بأقلامنا

في عيد المقاومة والتحرير ال 20 إختزل السيد حسن واقعنا عبر “إذاعة النور”وأكد أن زمن استضعاف لبنان انتهى…وهذه ملاحظاتنا بقلم/ جهاد أيوب

هذه أكثر مرة يطل فيها سيد المقاومة والصدق السيد حسن نصر الله أكثر خجولاً، ومهذباً، وطرح القضايا ببساطة واعية ومدركة يفهمها المثقف، والسياسي وعامة الناس، ومتفهماً لحالة المقدم نفسياً، وذكاء إعلامياً متوهجاً كما لو كان هو تعمد ذلك من أجل تمرير رسائل عديدة داخلية وخارجية!
من الناحية السياسية سنتطرق فيما بعد إلى قيمة ومسؤولية ما قاله السيد، أما من الناحية الفنية فنشير إلى أن هذه الطلة الثانية للسيد حسن نصر الله عبر “إذاعة النور” بعد اللقاء الأول عام 2006.
في الجزء الأول لم يكن السيد مرتاحاً رغم أهمية ما طرحه، ولم تكن الزميلة بثينة عليق كما نعهدها في التقديم، ومن التعريف إلى طريقة طرح الأسئلة كان الخوف والقلق باينان عليها، وعلى ما يبدو تنبه السيد إلى هذا فأخذ في الجزء الثاني والثالث يبتسم، ويحاول تخفيف الضغط على الزميلة المحاورة، لا بل قال لها :” أنا أقدر ظروفك”، وهذه أجمل عبارة حيث
اختزل فيها السيد كل واقع الحلقة!
نعم بثينة كانت قلقة، وخائفة فالضغط كبير، والكل يراقبها، وينتظر منها الكثير، وربما الوقوع بالخطأ، والكل يحسدها على حضور السيد ويتمنى أن يكون مكانها، وربما الحمل الكبير أوقع بثينة بإشكالية طرح الأسئلة الطويلة مع الشرح والجواب خاصة في القسم الاول، وهذا اكبر خطأ يرتكبه المذيع حينما يكون الضيف بمستوى القرار، ويدرك ما يقوله، ولديه استرسالاً وذكاء في فهم الإعلام كالسيد، كما أن العدو والصديق ينتظر ماذا سيقول… أدرك السيد الحالة فقال رداً عن سؤال يشبه المعلقات :” هنا البحث كتير طويل” إشارة منه إلى بثينة أن تختزل السؤال، وكذلك حدث في سؤالها الطويل حول الأزمة الاقتصادية، فأراد السيد الجواب، وهي استمرت، هنا السيد أدرك الوضع فصمت!
أعادت أكثر من مرة ما كان يقوله السيد، فمثلاً حينما قال ما أفاض به باراك قامت مقاطعة لتعيد ما قاله باراك، وكأنها تدور في ذات النقطة، وهذا خطأ!
حاولت بثينة أن تقاطع السيد كما تفعل مع ضيوفها، لكنه تابع مسترسلاً أكثر من مرة، لا بل طلب منها أكثر من مرة أن يتابع شرح ما تفضل به، وكان على بثينة أن تتنبه متى تقاطع، ومتى أنهى الضيف كلامه، والمقاطعة تأتي بعد النفس الطويل لا خلال الكلام!
في موضوع الوضع الداخلي اللبناني كان مرتاحاً في ردوده لآن بثينة بدأت بالأسئلة و التعقيبات الرشيقة والمختزلة، ولكن السيد كان منزعجاً جداً من ساسة البلد والظروف الصعبة!
لم تنجح بثينة كلياً، ولم تصاب بالفشل رغم أهمية ما قاله السيد، وسيخلق هذا الحوار جدلية للشهور المقبلة، بل عانت بثينة من بعض الخفوت، وكنت اتمنى ان يتم الاتفاق على أسئلة عميقة ومقتضبة دون تطويل، وأن لا تقع في الشرح والجواب والإعادة، فهذا خطأ مهني في حضرة قامة محورية منتظرة من الجميع!
