بأقلامنا

لبنان ليس مفلسا!!! بقلم الدكتور شريف نورالدين

د. شريف نورالدين بتاريخ: ٤ / ١٢ / ٢٠٢٢ م.

لبنان ليس مفلسا!!!

الى عظته ونيافته، سماحته وفضيلته، زعامته وفخامته، دولته ومعاليه وسعادته، وكل من هو مسؤول وفي موقعه وكل هذا الخ…

هم اصحاب العروش وسكان البروج، حيث لا ترى ابصارهم ولا تعقل وتتدبر بصيرتهم ولا تسمع اذانهم ولا تفقه قلوبهم…

هم اصحاب القصور و الليالي الحمراء، على كرسيهم وفي سلطانهم صم بكم عمياء…

طبعا هو مالكم ليس مال المفلسون مالكم اخضر ومالهم ورق…

بالتاكيد مالكم اموال مشبوهة ومسروقة ومهربة وفي الحفظ والصون ومال المودع منهوبة وضائعة ومجهولة في هذا الكون…

طعامكم جاهز وطعام الفقراء غير موجود بل في نفايات الليل…

مشفاكم عربي دولي، مشفاهم سرير الموت في البيوت والمنازل …

دواء الداء لديكم اميركي اوروبي، دواء المرضى المساكين وجعهم وألمهم وصبرهم وتحمل دائهم…

الكهرباء لديكم ( ٢٤ على ٢٤ وموتوركم الخاص وفيولكم المؤمن ضمن العقوبات وخارجها) أما كهرباء اللبناني شمعة وفتيل وسراج وقتديل اذا توفر…

الغاز لستم بحاجة له هناك شرابكم وطعامكم معلب ومزين، والفقراء مغلف يالذل والدم والاهانة وتمسيح الكرامات عند اعتابكم…

قصوركم وفيلاتكم مفروشة بالستيل والمودرن، والشعب الغير محسوب على زعامة سقفه السماء والمطر والقر والحر وفراشه الارض والخيمة “والكونتينر والزنكو” والشارع…

سياراتكم الرانجات الجديدة والسيارات الفارهة، واللبلناني يتنقل منتظرا على الطريق اوالمسير والجري دربه والتسول انتقاله…

تعليم اولادكم في المدارس الخاصة وجامعات الخارج، وأولاد “المعتر” مدارسهم وجامعاتهم العمل بافراط والقلم والكتاب والورق لهم مزابل حاضركم ومستقبلكم و تاريخكم…

هي الحياة بأولوياتها؛ سكن وطعام وشراب وملبس ودواء وتعليم وشفاء وبنى تحتية وكرامة انسان’ امور واجبة ومستحقة ومفروضة على كل البشر والحيوان والحجر، أما من هو لبناني لا طائل ولا قوة له في الاولوية ولا في الواجبات فكيف بالكماليات والمستحبات…

هو اسرافكم وافراطكم في شتى جوانب الحياة من عملات اجنبية الى كل الكماليات، بعدما مللتم من المستحقات والموجبات…

هو الغيض من فيض مما تعرفونه وما لا تعرفونه، لانكم في كوكب اخر وعالمكم ولبنانكم ليس لبنان المفلس والمنهار والمظلوم والمسيب والمذموم…
(ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم)…

كيف لا وأموالكم ورواتبكم الاخضر…

هي أمريكا والمؤامرة جوابهم، ودولارها يملئ الجيوب، أين الاحساس في الدار والاولى في الجار الذي لا يملك ورق”عملته الوطنية”…

“خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ” (مت 6: 11)…

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا). “سورة الإنسان، آية: 8-9”.

سورة النحل الآية 112( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(149)قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ(150)قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(152) سورة النحل.

(وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72). و يقول: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج:30). ويقول: (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) (المجادلة:2).

(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}.

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

في حديث للإمام الصّادق(ع): «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءَهُ فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَّارِينَ: أَنِ ائْتِ هَذَا الْجَبَّارَ فَقُلْ لَهُ إِنَّنِي لَمْ أَسْتَعْمِلْكَ عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ وَاتِّخَاذِ الأمْوَالِ، وَإِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُكَ لِتَكُفَّ عَنِّي أَصْوَاتَ الْمَظْلُومِينَ، فَإِنِّي لَم أَدَعْ ظُلامَتَهُمْ وَإِنْ كَانُوا كُفَّاراً».

كفانا رعاة ومراعي وعصا يهش بها على غنمه…

كفانا كلام ودروس والدرس الاول لو كان الفقر رجلا لقتلته…
كفانا شعارات ومواعظ، ويجيب الإمام الحسين(ع): “إنَّ رسول الله(ص) قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً، مستحلّاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله(ص)، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله”.

“ألا وإنَّ هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرّحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ من غيَّر”.

“إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب(ع)، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ، وهو خير الحاكمين”.

“أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”.

“ألا ترون أنّ الحقّ لا يعمل به، وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادةً، والحياة مع الظّالمين إلّا برماً”.

“ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام. ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وكثرة العدوّ وخذلان الناصر”.

“موت في عزّ خير من حياة في ذلّ”.

“لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق”.

“اعلموا أنّ حوائج النّاس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النّعم فتحور نقماً”.

“أوصيكم بتقوى الله، فإنّ الله قد ضمن لمن اتّقاه أن يحوّله عما يكره إلى ما يحبّ”.

“إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم”.

﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور}.

هذا قول الله؛ ما هو قولكم؟

نعم لبنان ليس مفلسا بنظركم!
هو الافلاس بعينه والانهيار بنظر العالم كله…
أين انتم منهم؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى