في مواجهة المقترحات الاميركية : هل يصدر موقف لبناني موحد لفرض انهاء الاحتلال؟ بقلم الدكتور قاسم قصير
شكّلت الزيارة الاخيرة للمبعوث الاميركي الى لبنان طوم براك محطة مهمة من اجل تحديد موقف لبناني حاسم من ملف سلاح حزب الله والاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبناني والعلاقات مع سوريا والملفات الاقتصادية والمالية ، وقد اشارت العديد من المصادر الرسمية في بيروت الى ان المبعوث الاميركي باراك سلم المسؤولين اللبنانيين ورقة رسمية حول كل هذه الملفات طالبا اتخاذ موقف لبناني حاسم خلال ثلاثة اسابيع من اجل اعادة البحث فيها .
فماذا تضمنت الورقة الاميركية الجديدة ؟ وما هو الموقف اللبناني من المطالب الاميركية ؟
مصادر اعلامية لبنانية نشرت مضمون الورقة واشارت الى ابرز النقاط التي تضمنتها وهي التالية :
1-حول سلاح حزب الله :
أربع نقاط مخصصة لموضوع حزب الله وسلاحه، ضمن مناطق جنوب نهر الليطاني والمناطق التي يسيطر عليها، وكذلك ملف تمويل الحزب والقرض الحسن.
2- آلية “خطوة مقابل خطوة”:
تفعيل معادلة مفادها: أي خطوة لبنانية في نزع سلاح (خصوصاً من مواقع استراتيجية) تُقابلها خطوة إسرائيلية (انسحاب من مواقع محتلة)، والعكس.
3- ضمان دولة القانون:
تشديد على “احتكار الدولة للسلاح”، ومطالبة حزب الله بتسليم الصواريخ الثقيلة والدقيقة، مع التزام الدولة اللبنانية بالحفاظ على القرار.
4- دعم للجيش واليونيفيل:
تعزيز انتشار الجيش اللبناني ومهمته حسب قرار 1701، مع تمديد لدعم بقوات اليونيفيل، شرط وجود خطوات ملموسة في إصلاح الأمن.
5- إصلاحات دستورية واقتصادية:
خمسة بنود تخص مكافحة الفساد، سن إصلاحات مطلوبة من المؤسسات الدولية، وتحضير ملف إصلاح شامل قبل مؤتمر المانحين في الخريف.
6- فتح الملفات المالية:
ربط مساعدات دولية (صندوق النقد، البنك الدولي) بتنفيذ إصلاحات ملموسة (قطاع الطاقة، حوكمة، إلخ).
7- استثمارات الطاقة:
تحريك ملف النفط والغاز برعاية أميركية في حال التزام لبنان بالإصلاحات وتعزيز الأمن.
8- ترسيم الحدود مع سوريا:
فتح حوار حول الحدود مع سوريا، خصوصاً ملف مزارع شبعا والمخيمات الفلسطينية، ضمن المباحثات اللاحقة.
9- موقف لبناني متوازن:
دعوة واضحة لعدم جرّ لبنان إلى الحرب بين إيران وإسرائيل، وإبقاء موقف متوازن في النزاعات الإقليمية.
وخلال الايام القليلة الماضية اجرى رئيس الحكومة نواف سلام لقاءات مع الرئيسين العماد جوزيف عون والرئيس نبيه بري من اجل الاتفاق على موقف لبناني موحد للرد على المقترحات الاميركية وتم تشكيل لجنة تمثل الرؤساء الثلاث للبجث في الورقة ، وبعد مضي عشرة أيام على مغادرة باراك، عقد الاجتماع الأول للجنة في قصر بعبدا لمناقشة الورقة الأميركية. وأشارت معلومات صحافية إلى أن الاجتماع ضم ديدي رحال، ربيع الشاعر، طوني منصور وجان عزيز كممثلين عن رئيس الجمهورية جوزاف عون، علي حمدان ممثلًا عن الرئيس نبيه بري، وفرح الخطيب ممثلة عن الرئيس نواف سلام.
ودام الاجتماع لساعات طويلة وسط تكتم وتعتيم شديدين من أعضاء اللجنة تجنبًا لعدم تسريب أي معلومة إلى الإعلام قبل نضوج الرد اللبناني المنتظر وعرضه على الرؤساء الثلاث وأخذ الموافقة على كل مصطلح أو تعبير قد يفهم بطريقة خاطئة.
واتفق أعضاء اللجنة على عقد اجتماع اخر من دون الإفصاح أمام الإعلام عن تاريخ الموعد، وذلك لاستكمال المباحثات والتوصل إلى الصياغة المرجوة الموحدة للرد اللبناني.
وتقول مصادر مقربة من رئيس الحكومة نواف سلام : ان المطلوب الاتفاق على موقف لبناني موحد وان سلام عرض على الرئيس بري دراسة الورقة والتباحث مع الحزب حول مضمونها وان الموقف اللبناني سيركز على اولوية الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قبل القيام باية خطوة ، واما موقف حزب الله المعلن فهو يؤكد على عدم البحث باي ملف يتعلق بالسلاح قبل الانسحاب الاسرائيلي ووقف الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان واعادة الاسرى اللبنانيين من الكيان الصهيوني والبدء بخطة الاعمار .
وخلال الايام القليلة الماضية زادت الضغوط الداخلية من اجل حسم الموقف من سلاح حزب الله واطلق كل من رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر وشخصيات لبنانية اخرى دعوات لحسم ملف سلاح الحزب .
وفي الخلاصة ان الايام القادمة ستكون حاسمة لتحديد الموقف اللبناني من الورقة الاميركية وان الضغوط الداخلية والخارجية ستزداد على لبنان ، فهل يتفق اللبنانيون على موقف موحد او يغرق لبنان في الصراعات والخلافات الداخلية بما يخدم الضغوط الاميركية والاسرائيلية ؟
قاسم قصير