ولا شك أن بثينة متزنة، ومهذبة، تُعد جيداً موادها، وظهورها عبر الشاشة بشكل مباشر من دون مكياج صب في صالحها، لذلك الإضاءة عليها كانت مدروسة، وكذلك الإضاءة على السيد وحول التقاط المشهدية العامة والزاويتين تعتبر موفقة رغم طبيعة الديكور التقليدية، والخلفيات التي لها دلالاتها الإسلامية والسياسية المقصودة، وكذلك تكبير ميكرو “إذاعة النور”!
بعد هذا اللقاء المفصل في مسيرة بثينة يحق لها أن تطالب ببرنامج تلفزيوني حواري خاص مع الأخذ ببعض الملاحظات!
أما من الناحية السياسية فقال السيد الكثير، وكل ما نطق به يحتاج إلى وقفه رغم أنه أوجز في نهاية اللقاء الكثير، خاصة في عمق فهمه لواقع الجيش الإسرائيلي ولضباطها، ومما قاله:” لا شيء إبن لحظته، وانتصار 2000 نتيجة تراكم، و كذلك 2006، والجانب الروحي اصل المقاومة، نثق جداً ببيئة المقاومة”.
وشرح السيد كلام باراك بطريقة ذكية ومبسطة، وأشار إلى أن “إسرائيل ارادت من دخولها لبنان إيصال عائلة الجميل إلى السلطة وهي حليفة لإسرائيل، وتجميع الفلسطينيين في الأردن لإسقاط السلطة الهاشمية كوطن بديل، والانسحاب إلى الشريط الحدودي لم يكن منة من إسرائيل، والمقاومة كانت تقرأ الواقع الإسرائيلي جيداً، وإسرائيل كيان طارئ وعنصري، وهي بعد 2000 ليست كما قبل، وهذا الكيان سيهزم في أي معركة مقبلة، ومن المنطق ذاهبة إلى زوال”.
عن لبنان قال السيد حسن :” المقاومة في حالة تصاعد، والمعادلة هي أننا نرد على العدو إذا قتل أياً منا وفي أي مكان، وزمن استضعاف لبنان انتهى،
وأداء المقاومة جنب لبنان الحرب الطائفية الأهلية، وحزب الله لديه فوبيا من الحرب الداخلية ولا يريد حكم لبنان، أي خلاف في لبنان يتحول إلى خلاف طائفي، ولمحاربة الفساد نحتاج إلى قضاة استشهاديين، اتهمنا بأننا مسؤولين عن الحراك، يمكن الخروج من هذا الوضع الاقتصادي، ويمكن علاجه، ويوجد خيار في الاتجاه شرقاً، ونحتاج إلى إرادة سياسية للوضع الاقتصادي، لم نذهب إلى صندوق النقد الدولي، ولكن فتحنا الباب، أميركا تريد إذلال لبنان وفرض شروطها عليه، لا توجد مؤشرات على نية إسرائيل لشن الحرب على لبنان، وإن وقعت الحرب الكبرى يعني زوال إسرائيل، قد تنتهي إسرائيل بتغير الظروف التي قامت على اساسها”!
وعن الواقع الأميركي اشار السيد :”الأميركيون ذاهبون إلى لملمة حالهم في المنطقة، والفشل في حرب اليمن، وفي صفقة القرن يعني فشل أميركا، والمنطقة ليست ذاهبة إلى حرب بين أميركا وإيران، ومستبعدة”.
وكم كان السيد كبيراً وواعياً ومتصالحاً مع فكره وإيمانه وانتصارات المقاومة حينما ختم حديثه بالطلب من العرب إحترام تضحياتنا، والشهداء، وبأن العالم متجه إلى نظام جديد، وبأن محور المقاومة في موقع قوة، وأقوى من أي وقت مضى…

زر الذهاب إلى الأعلى