بأقلامنا

لفنان الاسير المحرر حسين قصير: مصمم أول ملصق عن معتقل انصار وأول مشط في فلسطين وأول ملصق لحرية الشهيد سمير القنطار إكتسبت الوعي الفني في المعتقل وقاومنا الاحتلال بالرسم والفن بقلم محمد صفا

 

كتابتي عن الرفيق الفنان الاسير المحرر حسين قصير “مجروحة” كما يقولون، بعد تعرفي عليه بعد الافراج عنه حدثني عن المقاومة بالرسم داخل معتقل أنصار والمعتقلات الاسرائيلية، شهادة حسين مضى عليها ما يقارب 35 عاماً وجدتها مؤخراً في أرشيف اللجنة.
حسين قصير مهندس في الفن التجميلي من مواليد بلدة دير قانون النهر اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي في 14 تموز 1982 وافرج عنه في نيسان 1983.
وللمصادفة 14 تموز يوم الاسير اللبناني و 17 نيسان يوم الاسير الفلسطيني.
حسين من مؤسسي أول لجنة تضامنية مع معتقلي أنصار أواسط تشرين الاول 1983 ومن مؤسسي تجمع معتقلي أنصار في العام 1984، أشرف على تنظيم المعرض الاول للاشغال اليدوية لمعتقلي أنصار في وزارة السياحة ومعظم معارض لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين ومركز الخيام وانتخب العام الماضي نائباً للامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب.
حسين مسيرة نضالية تاريخية عمرها 37 عاماً من أجل حرية المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ورفيقاً في الرحلة الحقوقية من اجل حقوق الانسان ومناهضة التعذيب. حسين رسام المعتقل وفنانه، صمم أول ملصق في 14 تموز 1983 بوم التضامن مع معتقلي أنصار وأول ملصق لحرية عميد الاسرى الشهيد القائد سمير القنطار.
كنت من المشجعين للرفيق حسين على رواية الفن الابداعي في معتقل أنصار والمعتقلات الاسرائيلية فكان كتاب “الابداع” الذي أعده حسين، عرض فيه تطور الانتاج اليدوي وابداعات المعتقلين وهو كتاب فريد من نوعه، صدر عن منشورات لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين العام 1997.
والى جانب نشاطه في التجمع واللجنة فقد أسس حسين المركز الثقافي الاجتماعي في دير قانون النهر العام 1998 لتنمية الحس الثقافي والفني.
حسين قصير بطل آخر من روايتي، مقاوم داخل المعتقل وخارجه، ارسى بريشته سيرة مقاومين صنعوا من أدوات اعتقالهم وتعذيبهم فناً وتراثاً ومقاومة للاحتلال من خلف القضبان.
مهمة الرفيق حسين لم تنته، فأمامه مهمة تاريخية إعادة تجميع التراث الفني لمعتقلي أنصار والخيام وسجون الداخل وكل ما صدر من منشورات وكتب ادبية وملصقات وافلام وثائقية من اجل معرض تاريخي دائم يؤرخ لنضالات شعبنا ومقاومته حتى لا نفقد الذاكرة.
تحية اليك رفيق حسين مناضلاً، مقاوماً صديقاً وأخاً في رواية فصولها لم تكتمل ولن تكتمل.
وفيما يلي ما قاله لي حسين بعد الافراج عنه.
بعض الرسوم رسمتها بعد الافراج عني والبعض الآخر في المعتقل واستطيع القول ان التحضير كان في المعتقل من وحي المعاناة والمناسبات مثل مجزرة معسكر(20) وعملية النفق واللوحات:
• لوحة العد اليومي
• قلبي يشع بثورة كبرى
• في كل يوم انتفاضة
• في كل الاتجاهات نفق
• عرس الحرية( ايام الافراج)
• نفق الانتظار الطويل
• انتفاضة وحرق الخيم
• الوطن كان أكثر اعتقالاً
• زهرات أثمرت وحان القطاف
لقد اكتسبت وعياً فنياً لم أكن احلم به، كان له تأثير على تفكيري. ارادوا تحطيم إرادتنا ولكننا خرجنا من المعتقل أكثر إرادة وصلابة.
• أول مشط في فلسطين صنعته من خشب الضاديق بشفرة “المبراة”
• حجر أهديته الى ابن عمي، مجرد تحفة من أنصار، من صخر كلسي واستعملت سلك حديد ودهنته بالتراب والحشيش من ارض المعتقل
• المسبحة من التراب والصابون ومعجون الاسنان. كنت اقضي كل وقتي بالرسم، قاومت بالرسم واعتبرت نفسي في رحلة كشفية.
ادوات الرسم جاء بها الصليب الاحمر الدولي: علب التلوين، خشب، تلوين شمع، تلوين الماء وكنا نستعمل فحم الخشب بعد حرقه.
واستطيع القول أن أول انتاج كان من الحشيش والتراب.
والطائرة الشراعية؟
المواد من خشب الأسرة والمراحيض والحديد من الاسلاك واشلاف الحديد التي تزنر المعسكر وأوتاد الخيم. والقماش من شوادر الخيم ونايلون الفرش الاسفنجية اما الحبال من كنزات الصوف للمعتقلين.
وادوات الصناعة منشار، شاكوش، سكين وكلها من صنع الاسرى داخل المعتقل من علب التنك والحديد. الحديد كنا ” نحميه” على النار ومزجه مع حبال القماش.
تم جمع المواد كلها وتركيها في نفس المعتقل في وادي جهنم وعرضت في ساحة المعتقل في شهر ايار العام 1983. لم يستطع الشهيد للانطلاق في الطائرة الشراعية لصعوبة الارض ولقصر المسافة في المدرج ومراقبة العدو.
وحين عرضت امام العدو الصهيوني فوجىء ضباط العدو وقاموا بتصويرها بآلات تصوير وكذلك بواسطة طائرات مروحية كانت تحوم فوق المعتقل بعد ان ذهلوا لعبقرية الشهيد عباس بليطة.
والانفاق؟
ادوات حفر الانفاق: سيوف، خناجر، سكاكين، بلطات، مجرفة، شنطة لاخفاء الاسلحة.
وعن المعرض في وزارة السياحة العام 1983:
المعرض تضمن برج مراقبة، اسلاك، ثياب اسرائيلية.
والشعارات كانت:
انصار تنمو في حضن الجنوب شتلة التبغ
– دعماً للمقاومة الوطنية
– دعماً للانتفاضات الشعبية
– من أجل اقفال معتقل انصار
– أنصار مدرسة الرجال
– انصار تزهر رغم الجراح
– أنصار رافداً للمقاومة الوطنية
– صور شهداء المقاومة الوطنية
صممنا خيمة تتسع ل 60 شخصاً وعينة من اللباس الموحد وعليها إشارة طبيب أسير

زر الذهاب إلى الأعلى