أخبار صور و الجنوب

نص كلمة المخرجه زينات سلمان في حفل توقيع رواية الاديبة نورهان رضا اللبن

مَساءُ الكَلِمة، مَساءُ الحِبْرِ وَالورقِ، مَساءٌ يَحْتَفِلُ بِالرُّوحِ قَبْلَ الحِكَايَةِ…

أَهْلًا وَسَهْلًا بِكُمْ جَمِيعًا، وَشُكْرًا لِحُضُورِكُمْ وَمُشَارَكَتِكُمْ هذِهِ اللَّحْظَةِ المُميَّزَةِ.

 

مِنْ بَيْنِ الرَّمَاد يُوَلَدُ الأَمل، وَمِنْ بَيْنِ الوجع تَنْبُثِقُ الحِكَايَةُ…

نَجْتَمِعُ الْيَوْمَ لِنَحْتَفِلَ مَعَ الكَاتِبَةِ نُورْهَان رِضَا اللَّبَن بِمَوْلُودِهَا الأَدَبِيِّ بَيْنَ الرَّمَادِ وَالأَمَلِ.

هذَا الكتَابُ لَيْسَ مُجَرَّدَ رِوَايَةٍ تُقْرَأُ، بَلْ هُوَ نَبْضٌ صَادِقٌ خَرَجَ مِنْ قَلْبٍ عَاشِقٍ لِلْحَيَاةِ رَغْمَ وَجَعِهَا.

حِينَ نَقْلِبُ صَفَحَاتِهِ، نَشْعُرُ أَنَّنَا نَسِيرُ بَيْنَ أَنْقَاضِ الحَرْبِ وَخيباتِهَا،

لَكِنَّنَا نَرَى أَيْضًا بُذُورًا صَغِيرَةً تَتَفَتَّحُ مِنْ بَيْنِ الرُّكَام.

 

نَلْتَقِي بِ يَاسْمِين الَّتِي تُوَاجِهُ قُيُودَ العَادَاتِ، وَصَوْتَ الدَّاخِلِ الَّذِي يَرْفُضُ الاسْتِسْلَامَ،

فَنَجِدُ فِي مَلَامِحِهَا شَيْئًا مِنَّا جَمِيعًا.

نَسْمَعُ جواد العَائِدَ مِنَ الغُرْبَةِ، فَنَسْتَعِيدُ حِكَايَاتِ الغِيَابِ الَّتِي تَسْكُنُ بُيُوتَنَا.

وَنَلْمَحُ في تَفَاصِيلِ القُرَى وَالمُدُنِ صُورَةَ وَطَنِنَا المُتَأَرْجِحِ، بَيْنَ قَيْدِ المَاضِي وَحُلُمِ المُسْتَقْبَل.

بَيْنَ الرَّمَادِ وَالأَمَلِ…

هُوَ انْعِكَاسٌ لِرِحْلَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا: رِحْلَةٌ بَيْنَ الخُسَارَةِ وَالرَّجَاءِ، بَيْنَ مَا يُثْقِلُنَا وَمَا يَنْهَضُ بِنَا.

كَتَبَتْهُ نُورْهَان بِجُرْأَةِ القَلْبِ وَصِدْقِ الرُّوحِ، فَكَانَ مِرْآةً لِلْوَجَعِ، وَفِي الوَقْتِ نَفْسِهِ شَمْعَةً صَغِيرَةً فِي عَتَمَةِ الوَاقِعِ.

 

وَنُورْهَان، ابْنَةُ الجَنُوبِ، لَمْ تَكْتَفِ بِأَنْ تَكُونَ دارِسَةً لِلْحُقُوقِ، بَلِ اخْتَارَتْ أَنْ تُدَافِعَ بِالكَلِمَةِ.

شَغَفُهَا بِالحِبْرِ وَالوَرَقِ قَادَهَا إِلَى أَنْ تَجِدَ ذَاتَهَا فِي الأَدَبِ، حَيْثُ تَكْتُبُ لِتُدَاوِي وَتَبُوحُ لِتُضِيءَ.

فَمِنْ أَمْوَاجِ القَدَرِ عَامَ 2023 إِلَى بَيْنَ الرَّمَادِ وَالأَمَلِ عَامَ 2025، تَتَوَاصَلُ رِحْلَتُهَا الأَدَبِيَّةُ بِخُطًى ثَابِتَةٍ،

تَنْطَلِقُ مِنَ الجَنُوبِ لِتَصِلَ إِلَى القُلُوبِ، حَامِلَةً رِسَالَةَ الأَمَلِ مَهْمَا أَثْقَلَتِ الحَيَاةُ بِالرَّمَادِ.

 

نَحْنُ أَصْدِقَاؤُهَا، نَشْهَدُ أَنَّ هذَا العَمَلَ لَيْسَ مُجَرَّدَ حِكَايَةٍ خَيَالِيَّةٍ، بَلْ هُوَ جُزْءٌ مِنْ حَيَاتِهَا، وَمِنْ حَيَاتِنَا مَعَهَا.

هُوَ دَعْوَةٌ لِأَنْ نُؤْمِنَ أَنَّ بَعْضَ النِّهَايَاتِ لَيْسَتْ إِلَّا بَدَايَاتٍ جَدِيدَةٍ، وَأَنَّ الأَمَلَ قَدْ يُوَلَدُ حَتَّى مِنَ الرَّمَادِ.

فَلْتَكُنْ بَيْنَ الرَّمَادِ وَالأَمَلِ شَاهِدًا عَلَى أَنَّ لَا رَمَادَ يَقْدِرُ أَنْ يُطْفِئَ شَغَفَ الكَلِمَةِ،

وَلَا وَجَعٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْتُلَ وِلَادَةَ الأَمَلِ.

وَمَعَ كُلِّ صَفْحَةٍ، وَمَعَ كُلِّ حَرْفٍ، دَعُونَا نَتَذَكَّرُ أَنَّ الكَلِمَاتِ مِثْلَ الشُّرَارَاتِ:

تُضِيءُ، تُدَفِّيءُ، وَتُوقِظُ فِينَا الأَمَلَ الَّذِي لَا يَمُوتُ…

 

مَبْرُوكٌ لَكِ يَا نُورْهَان… وَمَبْرُوكٌ لَنَا بِكِ، وَبِانْطِلَاقَةٍ أَدَبِيَّةٍ تُشْبِهُ النُّورَ فِي زَمَنٍ يَشْتَدُّ فِيهِ الظَّلَام.

توقيع حاشد لرواية الكاتبة نورهان اللبن برعاية الحاج علي خريس

 

زر الذهاب إلى الأعلى