بأقلامنا

نتنياهو يعلن البدء “بإسرائيل الكبرى”. فعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود ؟ كتبت وفاء بيضون في ” اللواء”

 

لم يكن كلام رئيس وزراء “كيان إسرائيل بنيامين نتنياهو” عن “إسرائيل الكبرى، مجرد كلام إسرائيلي داخلي، أو موجه إلى مساحة الاعتراض على سياسته في الجبهة الداخلية فحسب؛ بقدر ما تحمل تصريحاته المتدرجة بدءا من ضم “الضفة الغربية” واحتلال “غزة” وأجزاء من “الجنوب السوري”، وتوسيع المناطق العازلة “شمال فلسطين” مع “جنوب لبنان”، من اشارات ورسائل لمن يهمه الأمر. فالمنطقة باتت على موعد جديد مع جنون “اليمين المتطرف الاسرائيلي”، والذي حرك مياهًا راكدة في الوسطين الأوروبي والعربي، ودفع حكومات العديد من دول العالم الى قرع جرس الإنذار من إقدام “الكيان” على خطوات، قد تطيح بالعديد من إنجازات هذه الدول على مستوى ما ترتب، أكان بالتفاهمات، أو بـ”مشاريع التطبيع”، والتي لم تنتهِ فصول “خطة ابرهام” من استكمالها بعد.

ترى المصادر المطلعة: “ان ما جاء تأريخا على لسان “نتنياهو”، يترجم بوضوح مسار السياسة التي تتبعها “حكومة الكيان”، وتضع في نصب أهدافها السيطرة، وليس التعايش الآمن البعيد عن الحروب “.

لذلك من هنا يمكن اسشراف مرحلة العهدين؛ “العهد الامريكي والعهد الاسرائيلي الملحق بادارة ترامب “المبني على اعطاء المساحات المطلوبة ل “بنيامين نتنياهو”، من تحقيق حلم الأسلاف بما يزعمونه من حق تاريخي أسس للوجود الصهيوني. ومع تسارع الأحداث والتطورات في المنطقة المثقلة بعشرات الملفات الساخنة، يبدو أن أولى الخطوات ما تسرب من توافقات “اسرائيلية امريكية” بإجراء اولى التجارب نحو “الترانسفير الفلسطيني” بإعداد مستلزمات تطبيق خطة تهجير أهالي غزة الى “جنوب السودان”، التي زارها مؤخرا مسؤولون امنيون وسياسيون من “الكيان” مع زيارة متبادلة قامت بها مسؤولة في خارجية “جنوب السودان” لاستطلاع تنظيم البيوت والبنى التحتية في بعض المستوطنات لنسخ التجربة في بلادها، مع إغراءات تحدثت عن دفع مبالغ طائلة عن كل عائلة تتولى صرفها إدارتا ت”رامب ونتنياهو” .

تتابع المصادر التي لم تخف تخوفها من تفلت “حكومة نتنياهو” الراديكالية، والذهاب نحو التمدد الذي تحدث عنه نحو دول هي أصلا مطبّعة مع “الكيان الاسرائيلي” كـ: “مصر والأردن والإمارات والبحرين”، وغيرها من دول المنطقة، أكان التطبيع جزئياً أو بشكل كلي. فهذا بحسب المصادر سينسف كل مساعي التهدئة كون “الخطة اليمينية المتطرفة في إسرائيل “تشمل أجزاءً من مصر وبعض دول حوض المتوسط. هذا إلى جانب الاحتلال الكامل لدول تشكل تفصيلا في مفكرة الكيان كـ”لبنان وسوريا”، اللذين يعتبران ممرين أساسيين للخطة المزعومة إذا ما كتب لها النجاح.

من هنا يمكن استطلاع المرحلة من خلال “حركة الموفدين نحو الشرق الأوسط”، والتي تحمل أفكارًا، في جزء كبير من ملفات زوارها، من شأنها التمهيد التدريجي المصحوب بوابل التنديد بالدم والنار. ولكن يبقى الأهم والأكثر إثارة للجدل، هو موقف المنطقة العربية بحكوماتها، التي يترنح كم كبير منها على وقع وعود امريكية، لم تسمن أو تغنِ عن جوع. لذلك يسأل المطلعون إذا كانت خطة “إسرائيل الكبرى”، في طريقها إلى التنفيذ عاجلا ام اجلا، فما هو مصير ما رتبته الإدارات الأمريكية المتعاقية؟ وهل ستكتفي ببيان “التنديد والاستنكار الذي صدر عن اكثر من عشرين دولة عربية تنضوي تحت ستار جامعة الدول العربية”. وأكثر من ذلك، هل ستأخذ “إدارة البيت الابيض” ببيان هذه الدول لتعمل على “تنفيس انطلاقة نتنياهو المتهورة”؟ وإذا ما تمكن واضعو خطة التوسع من تحقيقها، فما جدوى الحديث عن سلام وحسن جوار كما يسميها البعض مع “كيان قام على الاغتصاب والاحتلال”؟
في المحصلة، إن ما يجري من ترويض للشعوب والأنظمة لا ينفصل عن مسعى تطويع المنطقة من بحرها الى نهرها، لتكون البديل عن “تقدم مشروع الغرب اسيوي” والذي سيجعل من “واشنطن وتل ابيب” خاسرتين، وخارج الاستثمار السياسي فيه. وإذا كان الأمر يتعلق بالوجود والمصير؛ فما هي خطط المواجهة لإفشال ما تحدث عنه “نتنياهو” من قبل حكومات دول المنطقة العربية والاسلامية. واذا بات الترهل قد بلغ حدا لا يستقيم مع التحديات، فحينها يمكن القول: “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”.

زر الذهاب إلى الأعلى