بأقلامنا

العروبة بين فخر الإنتماء و بين التندُّر بقلم الدكتور حسن عاصي

***
توهجت العاطفة الدينية والوطنية في وجدان العرب، فكان فخرهم بالإنتماء إلى خير أمة : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”آل عمران : 110″)
وانثال الفخار شعرا و أناشيد، فكانت أبيات فخري البارودي :

بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان

فلا حَدٌّ يباعدنا
ولا دين يفرقنا

لسان الضاد يجمعنا
بغسان وعدنان

لنا مدنية سلفت
سنحييها وإن دثرت

ولو في وجهها وقفت
دهاة الإنس والجان

فهبوا يا بني قومي
إلى العلياء بالعلم

وغنوا يا بني أمي
بلاد العرب أوطاني

بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان

لكن سرعان ما تلاشى ذلك الفخار، أمام ماوقف عليه آخرون في الآية الكريمة : (الأعراب أشد كفرا ونفاقا ” التوبة : 97) .

فكان رد سميح القاسم بأبياته :

“بلاد الرُعْبِ اوطاني”
بلاد الرعب أوطاني

من القاصي إلى الداني
ومن خوف إلى خطر

ومن منفى إلى الثاني
بلاد الحرب أوطاني

تدمر كل بنيانِ
توفى الأمن في وطني

وصار الموت مجاني
بلاد الحزن أوطاني

بأشكال……..وألوانِ
فمن ألم إلى قهر

إلى بؤس وحرمانِ
بلاد الصبر أوطاني

وحال الناس أبكاني
فكم نزحوا وكم لجئوا

وموت دون أكفانِ
تمادى الحزن في قلب

إلى أن لاقاه هشام الجخ بأبياته :

أسَبِّحُ باسمِكَ اللهُ

وليْسَ سِوَاكَ أخْشاهُ

وأعلَمُ أن لي قدَرًا سألقاهُ.. سألقاهُ

وقد عُلِّمْتُ في صِغَرِي بأنَّ عروبَتِي شرَفِي

وناصِيَتِي وعُنْوانِي

وكنّا في مدارسِنَا نُردّدُ بعضَ ألحانِ

نُغنّي بيننا مثلًا:

“بلادُ العُرْبِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”

وكنّا نرسمُ العربيَّ ممشوقًا بهامَتِهِ

لَهُ صدرٌ يصُدُّ الريحَ إذْ تعوِي.. مُهابًا في عباءَتِهِ

وكنّا مَحْضَ أطفالٍ تُحَرّكُنَا مشاعرُنا

ونسْرحُ في الحكاياتِ التي تروي بطولتَنَا

وأنَّ بلادَنا تمتدُّ من أقصى إلى أقصى

وأن حروبَنا كانت لأجْلِ المسجدِ الأقصى

وأنَّ عدوَّنا (صُهيونَ) شيطانٌ له ذيلُ

وأنَّ جيوشَ أمّتِنَا لها فِعلٌ كمَا السّيْلُ

سأُبْحِرُ عندما أكبُرْ

أمُرُّ بشاطئ (البحرْينِ) في (ليبيا)

وأجني التمرَ من (بغدادَ) في (سوريا)

وأعبُرُ من (موريتانيا) إلى (السودانْ)

أسافرُ عبْرَ (مقديشيو) إلى (لبنانْ)

وكنتُ أخبِّئُ الألحانَ في صدري ووجداني

“بلادُ العُرْبِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”

وحين كبرتُ.. لم أحصلْ على تأشيرةٍ للبحرْ

لم أُبْحِرْ

وأوقفَني جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشبّاكْ

لم أعبُرْ

حين كبرتُ

كبُرتُ أنا.. وهذا الطفلُ لم يكبُرْ

تُقاتِلُنا طفولتُنا

وأفكارٌ تعلَّمنا مبادئهَا على يدِكم

أَيَا حكامَ أمّتِنا

ألستم من نشأنا في مدارسِكُم؟

تعلَّمنا مناهجَكُمْ

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ

بأنَّ الثعلبَ المكّارَ منتظِرٌ سيأكلُ نعجةَ الحمقى إذا للنومِ ما خَلَدُوا؟

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ..

بأنَّ العودَ محميٌّ بحزمتِهِ.. ضعيفٌ حين يَنْفَرِدُ؟

لماذا الفُرْقَةُ الحمقاءُ تحكمُنا؟!

ألستم من تعلّمنا على يدِكم أن “اعتصموا بحبلِ اللهِ” واتّحدُوا؟
بِ أوطاني.. وكلُّ العُرْبِ إخواني”

إلى ما هنالك من قصيدة من يشتري مني العرب و … و ….
***
سبحان الله … ألا من ( من معتصمٍ ) في هذه الأمة المنكوبة تدب فيه النخوة العربية ويسري في عروقه وهج الشهامة الوطنية والقومية لنجدة أمرأة صاحت ( وا معتصماه ) ؟ !!! أم أن صلاحية النخوة والمروءة والشهامة قد انتهى مفعولها كما انتهاء صلاحية كافة المواد الإستهلاكية في الجمعيات ومتاجر المواد الغذائية ؟ !!!
سبحان الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى