرأة المقاومة بالثورة على اولئك الجهلة ومحاولة افهامهم بأن الاغتصاب لا يقتصر على الانوثة فقط وانما الاغتصاب الحقيقي هو اغتصاب الوطن، وكرامة ابنائه. حاولت جاهدة حتى وصل بها الامر الى ان تفضل الاعتقال على ان تعيش حياة مريرة.

ومازالت حتى الان المرأة اللبنانية تعاني وتناضل في نفس الوقت لتثبت وجودها. والسبب الرئيسي في ذلك هو غياب الدولة وعدم مبالاتها لدور المرأة المعتقلة. وعدم التكريم الحقيقي للمرأة المقاومة.

لذا، وفي هذه المناسبة ادعو الحضور الكريم الى مبادرة اودعوة تكريمية متواضعة الى من ساهمت في صنع التاريخ ورفعت الظلم عن كاهل اممها. فالتي ضحت بنفسها من اجل ان تعيد الحرية الى ابنائها تستحق ان تقدر، وتستطيع ان تتحمل اية مسؤولية تولى لها. ومن حقها ان تعيش حياة كريمة وان تعمل في المؤسسات الرسمية لانها قادرة ومن تجربتها تعلمت العطاء والصبر.

واخيرا اسمحوا لي ان اتقدم باسمي وباسم زميلاتي المحررات من المعتقل بالتحية والتقدير لكل امرأة عانت من ظلم الاحتلال: من ام الاسير الى ام الشهيد ومن زوجة الاسير الى زوجة الشهيد.

والشكر والامتنان على كل مسعى ممكن ان يحفظ للمرأة حقها ودورها.

 

وشكرا                                       8/3/2001(من موسوعة معتقل الخيام القصة الكاملة لمحمد صفا)

 

زر الذهاب إلى الأعلى